وضع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي جميع المنشآت الحيوية والإنتاجية في بلاده تحت حماية الجيش رداً على الشارع الغاضب في عدد من المحافظات وخاصة «تطاوين» التي يعتصم أهلها منذ أكثر من أسبوعين احتجاجاً على تفشي البطالة وغلاء الأسعار.

وفيما أكد الرئيس التونسي أن ديمقراطية بلاده في خطر سارعت العديد من الفعاليات التونسية إلى وصف خطاب الرئيس بـ«المخيب» والخالي من أي حلول للأزمة.

وقال السبسي: إن «الجيش التونسي هو الذي سيحمي مستقبلاً موارد الإنتاج، في إطار القانون مع التمسك بحرية التظاهر»، مؤكدًا أهمية «استرجاع الدولة لهيبتها بما يضمن إعادة الإنتاج».

ومنذ بضعة أسابيع تعتصم مجموعة من المتظاهرين في خيام في الصحراء بمدينة تطاوين٬ مهددين بإغلاق الطرق التي تستخدمها شركات النفط والغاز٬ ما لم يحصلوا على مزيد من الوظائف٬ ونصيب من ثروة البلاد من الطاقة.

دعوة للحوار

وفي خطاب ألقاه أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة، دعا قائد السبسي «كل الأطراف السياسية إلى الحوار»، منتقدًا «القائلين بأن حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة تؤسس للفساد والداعين إلى انتخابات مبكرة، بسبب فشل الحكومة». وأشار إلى أنه يمكن «تغيير الحكومة في حال فشلها في أداء مهامها».

مؤكدًا أن «الإطار الديمقراطي مهدد بصفة فعلية ولا يمكن حل المشاكل إلا بالحوار والتوافق مصلحة تونس فوق مصلحة الأحزاب والأشخاص». وأكد الرئيس السبسي «إجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها القانونية»، معتبرًا أن «المشاكل التي تعيشها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يمكن فضها بالحوار والتوافق».

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شقيق صرصار أعلن في مؤتمر صحفي عقده أول من أمس أنه «اضطر للاستقالة بعد أن تأكد من أن الخلاف داخل مجلس الهيئة أصبح يمس القيم والمبادئ التي تأسست عليها الديمقراطية»، مبرزًا «أن الاستقالة سيتم تقديمها لاحقًا وفق الإجراءات القانونية اللازمة».

وبعد أن ثمن مجهودات الجيش والأمن في مقاومة الإرهاب، أعلن الرئيس التونسي عن العمل على «إعادة هيكلة وزارة الداخلية».

ردود أفعال

من جهة ثانية٬ قالت وسائل إعلام محلية وشركات، إن احتجاجات على نقص الوظائف والتنمية في جنوب تونس تسببت في توقف الإنتاج٬ أو إغلاق حقول لشركتين أجنبيتين للطاقة٬ فيما يمثل تحدياً جديداً لرئيس الوزراء يوسف الشاهد٬ خاصة أن هذه الاحتجاجات تأتي في وقت حساس تحاول فيه الحكومة تنفيذ إصلاحات صعبة في إطار برنامج للتقشف.

وقالت وزيرة الطاقة، هالة شيخ روحو، للصحافيين: إن الاحتجاجات أوقفت الإنتاج في حقلي باقل وطرفة لشركة بيرنكو للطاقة. وفيما وصفت العديد من الفعاليات التونسية الخطاب بـ«المخيب» والخالي من الحلول للأزمة السياسية والاقتصادية، قال العضو في الهيئة التسييرية لنداء تونس رضا بلحاج إنّه كان على السبسي تناول الحركات الاحتجاجية بعقلانية أكثر واعتدال.

وتابع: كنا ننتظر أيضاً من السبسي تجاوباً صغيراً مع مبادرة حوار وطني بخصوص أزمة حكم البلاد. وأكّد بلحاج أنّ الرسالة الوحيدة التي لاحظها من الخطاب هي «مواصلة اقتسام السلطة وإبقاء الأمور على حالها».