يحصد معبر بيت حانون «إيرز» شمالي قطاع غزة، أرواح الكثير من المرضى الراغبين في العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، لعدم توافر علاجهم داخل القطاع المحاصر، في حين تستخدم إسرائيل «الفيتو» تجاه نصف المرضى، بحجج أمنية أدت في النهاية إلى وفاة الكثير من المرضى، وخاصة مرضى السرطان.
مدير دائرة العلاج بالخارج في السلطة الفلسطينية، د. بسام البدري، يقول إن نصف مرضى غزة الذين يحتاجون إلى العلاج بالخارج ممنوعون من مغادرتها من خلال المعبر بسبب إجراءات الاحتلال، ومنعه مرضى القلب والسرطان، إضافة إلى الأمراض المستعصية، موضحاً أن وزارة الصحة تعمل كل ما بوسعها من أجل إنهاء إجراءات أي مريض يحتاج إلى العلاج في الخارج، خاصة مرضى السرطان والقلب، وتستكمل هذه الإجراءات من حجز موعد واستصدار تحويلة، والتقدم بطلب للحصول على تصريح مغادرة من الجانب الإسرائيلي.
مواعيد الحجز
ويعاني المرضى في غزة صعوبة تجديد موعد حجز المستشفيات، نتيجة عدم الحصول على تصريح خروج من إسرائيل، لادعائها أن الطلب قيد الفحص، في حين تأتي الردود في معظم الأحيان بالرفض، وأدى ذلك إلى وفاة بعض المرضى وهم ينتظرون موافقة إسرائيل، وتفاقمت أمراض بعضهم الآخر، حيث يمارس الاحتلال إجراءات قاسية وصعبة بحق المرضى.
وأضاف البدري: «لاحظنا في الفترة الأخيرة أن عدداً قليلاً من المرضى تتم الموافقة عليه من الجانب الإسرائيلي والسماح لهم بالسفر، وبحسب آخر إحصائية فإن ما يقارب 50 في المئة من المرضى هم من تتم الموافقة عليهم، ويتم رفض النصف الآخر، في حين كانت نسبة الموافقة سابقاً تصل إلى 80 في المئة».
وأكد أن بعض المرضى يحصل على الرفض أكثر من مرة، ولا يوجد على المرضى تحفظات أمنية، وقد حصل أطفال على الرفض الإسرائيلي أكثر من 11 مرة، ولكن دائرة العلاج بالخارج منحتهم تحويلات وتجديداً مرات عدة، على أمل الحصول على موافقة للعلاج في الضفة الغربية.
تحويلات علاجية
وأوضح مدير دائرة العلاج بالخارج أن دائرته تصدر تقريباً 15 ألف تحويلة طبية شهرياً لمرضى يحتاجون إلى العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس. وأشار إلى أن إسرائيل تمارس العقاب الجماعي ضد المرضى بسبب توجه بعض مرافقي المرضى للعمل في الضفة الغربية بعد الانتهاء من رحلة العلاج، نتيجة ضيق الحياة في غزة، وحدث ذلك في حالات نادرة جداً.
وأفاد بأن جميع المرضى مصابون بأمراض السرطان والقلب والكلى والعظام، و25 في المئة منهم مرضى سرطان يحتاجون إلى علاج كيماوي وإشعاعي وجراحي وعمل فحوص، وجزء كبير منهم يحتاج إلى عمل جراحات قلب في القدس والضفة الغربية، وعمليات قسطرة سريعة للأطفال، ولا يتوافر علاجهم إلا في مستشفيات الخط الأخضر في الداخل المحتل والضفة الغربية والقدس.
50 شكوى
قال المحامي في مركز الميزان لحقوق الإنسان، المحامي سمير المناعمة، إن المركز يتلقى شهرياً ما يقارب 50 شكوى من مرضى غزة الذين يتلقون رفضاً من سلطات الاحتلال أو تحت الفحص، كما توجد أعداد أخرى من المرضى لا يسجلون شكواهم في المؤسسة، إضافة إلى تسجيل الآخرين شكواهم في مؤسسات حقوقية أخرى في قطاع غزة.
