تتزايد وفيات المرضى الفلسطينيين لاسيّما في قطاع غزة، بعد رفض الاحتلال مرورهم عبر معبر ايرز للوصول للمستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية، لاسيّما ممن هم بحاجة للعلاج نتيجة عدم وجود علاج لهم في قطاع غزة.
ووصلت نسبة المرضى الممنوعين من السفر إلى النصف بحجج واهية، منها رفض أمني على الأطفال، أو الهروب للضفة الغربية بعد العلاج، فضلاً عن الابتزاز، إذ دفع الكثير من المرضى أرواحهم نتيجة ابتزاز مخابرات الاحتلال لهم على معبر ايرز.
وتوفي الطفل أحمد شبير قبل أيام، إثر منع سلطات الاحتلال سفره للضفة الغربية، ليسجل شهيد جديد ضمن مسلسل الموت الذي يفرضه الاحتلال على المرضى، خاصة مرضى السرطان.
واستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان بشدة وفاة الطفل، معرباً عن بالغ قلقه تجاه تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة، والمتمثلة في الإجراءات التي تتخذها بحقهم في سعيها للحصول على تصاريح للسفر للعلاج، والتي تفضي في معظمها إلى إعاقة وحرمان الآلاف منهم من هذا الحق، ما يتسبب بمعاناة كبيرة لهم وذويهم، ويؤدّي إلى تدهور حالاتهم والتسبّب بالتالي في وقوع وفيات.
وتشير أرقام وبيانات المركز إلى أنّه ومنذ مطلع 2016، ازدادت أعداد المرضى الذين رفضت قوات الاحتلال طلباتهم للحصول على تصريح للمرور للسفر والعلاج، والتي يشكل مرضى السرطان منها ما نسبته 60 في المئة، حيث قدمت دائرة التنسيق والارتباط في وزارة الصحة في العام 2015 نحو 21.873 طلباً لقوات الاحتلال وتمت الموافقة على 16.988 طلباً، ورفضت 1244 طلباً، فيما بقيت الطلبات الأخرى دون ردود وتحت الفحص.
وبلغت الطلبات المقدمة خلال العام 2016 نحو 26.277 طلباً، تمت الموافقة على 16.289 طلباً، بمعدل بلغ 61 في المائة، بينما تمّ رفض 1725 طلباً، بينما بقيت الطلبات الأخرى تحت الفحص، إذ وسعت قوات الاحتلال الفئة العمرية التي تخضع للفحص الأمني لتصبح ما بين «16-55» عاماً، والتي كانت في وقت سابق ما بين «16-35» عاماً.
عراقيل
كما تنكّل قوات الاحتلال بالمرضى الذين يسمح لهم بالسفر والعلاج، فبعد سفر المريض للعلاج مرتين أو أكثر يتم وضع العراقيل في طريقه، ما يعيق فعالية الأدوية والعلاج الذي يحصل عليه المريض في السابق، فيما يستوجب العلاج أن يكون وفق سلسلة مستمرّة وفي أوقات محددة، ونتيجة ذلك تتدهور حالة المريض.
ولا تتوقف معاناة المرضى عند حد المنع، بل تتعدى إلى عدد من الإجراءات التي يتبعها الاحتلال داخل المعبر بحق المرضى المسموح له بالسفر، من بينها إعاقة المرور، والتفتيش والاحتجاز، والاعتقال والعرض على جهاز المخابرات ومحاولة الابتزاز والمساومة على السماح لهم بالمرور.
عقاب جماعي
وفيما تشدد قوات الاحتلال الحصار المفروض على قطاع غزّة، والذي طال مختلف القطاعات ومنها القطاع الصحي، تحجب في الوقت نفسه العلاج عن المرضى بشكل متعمد وعشوائي، يطال مختلف الفئات العمرية وحتى الأطفال لتحقيق أهداف سياسية.
مطالب تحقيق
أدان مركز الميزان لحقوق الإنسان حالات المنع العشوائي والارتفاع الملحوظ في أعداد الممنوعين من المرضى من السفر لتلقي العلاج من قبل الاحتلال.
وطالب المركز بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بحق الطفل المتوفي أحمد شبير ونشر نتائجها على الملأ، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرّك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ورفع الحصار بشكل فوري، وتكثيف الحملات وأشكال الضغط محلياً وإقليمياً ودولياً لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
