الفرار الجماعي يؤكد فشل قوة الردع لقوات الاحتلال

عملية القدس تكشف فضائح الجنود الإسرائيليين

قوات الاحتلال في منطقة حادثة الدهس ( أ ف ب)

ت + ت - الحجم الطبيعي

دقيقة ونصف هي مدة العملية التي أربكت إسرائيل وفضحت جنودها في جبل المكبر في القدس، لحظات سريعة أدت لمقتل 4 جنود إسرائيليين واستشهاد المنفذ، وأغلقت الحكومة الإسرائيلية المكان لبناء نصب تذكاري للجنود القتلى.

المجموعة الأكبر اتجهت لمتابعة العملية وردود الأفعال، لكن مجموعة اكبر في إسرائيل اتجهت للحديث عن 40 جندياً كانوا في مكان العملية وفضلوا الفرار، وانتشرت فضيحة الجنود أكثر بعد نشر مقطع فيديو للهروب الجماعي من مكان العملية.

وأكد ناطق عسكري باسم الجيش الإسرائيلي، أن جنديين فقط على الأقل من بين 300 جندي تواجدوا قرب مستوطنة «ارمون هنتسيف» شاركا في إطلاق النار على الفلسطيني«قنبر» بعد عملية الدهس، مؤكداً أن تحقيقات خاصة تجري لتقصي الحقائق.

«الهروب من موقع العملية كان مربكاً ومخجلاً»، هكذا كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هائيل، فيما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تنظيم داعش بالمسؤولية عن تنفيذ العملية، ربما لاستدرار عطف وتأييد العالم الغربي، الذي يتعرض لأعمال إرهابية من التنظيم نفسه.

صدمة

من جهته قال المعلق العسكري في صحيفة «إسرائيل اليوم»حاييم شاين، أن صور الجنود والضباط وهم يفرون من ساحة العملية كانت صدمة كبرى، وان هذه المناظر ستظل عالقة في الوعي الجمعي الفلسطيني كصورة انتصار، وستسهم صورة الجنود الفارين في زيادة الدافعية لتنفيذ المزيد من العمليات.

وقالت معلقة الشؤون الفلسطينية بصحيفة «هآرتس» عميرة هاس، إن عملية القنبر كشفت عن أن قوة الردع الإسرائيلية المزعومة قد فشلت، والدليل على ذلك أن القنبر الذي يقطن جبل المكبر، شاهد كيف دمرت إسرائيل منازل ثلاث عائلات لمنفذين قبله وأغلقت منازل آخرين، ويعلم أن الحكومة ستهدم بيته وتعتقل أسرته، ومع ذلك نفذ عمليته.

مخاوف الاسرائيليين

وأثارت العملية مخاوف الإسرائيليين من أن يقدم شبان فلسطينيون على تقليدها، خاصة وإنها جاءت في فترة هدوء خلال الأسابيع الماضية، ووجهت ضربة على رؤوس الإسرائيليين، وبددت نظرية الأمن الإسرائيلية.

وكان لافتاً اضطرار الجيش الإسرائيلي التوضيح رسمياً عبر الناطق بلسانه انه سيحقق في الأسباب التي دفعت الجنود إلى الفرار مع أسلحتهم، وخاصة أن من تصدى للمنفذ كان مدنياً يحمل سلاحاً فردياً.

Email