وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ.. والشرعية تحرر طريق الجوف صعدة

معارك طاحنة تسبق هدنة اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت هدنة اليمن حيز التنفيذ منتصف ليلة أمس، حيث من المقرر أن تستمر 72 ساعة قابلة للتمديد وسط جهود دولية وإقليمية مكثفة للدفع بالحل السياسي إلى الأمام، وإزالة العراقيل التي يضعها الانقلابيون، في وقت شهدت الساعات التي سبقت الهدنة احتداماً للقتال، بسبب محاولة المليشيات كسب مناطق قبيل سريان وقف إطلاق النار، الأمر الذي تصدت له قوات الشرعية، وأسفرت المعارك العنيفة عن مقتل 30 انقلابياً، إضافة إلى سيطرة الجيش الوطني على الطريق الرابط بين الجوف وصعدة، فيما شنت وحدات أخرى من الجيش الوطني هجوماً شاملاً على مواقع الحوثيين في أطراف مدينة ميدي على ساحل البحر الأحمر.

وأعلنت الأمم المتحدة سريان وقف إطلاق النار في اليمن منتصف الليلة الماضية إثر اتفاق الأطراف اليمنية على الالتزام بها، وإفساح المجال لدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وفي مقدمتها تعز، تمهيداً لاستئناف المحادثات السياسية. ويستمر وقف إطلاق النار 72 ساعة قابلة للتمديد. وذكرت مصادر في قوات الشرعية أن التجارب السابقة تؤكد استغلال المتمردين للهدن السابقة، وانتهاكهم لها على كل الجبهات.

تصاعد المعارك

وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أسفرت معارك عنيفة عن مقتل 35 شخصاً من بينهم 30 انقلابياً. وقتل 30 على الأقل من الحوثيين وخمسة مقاتلين من الشرعية في اشتباكات شاركت فيها المدفعية الثقيلة قرب الحدود السعودية.

وواصلت قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية ومقاتلات التحالف العربي تقدمها في جبهة البقع بمحافظة صعدة، وسيطرت على مواقع عدة، من بينها الطريق الاستراتيجي الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة.
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش والمقاومة سيطرا على نقطة العواضي فى المثلث الواقع بين مديريتي كتاف والبقع ومحافظة الجوف، كما تمكنت من تحرير كامل منطقة خليقا، التي تضم عدداً من المواقع العسكرية للمسلحين الحوثيين وإن قوات الجيش الوطني استعادت خلال هذه المعركة أسلحة نهبها الحوثيون من معسكرات الدولة عند سيطرتهم على المحافظة.

غارات التحالف

وفي صنعاء قصفت مقاتلات التحالف العربي مخازن للأسلحة في معسكر الحفا شرق العاصمة. وقال سكان إن مقاتلات التحالف حلقت بشكل مكثف فوق المدينة، وشنت ثلاث غارات على المعسكر، الذي يضم مخازن أسلحة، كما قصفت معسكر الصيفي الواقع وسط مدينة صعدة. كما دارت معارك في صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء، وفي مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون منذ أشهر.

جبهة ميدي

وعلى الجبهة الغربية قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة إن القوات الحكومية بدأت عملية عسكرية في مدينة ميدي بمحافظة حجة، لاستعادة مواقع عسكرية.

وذكر المركز في بيان أن قوات الجيش بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بدأت «عملية لدحر الانقلابيين من المواقع التي يتحصنون فيها غرب مدينة ميدي».
ووفق مصدر في المنطقة فإن القوات الحكومية هاجمت مواقع الحوثيين غرب المدينة، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف وقصف مدفعي عنيف. وذكرت مصادر أنه تم تحرير المواقع والتلال الاستراتيجية باتجاه مدينة ميدي.

جبهة تعز

في تعز، شهدت عدد من جبهات شمال وشرق المدينة اشتباكات عنيفة بين الشرعية والمليشيات الانقلابية، في حين واصلت المليشيات قصفها على عدد من القرى والأحياء السكنية.

وقال مصدر عسكري لـ«البيان» إن اشتباكات عنيفة دارت في جبهات الزنوج وعصيفرة وشارع الأربعين شمال المدينة، وكذلك في الجبهة الشرقية بين الجيش الوطني من جهة ومليشيات الحوثي والمخلوع من جهة أخرى.
وأضاف باستهداف المليشيات بالقصف العنيف مقر اللواء 35 مدرع والأحياء السكنية المجاورة له في منطقة المطار القديم وبير باشا غرب المدينة، إضافة لقصفها لقرى بجبهة الضباب جنوب غرب المدينة.

مخاوف


أكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي لقوات الجيش الوطني اللواء محسن خصروف أن الهدنة الجديدة ستتيح فرصة جديدة للحوثيين لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق ولملمة الصفوف ومهاجمة مواقع للجيش والمقاومة.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة والدول الكبرى تعلم أن مليشيات الانقلاب لا تلتزم بأي هدنة سابقة وقدمت تقارير بآلاف الخروقات، التي قامت بها المليشيات خلال الفترات السابقة مع تحفظ لقوات الجيش والمقاومة احتراماً للهدنة، التي كانت تعلن عن الأمم المتحدة.

Email