مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
دقت الأمم المتحدة ناقوس التحذير من تفاقم معاناة 4.8 مليون فلسطيني يتعرضون لشتى أنواع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي.وأكد التقرير السنوي الصادر أمس عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الاحتياجات الإنسانية في الأرض الفلسطينية لا تزال متواصلة بسبب ممارسات الاحتلال.
وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة ديفيد كاردن إن التقرير الذي يحمل عنوان «نظرة عامة على الوضع الإنساني في العام 2015 حياة مجزأة»، يعرض بوضوح الأثر المدمر لهذا الوضع المستمر بالأخص على 4.8 ملايين فلسطيني يتعرّضون للمعاناة على نحو متزايد.
وورد في التقرير أن عدد الشهداء والجرحى في الضفة الغربية على يد قوات الاحـــــتلال بلغ أعلى مستوى منذ أن بدأ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تسجيل هذه الأعداد عام 2005 وكذلك الخسائر البشرية بين الإسرائيليين بسبب هجمات على يد فلسطينيين من الضفة الغربية.
هدنة غزة
وفي قطاع غزة صمد اتفاق وقف إطلاق النار «الهدنة» في أغسطس 2014 إلى حد كبير كما يتضح من انخفاض عدد الشهداء نسبياً ولكن ازدادت الخسائر البشرية خلال الربع الأخير من العام 2015 .
وأفاد التقرير بأنّه على الرغم من انخفاض عدد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين العام 2015 إلا أن عدد الأشجار التي أتلفت أو سرقت أو اقتلعت بلغ 11.254 شجرة في حوادث متصلة بالمستوطنين حيث بلغت أعلى مستوى لها منذ العام 2006.
وبحلول نهاية 2015 بلغ عدد الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال أكثر من 6 آلاف فلسطيني. كما ارتفع عدد الأطفال المحتجزين ليبلغ أعلى مستوى منذ العام 2008.
معدّل التهجير
وأضاف التقرير أن التهجير لا يزال مصدر قلق بارز ففي الوقت الذي لم تقع فيه أي عمليات تهجير جديدة في قطاع غزة لا يزال 70 ألف فلسطيني على الأقل من المهجرين يواجهـــون ظروفاً معيشية صعبة في أعقاب تدمير منازلهم خلال تصــاعد الأعمال العدائية خلال العام 2014.
ولفت إلى انخفاض معدل التهجير في الضفة بسبب تراجع هدم المنازل عام 2015، ولكنه عاود الارتفاع بشكل حاد خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2016، حيث هدم جيش الاحتلال المزيد من المباني وهجر المزيد من الفلسطينيين لتبلغ مستويات تجاوزت الأعداد الواردة في عام 2015 بأكمله، فقد تم هدم 598 مبنى مقابل 548 وتم تهجير 858 شخصاً مقابل 787، مبيناً أن عمليات الهدم هذه تزيد من خطر الترحيل القسري.
حصار
وأشار إلى زيادة إيجابية في عدد المسافرين وحجم البضائع التي سمحت بها إسرائيل بالتنقل من وإلى غزة عام 2015 والتي استمرت في عام 2016 ولكن يستمر الحصار الطويل لمدة تسع سنوات في تقويض سبل العيش ومنع تحقيق العديد من حقوق الإنسان. وقال إنه إلى جانب ذلك كله تزيد التوجهات لفرض مزيد من القيود على التدخلات الإنسانية.
صعوبة المساعدة
وذكر كاردن أن الجهات الإنسانية الفاعلة تواجه المزيد من الصعوبات في تقديم المساعدات للفلسطينيين المحتاجين في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة. وأضاف أنه على سبيل المثال توضع العراقيل أمام تقديم المساعدة الإنسانية في المنطقة (ج) أو تتعرض للتدمير على يد سلطات الاحتلال على نحو متزايد.