التوتر يعم محيط الأقصى.. وإسرائيل تهدد باستنساخ عدوان »الجدار الواقي«

الاحتلال يبطش بالضفة ويخنق القدس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

فجر الاحتلال الأوضاع في الضفة الغربية والقدس باعتدائه وبكل ما أوتي من وحشية على الفلسطينيين، ما أوقع أكثر من 220 جريحاً بالرصاص والغاز المسيل للدموع والضرب المبرح، بما شمل الطواقم الطبية أيضاً، وفيما عم التوتر القدس المحتلة إثر قرار منع الفلسطينيين دخول البلدة القديمة يومين بما جعل منها مدينة أشباح.. هدد مسؤول إسرائيلي بتنفيذ حملة عسكرية في الضفة على غرار عملية «الجدار الواقي» في اجتياح 2002، في وقت شن الاحتلال حملة مداهمات شرسة في مخيم جنين للاجئين ما أدى إلى إصابة العشرات.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس عن إصابة ما يزيد على 220 فلسطينياً في مواجهات مستمرة مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أمس بإصابة أكثر من 200 فلسطيني بالرصاص الحي والمطاطي خلال 24 ساعة، مع اندلاع موجة جديدة من المواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس. وقالت الناطقة باسم الهلال الأحمر عراب فقهاء لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «بين الإصابات 18 بالرصاص الحي، و59 بالرصاص المطاطي، و139 نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع، فضلاً عن 10 حالات تعرض للضرب».

حالة طوارئ

وأكد الهلال الأحمر إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الأوضاع، إثر هجومين في القدس نفذهما فلسطينيان وأسفرا عن مقتل اثنين من الإسرائيليين، مشيراً إلى رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة الثالثة واستنفار طواقمه العاملة في محافظات الضفة الغربية والقدس، إثر المواجهات الحاصلة مع الجيش الإسرائيلي.

واشتكى الهلال الأحمر من تعرض طواقمه الطبية إلى 12 اعتداء من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، إلى جانب الاعتداء على خمس سيارات إسعاف، فضلاً عن عرقلة عمل الطواقم وإغلاق الطرق.

تنديد فلسطيني

من جهته، ندد وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد باعتقال الاحتلال أمس مريضاً فلسطينياً من داخل مستشفى في نابلس في الضفة الغربية. وقال عود في بيان صحافي، إن «قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت المستشفى العربي التخصصي في نابلس واعتقلت المريض كرم المصري بينما كان يتلقى العلاج»، معتبراً ما حدث رسالة واضحة للعالم بأن الاحتلال الإسرائيلي متنصل من كل الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.

مسؤولية تصعيد

في السياق، حمل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية.

وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن «نتنياهو يعتقد أنه من خلال العنف والفوضى وإراقة الدماء أن الشعب الفلسطيني سينسي قضيته هذا كلام جرب أكثر من مرة»، محذراً من أن «العنف لن يؤدي إلا للعنف والفوضى لن تقود إلا لمثلها وبالتالي الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية دفع المنطقة وشعوبها إلى هذه الدوامة التي لا تحمد عقباها».

وذكر أن «اتصالات فلسطينية تجرى بشكل مكثف مع جهات عربية ودولية للتنبيه من خطورة الموقف في الأراضي الفلسطينية»، مطالباً بتدخل دولي لتوفير حماية دولية للفلسطينيين.

توفير حماية

إلى ذلك، استنكرت الحكومة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي مطالبة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وقالت الحكومة في بيان إنها تستنكر سياسة التصعيد الإسرائيلي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها.

وقالت الحكومة في بيان للناطق باسمها إيهاب بسيسو في بيان، إن «هذه السياسة التصعيدية من حكومة الاحتلال تأتي في إطار مساعي تقويض الجهود السياسية الفلسطينية والدولية، وتدمير مساعي حل الدولتين وجر المنطقة لدوامة عنف».

وأكد بسيسو أن «الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية المحتلة، وإقامة دولتنا المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

مدينة أشباح

وساد التوتر القدس المحتلة بعد منع الاحتلال الفلسطينيين من دخول البلدة القديمة ليومين بعد هجومين بالسكين نفذهما فلسطينيان قتلتهما الشرطة على الاثر، وأدى أحدهما إلى مقتل إسرائيليين اثنين أحدهما جندي.

وبدت البلدة القديمة المزدحمة عادة مدينة أشباح صباح أمس مع المحال التجارية المغلقة والشوارع المقفرة، إلا من بعض السياح ومئات من رجال شرطة الاحتلال الذين يحرسون أبوابها، مع الإعلان عن أن هذا الإجراء الاستثنائي يشمل الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة غير المقيمين في البلدة القديمة، ولن يسمح سوى للإسرائليين والمقيمين والسياح وأصحاب المحال والتلاميذ بدخول البلدة القديمة على مدى يومين.

إجراءات احتلال

وقالت ناطقة باسم الشرطة، إن «هذا الإجراء سيمنع الغالبية الكبرى من فلسطينيي القدس الشرقية المقيمين خارج البلدة القديمة من دخولها، لكن بوسع عرب إسرائيل الدخول».

وأفادت الناطقة بأنه يمنع على الرجال دون سن الخمسين الدخول إلى باحة المسجد الأقصى. ولم يدخل أي فلسطيني إلى المسجد الأقصى بحلول التاسعة والنصف صباحاً وفق مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية. ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات في كل مداخل البلدة القديمة، ولم يتمكن سوى حملة جوازات السفر الأجنبية أو حملة الهوية الإسرائيلية من دخول البلدة القديمة.

واستخدمـــت شرطــة الاحتــلال عند باب الاسباط قنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة شارك فيها العشرات الذين تمكنوا من الدخول إلى البلدة القديمة للاحتجاج على قيود االاحتلال.

اعتقالات واعتداءات

وفي الضفة الغربية، شن جيش الاحتلال حملة مداهمات في مخيم جنين للاجئين في محاولة لاعتقال قيس السعدي القيادي في حركة حماس، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية.

وأصيب فلسطينيان بجروح خطرة بالرصاص الحي بينما أصيب آخرون بالرصاص المطاطي عند اندلاع المواجهات هناك، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وأعلن مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني محمود السعدي إصابة 22 فلسطينياً جراء عملية الاقتحام، لافتاً إلى أن «الطواقم نقلت 22 مصاباً إلى المستشفى بينهم عشرة مصابين بالرصاص الحي و12 بالمطاط إضافة إلى 22 حالة اختناق بالغاز». وأوضح أن «حالة الجرحى مستقرة وأن طواقم الإسعاف واجهت صعوبة في الوصول إلى الجرحى». من جهته ذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أمس أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين قبل انسحابها من المخيم.

وعيد اجتياح

بالتزامن، صرح عضو المجلس المصغر الإسرائيلي الوزير الليكودي يسرائيل كاتس أمس، بأنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية ضد الفلسطينيين دون أن يستبعد الإقدام على ما وصفه بحملة «الجدار الواقي الثانية» على غرار اجتياح مناطق السلطة الفلسطينية في العام 2002. وتحدث كاتس في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي عن احتمال القيام بعملية أطلق عليها اسم «أسوار القدس» قد يتم بموجبها فرض نظام حظر التجوال في الأحياء العربية للمدينة، وحرمان سكان من حق العمل في الأحياء اليهودية.

7

قالت مصادر أمنية فلسطينية إن 7 فلسطينيين اصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في قرية عوريف قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث حاول الأهالي التصدي لقطعان المستوطنين الذين اشعلوا النيران في الحقول الزراعية.

وأضافت المصادر أن «قوات الاحتلال تدخلت لصالح المستوطنين واطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع تجاه الأهالي ما أدى لوقوع 7 اصابات مختلفة». كما اصيب العشرات من الطلبة في جامعة القدس في بلدة ابو ديس في القدس المحتلة بحالات اختناق.

Email