الأحمدي لـ « البيان »: خبراء عسكريون من التحالف في معارك التحرير

قاعدة العند تعود إلى الشرعية اليمنية

■ سيارات عسكرية في الطريق إلى قاعدة العند

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكنت قوات الجيش الوطني في اليمن والمقاومة الشعبية من استعادة قاعدة العند العسكرية الضخمة في محافظة لحج، إثر معارك شرسة قتل خلالها العشرات من الحوثيين وأسر آخرون، بينما لاذ الباقون بالفرار، في حين تقدمت أرتال أخرى نحو محافظة أبين لاستكمال السيطرة على المحافظة تمهيداً للانتهاء من تحرير محافظة تعز التي تقدمت فيها باتجاه المطار، في حين أكد الناطق باسم المقاومة علي الأحمدي لـ«البيان»، أن خبراء عسكريين من التحالف يشاركون في العمليات العسكرية منذ بدء تحرير مدينة عدن.

وفيما حشدت قوات التحالف وقيادة الجيش الوطني اليمني، أعداداً كبيرة من الدبابات والمدرعات للمشاركة في المرحلة الثالثة من عملية السهم الذهبي الرامية لتحرير محافظتي أبين ولحج من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع.

قال قائد العملية في الجيش الوطني اللواء فضل حسن إن الجيش الوطني المدعوم بمقاتلي المقاومة الشعبية استعاد قاعدة العند العسكرية، أمس، بعد معارك ضارية قتل فيها العشرات من المقاتلين الحوثيين أو تم أسرهم. وأضاف أن القوات تمشط القاعدة بحثاً عن مقاتلين من أنصار الحوثي ربما تخلفوا عن المئات الذين لاذوا بالفرار.

وأوضح مصدر عسكري لـ«البيان»، أن قوات الجيش المسنودة بمقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، اقتحمت قاعدة العند من الجهة الغربية، فيما تولت المقاومة اقتحامها من الجهة الشرقية، حيث دارت مواجهات عنيفة مع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في أجزاء من القاعدة بعد السيطرة على مساحة شاسعة منها.

مدرج القاعدة

وأكد المصدر أن القوات استعادت السيطرة على مدرج مطار القاعدة الجوية، بعد نجاح المقاومة في اقتحام مدخلها الغربي. وتحدث عن قوة معززة بأكثر من 50 دبابة ومدرعة وراجمات صواريخ ومدفعية ذاتية الحركة كانت وصلت قبل أيام كدعم من قبل قوات التحالف للمقاومة في عدن.

وعن الوقت الذي تحتاج إليه المقاومة لاستكمال تطهير قاعدة العند ومحور العند العسكري، قال إن ذلك ربما يحتاج للمزيد من الوقت بسبب اتساع مساحة القاعدة وانتشار عناصر مليشيات الحوثي في المزارع والأودية القريبة من قاعدة العند.

وبدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، صباح أمس، عملية اقتحام القاعدة من مدخلها الغربي، حيث تولت طائرات التحالف قصف مواقع المسلحين الحوثيين وتدمير الآليات العسكرية المتمركزة في القاعدة وفي مداخلها، وشوهدت هذه الآليات وهي تحترق، في حين تقدمت قوات المشاة تحت الغطاء الجوي، فيما قتل وجرح العشرات من المتمردين، بينما فر آخرون إلى داخل القاعدة التي أسستها بريطانيا عندما كانت تحتل عدن، فيما تولى الاتحاد السوفييتي بناءها وتطويرها لتصبح أكبر وأهم قاعدة عسكرية في اليمن.

يشار إلى أن قاعدة العند تحظى بأهمية كبرى، وذلك لموقعها لاستراتيجي المهم، ومساحتها الواسعة وتجهيزاتها العسكرية الضخمة. وسيطرة المقاومة على قاعدة العند يعني تأمين عدن ولحج بشكل كامل ومنع أي تعزيزات حوثية إلى هذه المحافظات.

في الأثناء، أكد شهود لـ«البيان»، أن عشرات الدبابات والآليات المدرعة تم مشاهدتها تتجه نحو محافظة أبين إلى الشرق من عدن لاستكمال تطهير المحافظة من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق.

عملية نوعية

في السياق، أكدت مصادر يمنية مطلعة أن عملية عسكرية نوعية بمعدات عسكرية ضخمة ومتطورة جار تنفيذها من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظتي لحج وأبين القريبتين من عدن.

وذكرت تقارير واردة من عدن أن قوات التحالف عززت المقاومة في المدينة بعشرات الدبابات الحديثة وعشرات المدرعات والمدفعية ذاتية الحركة وكاسحات الألغام، استعداداً لمعركة تحرير قاعدة العند في لحج. وأشارت إلى أن عملية الإنزال التي جرت بميناء البريقة بعدن، تم خلالها إنزال دبابات «لو كلير» فرنسية الصنع المتطورة، وناقلات جند ومدرعات وراجمات صواريخ، إضافة إلى أسلحة متوسطة وخفيفة، وذلك استعداداً لمعارك أبين ولحج.

تحرير تعز

وفي تعز أفاد مصدر في المقاومة بأن عملية تحرير مدينة تعز باتت قريبة، بعد تقدم المقاومة نحو مواقع عدة كانت في قبضة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن المقاومة طهرت جبل صبر من الحوثيين واقتربت من مطار تعز والحوبان وما تحتاج إليه هو غطاء جوي من قبل قوات التحالف ليساعدها على اقتحام تلك المواقع. وأكد أن الحوثيين وقوات صالح يتكبدون خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات العسكرية بشكل يومي خلال تلك المواجهات.

كما قصفت مقاتلات التحالف، أمس، مواقع للحوثيين وقوات صالح في منطقة القاعدة والمفرق والحوبان والمدخل الشرقي لمدينة تعز. وأشارت مصادر إلى سماع دوي انفجارات عنيفة وتصاعد الدخان بكثافة من تلك المناطق، لافتة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح.

حصار مطبق

وعلى صعيد آخر، تفرض المقاومة الشعبية في عدن حصاراً مطبقاً على مجاميع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، المتمركزة في المدينة الخضراء شمال عدن، في حين تواصل قوات أخرى من الجيش والمقاومة تقدمها باتجاه مدينة الحوطة عاصمة لحج لفتح جبهة ثالثة من جهة الجنوب باتجاه القاعدة.

إلى ذلك، قتل 13 مسلحاً من ميليشات الحوثي وصالح في مواجهات اندلعت فجر أمس، غربي محافظة مأرب، وسط اليمن. كذلك دمر طيران التحالف عربة كاتيوشا تابعة للحوثي في غارة على مواقع للحوثيين بالجفينة جنوب غرب مارب. كما شن طيران التحالف ست غارات على تجمع لميليشيات الحوثي وصالح في وادي خبش (الخارد) بمديرية المطمة في محافظة الجوف، وقصف أهدافاً أخرى في همدان بمدينة الحزم عاصمة الجوف، إضافة إلى استهدافه عربات للحوثيين في منطقة الغيل.

خبراء عسكريون

ووسط تقارير عن انتشار جنود من التحالف في عدن، حيث تحدث موقع «العربية نت» عن نشر ثلاثة آلاف جندي بمعداتهم في عدن لتأمينها بشكل كامل، قال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية علي الأحمدي لـ«البيان»، أن خبراء عسكريين من دول التحالف يشاركون في العمليات العسكرية منذ بدء تحرير مدينة عدن، كما أن دول التحالف أمدت قوات الجيش الوطني والمقاومة بالمعدات والدعم اللوجستي الكامل.

ورفض الناطق باسم المقاومة تحديد جنسيات الخبراء العسكريين الذين يساندون قوات الجيش والمقاومة، وأكد أن الخبراء من دول التحالف يشاركون قوات الجيش الوطني والمقاومة في عملية تحرير مختلف المناطق، وأن هؤلاء الخبراء موجودون منذ عملية تحرير عدن، لكنه نفى بالمطلق وجود جنود من مصر أو السعودية يشاركون في هذه العمليات.

تحذير سكان الحدود من السماح للحوثيين باستهداف الأراضي السعودية

حذرت قوات التحالف العربي عبر منشورات ألقتها طائرات سكان الشريط الحدودي اليمني مع السعودية من السماح للمسلحين الحوثيين باستخدام قراهم في مهاجمة الأراضي السعودية.

وأسقطت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية منشورات تحذيرية لسكان المناطق والقرى اليمنية الواقعة على الجانب الحدودي لليمن مع السعودية، حيث يطلق المسلحون الحوثيون القذائف الصاروخية على الأراضي السعودية.

وحذرت منشورات التحالف التي ألقيت على المناطق الحدودية، السكان من البقاء في القرى والمناطق التي توجد فيها ميليشيات الحوثي، ويطلقون القذائف والنيران من داخلها.

وحذرت المنشورات سكان الشريط الحدودي اليمني مع السعودية من السماح للمسلحين الحوثيين باستخدام قراهم في مهاجمة الأراضي السعودية. وجاء في منشورات التحالف: «الأخوة أبناء اليمن، الميليشيات الحوثية تقصف القرى الحدودية السعودية من داخل قراكم، سوف يتم قصف مصدر النيران، لذا عليكم إخلاء القرى التي يوجد بها الحوثيون لسلامتكم».

في الأثناء، استطاعت القوات السعودية حد محاولات ميليشيات الحوثي وصالح لإطلاق قذائف هاون على أراضيها الحدودية مع اليمن، بعدما قصفت مواقعهم قبالة جازان، استناداً على استطلاعات أجرتها، بمشاركة طائرات الأباتشي التي شاركت في عمليات سابقة في قصف مواقع الميليشيات. وتمكنت القوات السعودية من إحداث خسائر للميليشيات من جراء هذا القصف.

وكانت الأيام الماضية قد شهدت سقوط قذائف حوثية عشوائية على الأراضي السعودية، ما نتج عنها مقتل وإصابة مدنيين، ولعل آخرها أمس التي أدت إلى مقتل سعودي مدني بعد سقوط قذيفة على منزله.

Email