القناة الجديدة قضت على الحلم الإسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقل محمد شحاتة إن قناة السويس الجديدة حققت لمصر العديد من الإنجازات التي سيشعر بها المواطن المصري ويتم ترجمتها خلال الشهور الثلاثة القادمة، كما أنها قضت على الحلم الاسرائيلي في السيطرة على التجارة البحرية وزيادة ثقلها الجيوسياسي على حساب الدول العربية.

وأوضح أن النجاح الذي حققته مصر في حفر القناة في وقت قياسي سيساهم في إعادة التقييم للتصنيف الائتماني لمصر، وهو ما سيحدث خلال الشهور الثلاثة القادمة، ومن المتوقع أن يتم تعديل التصنيف بالموجب، وهو ما يساهم في تعديل نظرة المانحين الدوليين والمؤسسات المالية الدولية لمصر، كما يساهم في جذب استثمارات جديدة لمصر خلال الفترة القادمة.

في الوقت نفسه فإن نجاح مصر في تأمين عمليات افتتاح القناة الجديدة لا بد أن يتم استثماره بشكل جيد للترويج لجذب خطوط ملاحية جديدة للعبور عبر قناة السويس، إضافة إلى الترويج لقدرة مصر على تأمين ضيوفها، وبالتالي يتم الترويج بهذا الحفل دولياً لجذب السياحة العالمية لمصر.

وأضاف شحاتة قائلاً: «إن الإيرادات المالية من قناة السويس الجديدة والقديمة سترتفع خلال السنوات القادمة بشكل تدريجي؛ إلا أن العقبة الوحيدة التي تواجه مصر حالياً هي تدني أسعار البترول عالمياً، خاصة أن انخفاض أسعار البترول يخفض تكلفة تشغيل المراكب، مما يدفع الخطوط الملاحية للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح وفي حالة ارتفاع أسعار البترول سترتفع تكلفة تشغيل السفن، وهو ما يجبر الخطوط على الاستفادة من قناة السويس لانخفاض مدة نقل البضائع، وبالتالي ترتفع أعداد السفن وكميات البضائع المنقولة عبر قناة السويس».

وقال شحاتة، في بيان عن الجمعية أمس، «إن النجاح الثاني لقناة السويس الجديدة كونها تعتبر ضربة قاضية للمشروع الإسرائيلي المنافس، قناة أشدود إيلات، وبعد نجاح مصر في حفر القناة الجديدة، قامت إسرائيل بسحب التمويل للقناة المزعومة، مما يعد نجاحاً للإدارة السياسية في توجيه ضربة اقتصادية واستراتيجية لإسرائيل».

مشروع «إيلات – أشدود»

سعت إسرائيل لإنشاء مشروع «إيلات – أشدود» بهدف منافسة قناة السويس على السفن العابرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، مدعية أن مشروعها «أكثر أمانًا» من قناة السويس.

وتقوم الفكرة الإسرائيلية على بناء خط سكة حديدي للشحن؛ ليصبح بديلاً للممر المائي المصري الأهم في العالم، وهو «قناة السويس»، حيث سيربط هذا المشروع المسافة المقدرة بحوالي 300 كيلومتر بين بين ميناءي إيلات وأسدود.

وهدفت إسرائيل من فكرة المشروع إلى توسيع ميناء إيلات لكي يتحول إلى ميناء محوري، يكون بديلاً لميناءي دمياط والسويس.

مع تعميق قناة السويس وتطويرها لن تبقى السفن الكبرى في الانتظار، وبالتالي أصبح لا جدوى من نقل البضائع عن طريق السكة الحديد الإسرائيلية، وبالتالي لا فائدة فيما تكلفته إسرائيل من مبالغ باهظة من أجل إنشاء هذا المشروع.

محاولات إسرائيلية

وكانت إسرائيل قد حاولت التشويش على مشروع قناة السويس الجديدة ومحاولة إيقافه، عن طريق ما أطلقته من شائعات حول أن مشروع القناة سيؤثر على البيئة والتركيز على فكرة عدم استقرار بيئة القناة ووجود المتطرفين، وصولاً إلى محاولة إنشاء مشروع ينافس القناة.

واستندت الفكرة الإسرائيلية الأصلية، التي نضجت مع توقع إسرائيل زيادة التجارة مع دول شرق آسيا ومشكلة ميناء إيلات المتمثلة في واجهته المحدودة، على حفر قناة داخل الأرض تنتهي ببئر كبيرة جدا، وعمل جسر بري يربط إيلات بأشدود وفي نفس التوقيت تعمل توسعات بميناء أشدود، ثم تحول التفكير الاسرائيلي إلى إنشاء خط سكة حديد كهربائي يربط بين إيلات وأشدود، إلا أن نجاح المصريين بانجاز قناة السويس الجديدة أغلق الباب أمام امكانية توفير التمويل لهذه المشاريع، فانتهت إلى الفشل.

نجاح

جاء نجاح المصريين في انجاز قناة السويس الجديدة في وقت قياسي ليضع حدا لمحاولة اسرائيل زيادة وزنها الاستراتيجي الجيوسياسي والاقتصادي على حساب الدول العربية، وتحويل طرق التجارة البحرية لتمر في الأراضي تحت سيطرتها.

Email