عباس يُهدد بموقف مختلف إذا استمرت الجرائم الإسرائيلية

جريمة حرق الدوابشة إلى مجلس حقوق الإنسان اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرض الفلسطينيون رسمياً ملف جريمة حرق عائلة الدوابشة على مسؤولي مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي ووزارة الشؤون الخارجية السويسرية اليوم، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجريمة بالأمر «البشع جدا»، معتبرا أن السبب الرئيسي لكل الأحداث الإجرامية التي تقع على الفلسطينيين هو الاحتلال وإصراره على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مُهدداً بـ«موقف مختلف» إذا استمرت مثل هذه الأحداث الخطيرة.

وأعلن سفير دولة فلسطين في الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة، أن وزير الخارجية رياض المالكي والوفد المرافق له سيعرض ملف جريمة حرق عائلة الدوابشة على مسؤولي مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي ووزارة الشؤون الخارجية السويسرية اليوم.

عقوبات

وأعرب خريشة في حديث لإذاعة «موطني» الفلسطينية أمس، عن أمله بأن يتفهم القائمون على المحكمة بضرورة الإسراع في البحث ودراسة الجريمة التي وقعت بحق عائلة الدوابشة، واتخاذ العقوبات اللازمة لردع هذه الجرائم والهجوم الذي تقوم به قطعان المستوطنين.

وأشار إلى الإعلان الذي صدر عن مؤتمر الدول الأطراف السامية في نوفمبر من العام الماضي، والذي دعا دولة الاحتلال إلى ضرورة الالتزام واحترام القانون الدولي، وإن لم تلتزم فإن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عقابية للجم حكومة الاحتلال عن الاستمرار بجرائمها.

في الأثناء قال الرئيس الفلسطيني، خلال استقباله وفد حزب ميريتس برئاسة رئيسة الحزب زهافا جلئون إن السبب الرئيسي لكل الأحداث الإجرامية التي تقع ضد شعبنا هو الاحتلال وإصراره على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وسيكون هناك موقف فلسطيني مختلف إذا استمرت مثل هذه الأحداث الخطيرة.

جريمة ضد إنسانية

وأضاف، «إنه أمر بشع جدا أن يحرق طفل ثم يقتل، ووالدته في حالة خطيرة جدا لان حروقها تصل الى 90 بالمئة، وكذلك والده وشقيقه، لذلك تسمى هذه جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب». وتابع، «لحد الآن لم ننس جريمة حرق محمد أبو خضير، لذلك فكيف يمكن ان نتعامل مع بعض في المستقبل، أنا أعرف مواقفكم ومواقف عامة الشعب الإسرائيلي، وسمعت الكثير من الإدانات واتهام هؤلاء بالإرهاب، واعتبار هذه جريمة ضد الإنسانية، وسمعت من رئيس الوزراء نفس الكلام، ورئيس الدولة نفس الكلام، ولكن السؤال ماذا بعد».

وحمل الرئيس الفلسطيني أيضاً الإدارة الأميركية المسؤولية، «فعبارات نأسف ونعتذر وندين ونقدم التعازي، نأمل أن تتوقف، وان يتم اتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين».

إرهابيون

من جانبها قالت زعيمة الحزب زهافا جلئون، عقب لقائها عباس في مدينة رام الله: «جئت لأقدم التعازي في الجريمة التي حدثت في قرية دوما، طفل قتل على يد إرهابيين يهود»، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وأضافت جلئون: «هناك صدمة داخل حزب ميريتس، وفي داخل إسرائيل، وكانت بالأمس مظاهرة في تل أبيب أكدت فيها بأننا لسنا بحاجة إلى مزيد من الإدانات من جانب الحكومة في الوقت الذي تتواصل فيه حملات التحريض». وتابعت: «نحن في إسرائيل بحاجة إلى إجراءات حازمة ضد الإرهاب اليهودي، وإنهاء احتلالنا لملايين البشر، وإطلاق العملية السياسية من جديد.

عربدة واعتداءات

إلى ذلك وبالتزامن مع محاولة حكومة الاحتلال تخفيف وطأة الضغوط بإعلانها عن إجراءات بحق المتطرفين اليهود، إلا ان الاعتداءات استمرت، حيث تعرض رجل فلسطيني في مدينة اللد بالداخل الفلسطيني المحتل إلى اعتداء وحشي من قبل مستوطنين متطرفين، مستخدمين العصي والآلات الحادة، وذكرت تقارير انه تم الاتصال بشرطة الاحتلال وتم انتظارها نحو ساعة كاملة، ولكنها لم تأت الا بعد وصول المصاب الى المستشفى.

كما اقتحم عدد من المستوطنين فجر أمس، جنوب جنين وقاموا بأعمال عربدة. وقالت مصادر أمنية إن المستوطنين اقتحموا المنطقة التي كانت مقامة فيها مستوطنة «ترسلة» ومعسكر صانور، اللذين أخلاهما جيش الاحتلال قبل عشر سنوات.

وأشارت المصادر إلى أن عشرات مارسوا أعمال العربدة وسط توجيه الشتائم والكلمات للعرب، وسيروا مركباتهم على طول شارع جنين نابلس ومحيط قرى وبلدات جنوب جنين بشكل استفزازي.

رفض

أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني علي أبو دياك رفض الحكومة الفلسطينية لجوء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إلى تعطيل الدراسة أربعة شهور، وإغلاق 700 مدرسة في مناطق عملياتها الخمس نصفها في فلسطين، ما يؤدي إلى حرمان ما يزيد على نصف مليون طالب من الدراسة، من ضمنهم 320 ألف طالب في الضفة وغزة. رام الله- الوكالات

المسجد الأقصى يستعر بمواجهات الغضب

 

شهدت باحات المسجد الأقصى اشتباكات قوية مع جنود الاحتلال والمستوطنين أمس بعد يومين على جريمة حرق رضيع فلسطيني حياً الجمعة على يد مستوطنين متطرفين.. في حين فرضت سلطات الاحتلال قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد منع بموجبها النساء من جميع الأعمار والرجال دون سن الـ 30 عاماً من الصلاة.. بينما اقتحم رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) المسجد تحت حراسة مشددة من عناصر الوحدة الخاصة في شرطة الاحتلال وقام بجولات استفزازية في ساحاته وقبالة صحن قبة الصخرة المشرفة.

وأفادت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة بأن هذه التشديدات جاءت تزامناً مع دعوات جديدة أطلقتها منظمات يهودية لاقتحام قوات الاحتلال بلباسها العسكري للمسجد الأقصى.

وتجمع عشرات الفلسطينيين وهم يحملون صور الطفل الشهيد علي الدوابشة (18 شهراً)، الذي قضى حرقاً بعد أن أضرم مستوطنون متطرفون النار في منزل عائلته الجمعة، أمام بوابات المسجد الأقصى وحواجز الشرطة الإسرائيلية التي منعتهم من الدخول. وأفادت الشرطة الإسرائيلية في بيان أن عدداً من الشبان الملثمين تحصّنوا داخل المسجد بعد أن قاموا برشق الحجارة باتجاه قوات الشرطة.

 

استفزاز

في غضون ذلك، اقتحم رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة.

وأشارت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية أن رئيس الشاباك يورام كوهين اقتحم الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حراسة مشددة ومرافقة استفزازية من عناصر الوحدة الخاصة في شرطة الاحتلال وقام بجولات استفزازية في ساحاته وقبالة صحن قبة الصخرة المشرفة. وأضافت إن عناصر الوحدة الخاصة في الشرطة الإسرائيلية تعمدوا استفزاز المرابطين والمرابطات الذين رددوا هتافات ضد الاحتلال وشرطته.

حصار الصلاة

في المقابل، فرضت قوات إسرائيلية منذ ساعات الصباح الأولى قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد تمنع بموجبها النساء من الأعمار كافة والرجال دون سن الثلاثين عاماً من دخول الأقصى.

ونصبت قوات إسرائيلية متاريس حديدية قرب بوابات المسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات المتوجهين إلى الأقصى ولتطبيق الإجراءات المشددة.

Email