قيادة العمليات تنفي تفجير «داعش» الملعب الأولمبي

خسائر الحشد الشعبي تؤجّل تحرير الأنبار

■ قوى الجيش مدعومة بعناصر الحشد الشعبي خلال استعداداتها لشن هجوم على «داعش» في الأنبار | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تروج في العاصمة العراقية بغداد أنباء عن توجه وشيك لتجميد العملية العسكرية ضد تنظيم داعش في محافظة الأنبار على ضوء الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش وقوى الحشد الشعبي، في مسعى لكسب الوقت من أجل حشد مزيد من التعزيزات، في حين أفادت قيادة عمليات الأنبار بأنها تشن هجوماً على منطقة الملعب الاولمبي، نافية أن يكون تنظيم داعش فجر الملعب الضخم بعد ان نشرت وسائل الاعلام عشرات الصور للتفجير، متهمة التنظيم ببث تلك الصور المضللة بهدف الإيحاء ان الموقع أصبح منطقة مكشوفة يصعب التقدم إليها.

وتدور تكهّنات واسعة في بغداد، أنّ الخسائر الكبيرة في صفوف القوات الحكومية وتنازع الصلاحيات بين الجيش وقوات الحشد الشعبي، التي تكبّدت هي الأخرى ضربات وخسائر موجعة، قد تدفع الحكومة ورئيسها، العبادي، إلى تجميد العمليات العسكرية لبعض الوقت لاستجلاب المزيد من التعزيزات. وكان عدم تبني العبادي الإعلان الرسمي عن العملية العسكرية رغم مضي 10 ايام على انطلاقها دفع الى التشكيك بقدرة الاستمرار في المعركة.

وكانت تشكيلات الحشد الشعبي أعلنت فجر 13 الجاري انطلاق معركة الفلوجة، وفي ظهيرة اليوم نفسه أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن انطلاق معركة تحرير الأنبار مع تحفظ الجانب الأميركي على المعارك بسبب عدم وجود الاستعداد الكافي.

وفي تفاصيل العمليات الميدانية، قال مصدر في الحشد الشعبي إنّ «الكمائن التي لجأ إليها تنظيم داعش خلال محاولات تطويق الفلوجة من قبل الحشد، والخطط التي أقدم عليها بصد الهجمات أوقعت مئات القتلى والجرحى بين فصائل الحشد».

وأوضح المصدر انّ «هناك إحصائيات خاصة يوثقها كل فصيل من فصائل الحشد، ويقدمها إلى هيئة الحشد الشعبي لغرض تعويض الجرحى وذوي القتلى»، مبيناً أنّ «إجمالي عدد قتلى الحشد منذ إعلان بدء معركة الفلوجة أواخر شهر رمضان زاد عن 1200 قتيل، فيما زاد عدد الجرحى على 1800، ووقع نحو 200 شخص أسرى لا يزال مصيرهم مجهولاً.

ووفق مصادر مطلعة فإنّ «التقرير قد يتضمن أرقاماً مبالغاً فيها وليست حقيقية بشكل كامل، لغرض الحصول على أكبر قدر من التعويضات، إلا انه يبقى توثيقاً للأحداث». وأوضح المصدر ذاته أن «الحكومة تعمل على تعويض الضحايا ماديّاً، وأنّ إجراءات التعويض تتم متابعتها من قبل إحدى لجان الحشد الشعبي مع لجنة حكومية»، مشيراً إلى أن «خسارة الحشد أشعرته بالإحباط على ما يبدو، وهو بحاجة إلى أن يعوض هذه الخسارة من خلال كسب عناصر جديدة وتدريبها، وإعداد ضباط وقادة جدد ليسدّوا محل القادة السابقين».

انتقاد تنسيق

وفي السياق، كشف عضو المكتب السياسي لتحالف القوى العراقية حيدر الملا عن تكبد قوات الحشد الشعبي خسائر كبيرة في مشارف مدينة الفلوجة نتيجة عدم التنسيق بين القوات المقاتلة. وقال الملا في بيان إنّ «الخسائر التي تكبدها الحشد وسقوط كوكبة من القتلى تضع الجميع أمام مسؤولية تضافر الجهود من أجل تحقيق النصر على تنظيم داعش»، مبيناً أنّ ذلك يضع العبادي أمام مسؤولية التنسيق الكبير بين جميع القوى المسلحة وتجاوز انعدام المركزية في إدارة الملف الأمني». وأضاف أنّ «عدواً كتنظيم داعش يستلزم أن تكون هنالك رؤية استراتيجية وإدارة مركزية قادرة على خلق منظومة متكاملة من القوات المسلحة وأبناء العشائر والحشد الشعبي والتحالف الدولي، كي يهزم وتحرر الأرض التي احتلها».

تجاهل خسائر

بدورهم، شدد مراقبون على أن «البيانات والتصريحات الرسمية تركز على الضحايا من المدنيين وخسائر الخصم التي تجاوزت المئة ألف قتيل، فيما تقدر جهات دولية عدد مقاتلي «داعش» في العراق بأقل من نصف هذا الرقم، كما تتجاهل ذكر خسائر القوات الحكومية والميليشيات إلا ما ندر، وتكرر مرات عدة تحرير مناطق محددة في أوقات مختلفة، من دون الإشارة إلى الانسحاب منها والعودة إليها.

ويعاني المئات من جرحى الحشد الشعبي من عدم توفر العلاج اللازم، بسبب العجز الحكومي عن توفير مستلزمات العلاج الطبي لهم، في وقت لم تستطع فيه المستشفيات الميدانيّة استيعابهم، ما دفع بالجهات المسؤولة إلى نقلهم إلى محافظاتهم، الأمر الذي أثار غضب ذويهم واحتجاجهم على فشل الاستعدادات الحكومية لمعركة الأنبار.

دخول قطعات

إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية علي داود أمس عن دخول القطعات العسكرية إلى منطقتي الحامضية والبوعيثة، فيما أكد قتل القائد العسكري لمنطقة الحامضية بـ«داعش». وقال داود، إن «القطعات العسكرية تمكنت أمس من دخول منطقتي الحامضية والبوعيثة، بعد معارك ضارية مع «داعش».

وأضاف داود أن «تلك المعارك اسفرت عن مقتل القائد العسكري للتنظيم في الحامضية، وقيادي بارز في التنظيم يدعى ابراهيم رشيد ابو ذعيان»، مشيراً إلى ان «القوات الأمنية اعتقلت احد المنتمين للتنظيم وهو وعد حكمت طلال، شيخ عشيرة الملاحمة في الرمادي، اثناء محاولته الهروب من الحامضية».

Email