بعد الخسائر التي تكبّدها على أيدي الأكراد حـــــول مدينة الرقّة، حصّن تنظيم «داعش» مدينة الرقّة بتعزيز دفاعاته حـــولها بحفر الخـــنادق، وفيما هزّت ثلاثة تفجــــيرات انتــــحارية الحسكة بما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من قوات النـــظام، تمّ الإعلان عن تأسيس «لواء درع الجزيرة السورية» في المحافظة.
وقال ناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، إنّ «مقاتلي تنظيم «داعش» يعزّزون دفاعاتهم حول مدينة الرقّة».
وأكّد ريدور خليل الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية في رسالة إلكترونية، إنّ «الأكراد تلقوا معلومات بأن تنظيم «داعش» بدأ حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته بعد تقدم الأكراد».
وذكرت وحدات حماية الشعب أنّها لم تخـــــطط بعد لهجوم على الرقة، فيما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ «العمليات تهدف للسيطرة علـــى الطريق السريع بين الشرق والغرب والذي يربط حلب بمحافظة الحسكة».
تفجيرات انتحارية
في الأثــناء، هزّت ثلاثة تفجيرات انتحارية نفذها عناصر من تنظيم «داعش» مدينة الحسكة شمال شرق البلاد. وقال عــــبدالرحمن، إنّ «عشرة عناصـــر من قوات النظام على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 16 آخرين بجروح من جراء تفجـــيرين انتـــحاريين استهدفا موقعين تابعـــين للنظـــام في الحسكة»، موضحاً أنّ «التفجير الأول نفــــّذه ثلاثة من عناصر «داعش» في ثكنة لقوات حرس الحدود وسط المدينة، في حين استهدف التفجير الثاني عبــــر سيارة مفخخة حاجزاً لقوات الدفاع الوطني قرب مشفى الأطفال».
ووفق المرصد تزامن التفجيران مع تفجير عنصر آخر من تنظيم «داعش» نفسه بعربة مفخّخة قرب مخفر لقوات الأمن الداخلي الكردية عند دوار معمل سينالكو في القسم الشمالي من المدينة. وقال المرصد إنّ «التفجير الأخير وهو الأعنف تسبّب في تدمير أجزاء من المنازل والمعامل في المنطقة بقطر 300 متر»، مشيراً إلى تكتّم شديد على حصيلة الخسائر البشرية.
قتلى دمشق
على الصعيد، قتل 13 مدنياً في تفجير سيارة مفخّخة استهدف مسجداً في ريف دمشق، فيما تسبّبت ثلاثة تفجيرات انتحارية في شمال شرق سوريا بمقتل عشرة عــــناصر من قوات النظام، وفق ما ذكر المرصد الســوري لحقوق الإنسان، أمس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «قتل 13 شخصاً على الأقل من جراء تفجير سيّارة مفخخة ليل الثلاثاء الأربعاء، أمام مسجد في مدينة التل»، مشيراً إلى أنّه «لا معـــلومات حول هوية المنفّذين»، مضيفاً أنّ «التل هي منطقة مصالحة بين قوات النظام التي توجد خارجها وفصائل المعارضة الموجودة داخلها بموجب اتفاق مبرم بين الطرفين». وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إلى أنّ «التفجير وقع أمام جامع معاذ بن جبل وتزامن مع خروج المواطنين من صلاة التراويح».
تأسيس لواء
في السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أنّه «تمّ الإعلان عن تأسيــــس «لواء درع الجزيرة السورية» في محافظة الحسكة». ووجّه بيان التأسيس وفقاً للمرصد السوري، الدعوة إلى شيوخ القبائل العربية لتجهيز خطة ميدانية شاملة وإلى التدقيق في الانتهاكات التي تتعرّض لها الشريحة العربية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية، مؤكّداً أنّ «الجزيرة جزء لا يتجزّأ من سوريا وعدوهم المشترك هو الإرهاب».
تأمين نفطي
قال التلفزيون الرسمي السوري، أمس، إنّ «الجيش وفصائل مقاتلة متحالفة معه تمكّن من تأمين محيط حقل نفطي قرب مدينة تدمر». وذكر التقرير أنّ «الجيش سيطر على المنطقة المحيطة بحقل جزل الذي يضم مواقع مهمة لإنتاج الطاقة في محافظة حمص، وقتل عدداً من مسلّحي داعش».
وبدا تقدم القوات محاولة لتعزيز خطوط الدفاع قرب تدمر وسط سوريا ويسيطر عليها التنظيم وبها أطلال رومانية مدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي. وجزل حقل نفطي متوسط الحجم في سوريا وأنتج عدة آلاف من براميل النفط يومياً في ظل الظروف العادية. وتضم المنطقة التي تقع إلى الشمال الغربي من تدمر مجمعاً لاستخراج الغاز الطبيعي.