في تطوّر سياسي خلق توتراً في علاقة رام الله وغزّة، وضعت الحكومة الفلسطينية استقالتها على طاولة الرئيس محمود عبّاس الذي كلّف رئيس الوزراء المستقيل رامي الحمدالله تشكيل أخرى جديدة، أمرٌ قوبل بالرفض من حركة حماس لما سمته إجراء تعديلات وزارية دون توافق، فيما من المنتظر استمرار مشاورات التشكيل خمسة أسابيع وفق ما ينص عليه القانون.
وقدّم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، أمس، استقالة حكومته وسط خلافات متزايدة بين سلطات الضفة الغربية وغزّة والتحدّي الذي شكّله الحديث عن فتح اتصالات مباشرة بين «حماس» وإسرائيل للتوصّل إلى هدنة طويلة الأمد.
مشاورات وشيكة
وأعلن نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنّ «رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله قدّم استقالته وتمّ تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة». وقال حماد لوكالة الصحافة الفرنسية: «الحمدالله قدّم استقالة حكومته اليوم للرئيس عباس الذي أعاد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة»، مضيفاً أنّه «بعد تكليف الحمدالله ستبدأ مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس»، مشيراً إلى أنّ «مدة المشاورات ستستمر وفق القانون الأساسي الفلسطيني خمسة أسابيع».
رفض «حماس»
من جهته، أعلن الناطق باسم حركة «حماس» سامي أبوزهري، رفض إعلان الرئيس محمود عباس عن إجراء تعديلات وزارية في الحكومة الفلسطينية دون التوافق. وأضاف: «لم يتم إطلاعنا ولم تستشر الحركة من أي جهة على أي تعديلات وزارية، وكل ما يجري يتم بترتيبات منفردة من حركة فتح»، محذّراً من أنّ «الحركة ستدرس كيفية التعامل مع أي وضع يمكن أن يتشكّل بعيداً عن التوافق».
تعزيز مسار
بدوره، دعا القيادي في «حماس» زياد الظاظا، الرئيس عباس، إلى تعزيز مساره السياسي بتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل القوى والفصائل الفلسطينية العاملة على الأرض الفلسطينية والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي ذلك على خلفية الحديث عن اتصالات غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل بهدف التوصّل إلى هدنة طويلة الأمد بين الحركة وإسرائيل. وربط مسؤول من «حماس» بين هذه المعلومات وقرار عباس بخصوص الحكومة، معتبراً أنّه يعكس ارتباكه حيال هذه المسألة.
عودة مناكفات
في السياق، حذّر جمال الفاضي، أستاذ العلوم السياسية في غزة، من عودة المناكفات السياسية بين فتح وحماس، وهو فشل فلسطيني داخلي. ورأى أن خطوة عباس جاءت بسبب ذهاب حماس منفردة لمباحثات مع إسرائيل، والرئيس يسعى إلى وقف أي اتفاق منفرد على جبهة غزة، لما يشكله من ضرر على المشروع الوطني.
وتوقّع الفاضي أن تجبر الأزمة الحالية الرئيس عباس و«حماس» على الحل بتشكيل حكومة وحدة، متسائلاً: «هل سيقوض هذا الحل مشروع اتفاق بات وشيكاً بين إسرائيل و«حماس»، هذا مرهون بقدرة أبومازن على التحكّم بالبوصلة، وهذا صعب».