أعلنت تركيا اتفاقها من حيث المبدأ مع الولايات المتحدة على توفير غطاء جوي لقوات المعارضة السورية فيما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعا في المشاركة الأميركية في الصراع، غير أن تركيا لم تحدد طبيعة الدعم الجوي الذي يعد الحديث عنه ضمن اتفاق مع واشنطن الأول من نوعه، في وقت نفذ سلاح الجو التابع للنظام السوري 15 غارة على مدينة تدمر التي سيطر عليها تنظيم داعش وأعدم فيها العشرات، وطالت الغارات محيط المواقع الأثرية التي يُخشى أن تدمرها داعش. وفيما أعلن حزب الله أنه سيطر على مرتفعات في القلمون السورية، قطعت قوات المعارضة طريق إمداد رئيسي لقوات النظام في حلب وسط استعدادات لمعركة تحرير كامل المدينة من أيدي قوات الرئيس بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة «من حيث المبدأ» على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسية فيما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعا في المشاركة الأميركية في الصراع. ولم يرد أي تأكيد من جانب المسؤولين الأميركيين رغم أن واشنطن تحجم حتى الآن عن الالتزام بفرض «منطقة آمنة» للمقاتلين السوريين خشية اعتباره إعلانا للحرب على الدولة السورية.

توفير الحماية

وقال وزير الخارجية التركي إن الدعم الجوي سيوفر الحماية للمقاتلين السوريين الذين تلقوا تدريبا في إطار برنامج تقوده الولايات المتحدة على الأراضي التركية. ويهدف البرنامج الذي تأجل طويلا إلى إرسال 15 ألف مقاتل إلى سوريا لقتال تنظيم داعش.

ولم يقدم جاويش أوغلو تفاصيل عما يعنيه «من حيث المبدأ» أو نوع القوة الجوية التي ستقدم أو من الذي سيقدمها.

وقال لصحيفة «ديلي صباح» التركية المؤيدة للحكومة خلال زيارة إلى سول: «يجب تقديم الدعم لهم من الجو. إذا لم توفر لهم الحماية أو تقدم الدعم الجوي فما هي الجدوى؟. هناك اتفاق مبدئي على تقديم الدعم الجوي. أما كيف سيقدم فهده مسؤولية الجيش».

التصدي للنظام

وعانى البرنامج الذي تقوده الولايات المتحدة من التأجيلات وسط تكهنات في وسائل الإعلام عن خلافات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وقالت تركيا إن أي برنامج دعم يجب أن يكون في إطار استراتيجية شاملة تضم قوات مقاتلة ضد قوات بشار الأسد.

ورغم استمرار معارضة واشنطن للأسد تقول إن الهدف من التدريب هو هزيمة متشددي داعش فقط. وشدد جاويش أوغلو على أنه بينما يعد قتال التنظيم المتشدد أولوية يجب أيضا «التصدي للنظام». كما نفى الوزير تكهنات في وسائل الإعلام عن اتفاق بين تركيا والسعودية عن عملية مشتركة في سوريا.

غارات على تدمر

ميدانياً، شن الطيران الحربي التابع للنظام السوري 15 غارة جوية على الأقل على مدينة تدمر الأثرية وأطرافها في وسط سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني: «نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 15 غارة على أماكن في مدينة تدمر وبالقرب من الحرم الأثري للمدينة» في محافظة حمص.

وتمكن تنظيم داعش من السيطرة الخميس الماضي على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام تمكن خلالها من السيطرة على مناطق عدة وحقول للغاز في ريف حمص الشرقي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الحربي التابع للنظام المدينة بهذا العدد من الغارات الجوية.

وأشار إلى أن الغارات التي تسببت بدمار في المدينة، أوقعت أربعة قتلى مدنيين على الأقل وعشرات الجرحى بالإضافة إلى خسائر بشرية مؤكدة في صفوف التنظيم بعد استهداف نقاط تجمعهم.

وسيطر التنظيم قبل وصوله إلى تدمر على جميع هذه المناطق المجاورة الواقعة في ريف حمص الشرقي.

واعلن المرصد الأحد أن التنظيم أعدم 217 شخصا على الاقل بينهم 67 مدنيا منذ بدء هجومه في 16 من الشهر الجاري على مناطق عدة في ريف حمص الشرقي بينها تدمر.

وقال إن لدى التنظيم اكثر من 600 أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمدنيين المتهمين بـ«العمالة للنظام».

معارك القلمون

من جهة أخرى، ذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني إن مقاتلي الحزب انتزعوا السيطرة على مرتفعات القبع والنقار بالقرب من الحدود اللبنانية من ايدي «جبهة النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سوريا وقتلوا العشرات.

وذكرت «المنار» في خبر عاجل أن مقاتلي حزب الله سيطروا على المرتفعات الواقعة في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا والتي تقع في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان وإسرائيل.

طريق إمداد

في حلب، شن مسلحون معارضون هجمات متزامنة على عدد من مواقع تمركز قوات النظام في حلب وقطعوا طريقاً رئيسياً لإمدادات النظام، وسط تواصل الاستعدادات لمعركة «تحرير حلب». وسيطرت فصائل معارضة على مواقع إستراتيجية هامة في منطقة الشيخ سعيد في حلب كما دمروا مرصدا عسكريا في قرية عزيزة في ريف حلب.

وقطعت فصائل من المعارضة طريقا رئيسيا للنظام لإمداد المناطق الخاضعة لسيطرته في مدينة حلب والربط بين مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري. وأفاد المسؤول الإعلامي في «الفوج الأول» ياسر أبو عمار بأن المعارضة هاجمت قوات النظام بقذائف الهاون والدوشكا، وتمكنت من قطع طرق الإمدادات لهم في منطقتي الراموسة والشيخ سعيد جنوب غرب حلب، مضيفاً إن اشتباكات عنيفة وقعت مع جيش النظام قرب مصنع الإسمنت جنوب غرب المدينة وأن المعارضة تمكنت من تدمير عربة محملة بالذخيرة والدوشكا.

قتلى اللاذقية

أفادت مصادر سورية بمقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين أمس بقصف صاروخي استهدف حي مارتقلا بوسط مدينة اللاذقية التي هي مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الأسد ، على الساحل السوري. وذكرت صفحة «فوج إطفاء اللاذقية» التابعة لوزارة الداخلية أن جسماً غريباً أدى إلى انفجار واحتراق عدة شقق في حي مارتقلا، مضيفة أن «الجسم الأول منه سقط خلف بناء الأوقاف على سطح بناء أدى لخرق السطح فقط دون أي إصابات».

وتابعت أن «الجسم الثاني سقط بمنطقة المارتقلا حيث أصاب الطابقين الأخيرين، وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، نتيجة احتراق الطابق الأخير بكامله».دمشق-د.ب.أ