الإمارات تدين العملية الإرهابية بشدة وتجدد رفضها الدائم لكل أشكال العنف

استشهاد مصلّين سعوديين بتفجير انتحاري

سعوديون يشيرون إلى بقع من الدماء في المسجد | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدانت دولة الإمارات العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين في احد المساجد في بلدة القديح بمحافظة القطيف في السعودية وذهب ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح حيث استشهد مصلون سعوديون بتفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش الإرهابي، فيما أكد كل من مفتي عام المملكة والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن المنفذون ضالون وأرادوا تفريق الصف واغتاظوا من قيام المملكة بواجباتها العربية والإسلامية.

وأكد معالي د.أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تصريح له الموقف الثابت لدولة الإمارات الرافض للإرهاب بكافة أشكاله والتي تتنافى مع الشرائع والقيم الدينية والأخلاقية.. وقال إن هذه الجريمة الإرهابية تقتضي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيفها على الصعد كافة لمواجهة هذه الأعمال الجبانة والفكر الضال الذي لا يرعى للنفس البشرية وأماكن العبادة أية حرمة.

وأضاف معاليه أن الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية وتجدد رفضها الدائم لكل أشكال العنف والإرهاب وتؤكد تضامنها ودعمها القوي للسعودية الشقيقة في مواجهة هذه الجرائم الإرهابية الخطيرة التي تستهدف النيل من وحدة النسيج الوطني بالمملكة.


وأعرب قرقاش عن تعازي الإمارات الحارة لحكومة وشعب السعودية ولعائلات الشهداء وتمنياتها في الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
بدورها، أدانت البحرين الهجوم الإرهابي كما ادانته كل من مصر وتونس والبيت الأبيض الأميركي.


وفي حين استنكرت منظمة التعاون الإسلامي التفجير الإرهابي، صرح الناطق الأمني لوزارة الداخلية السعودية أمس أنه «أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه مما نتح عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين». ولاحقاً، تبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم الانتحاري.
 

بيان المفتي
وعد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ما حدث جريمة خطيرة الهدف منها محاولة إثارة الفتنة وإيجاد فجوة.

وقال إن «هذا الحادث مؤثم إجرامي خطير يقصد المنفذون من ورائه إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب، والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف من ورائه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا،  . وقال: «الواجب علينا جميعاً تقوى الله وأن نكون جسداً واحداً خلف ولاة أمرنا نؤيدهم ونشد أزرهم وندعو الناس للتآلف بينهم ونحذر أبناءنا وشبابنا من الاغترار بهؤلاء والانخداع بهم فإنهم أمة ضالة لا خير فيها».


كبار العلماء
بدورها، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على لسان أمينها العام الشيخ فهد بن سعد الماجد بشدة الحادثة الإرهابية  وعدتها «جريمة بشعة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ويقف وراءها بلا شك إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية».

هوية الانتحاري
قال شهود إن الانتحاري باكستاني لكن آخرين ذكروا إنه كان يرتدي زياً أفغانياً دون أن يكونوا قادرين على تحديد إن كان سعودياً أم لا. ولفت الشهود إن الانتحاري اندس بين المصلين ثم فجر حزامه الناسف، ونشرت مواقع إخبارية صوراً لجثث الشهداء تغطيهم الدماء وصور الدمار الذي لحق بالمسجد.


الجريمة عززت وحدة المجتمع السعودي
أحدث التفجير الانتحاري الإرهابي الذي استهدف المصلين أمس في مسجد الامام علي ببلدة القديح في محافظة القطيف شرقي السعودية صدمة كبيرة في أوساط السعوديين والمقيمين.
 

وعبرت مجاميع وشرائح واسعة من السعوديين على اختلاف منحدراتهم المذهبية والمناطقية عن استنكارهم وشجبهم القوي للجريمة، معتبرين أنها تستهدف في الصميم أمن الدولة والوحدة الوطنية والعيش المشترك.
وقال الخبير الاستراتيجي حسين بن فهد الاهدل ان بشاعة الجريمة تؤكد دناءة الفاعل والجهة الارهابية التي تقف وراءه والتي تهدف الى إشعال فتنة طائفية تتجاوز في حدودها واستراتيجيتها أمن الوطن إلى زرع الكراهية بين ابناء الشعب الواحد.


من جهته، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية تركي بن عمر ان الجريمة هي رسالة التكفيريين الملطخة بالدماء الى العالم المتحضر، مشيرا الى ان المجموعات الإرهابية التي تنشط داخل المملكة هي اذناب لتنظيمات ارهابية تنشط في دول الجوار العربي والإقليمي، وهدفها تفتيت المنطقة العربية وفقاً لهويات مذهبية وعرقية.


كما رأى الباحث الاستراتيجي يزن الشمري أن قيام «داعش» بتنفيذ هذه الجريمة التي تقشعر لها الابدان أمر واضح للعيان، لاسيما بعدما أعلنت وزارة الداخلية في السابع من مايو الماضي اكتشاف تنظيم جديد بشبكة متكاملة، معتبرا أن حادثة قرية «الدالوة» في نوفمبر الماضي كانت من المؤشرات القوية لحضور «داعش» في المشهد المحلي.


ووصف المحلل السياسي معيض بن صالح العوفي الجريمة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، معربا عن قناعته بقدرة الشعب السعودي على تفويت الفرصة على من أراد السوء بوطنهم.

Email