انتخاب الدولة نائباً في تشكيلة المكتب التنفيذي الجديدة

«وزاري» الإعلام يعتمد مقترح الإمارات بشأن التطرف

■ ابراهيم العابد مترئسا وفد الدولة في اجتماع وزراء إعلام العرب | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد في القاهرة، أمس، المحور الفكري لدورته العادية السادسة والأربعين، والذي تقدمت به دولة الإمارات حول «دور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف»، بحضور إبراهيم العابد، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، كما انتخبت الدولة نائباً للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام.

وأكد المجلس الذي عقد برئاسة الإمارات في مقر الجامعة العربية، أمس، أهمية دور وسائل الإعلام العربية في نشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرف في إطار استراتيجية إعلامية شاملة تتضمن توظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لبناء رأي عام مساند لقيم التسامح نظرياً وتطبيقياً على مستوى الأفراد والجماعات.

وأكد المحور الفكري للدورة السادسة والأربعين لوزراء الإعلام العرب المقدم من الإمارات، والتي ترأست الاجتماع ممثلة في إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وحضور جمعة الليم مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس، وعلي الشميلي مسؤول الجامعة العربية في سفارة الدولة بالقاهرة، أن التسامح من أبرز القيم التي تسهم في استدامة المجتمعات البشرية وازدهارها وإعلاء قيم العيش المشترك ومواجهة المصير الواحد على مستوى الجغرافيا أو الثقافة بحيث يعمل الجميع لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة في ظل تعددية تبني ولا تهدم.

وذكر أن نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف مهمة تقوم بها المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية بمختلف أنواعها، إلا أن المسؤولية الكبرى في تحقيق هذه المهمة تقع على عاتق وسائل الإعلام بكل فئاتها، نظراً لقدرة الإعلام على الوصول إلى ملايين الناس والتأثير فيهم.

تأثير واستراتيجية

وأوضح أن المؤسسات الإعلامية من أكبر المؤسسات الاجتماعية والثقافية تأثيراً في نشر ثقافة التسامح ومحاربة التطرف، وذلك بحكم قدراتها الواسعة والمؤثرة في نشر المعلومات بكافة أشكالها إلى جماهير واسعة من الناس من خلال البرامج الإخبارية والترفيهية والتسويقية والدينية والثقافية.

ولفت المحور إلى أنه لكي تحقق وسائل الإعلام هذا الدور المهم، لابد من استنادها لاستراتيجية شاملة وبعيدة المدى تحدد من خلالها مجموعة أهداف تعمل جميع الأطراف الإعلامية والمجتمعية على تحقيقها بشكل مشترك.

وطالب بضرورة العمل من أجل بناء استراتيجية إعلامية لنشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرف، وذلك للعمل من خلال تلك الاستراتيجية على تحقيق مجموعة من الأهداف، يأتي في مقدمتها بناء رأي عام مساند لقيم التسامح وتعزيز الحوار بين الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الأخرى من خلال التعريف بالجوانب السمحة للحضارة العربية الإسلامية التي تتنافى مع ممارسات التعصب والإرهاب.

ودعا إلى تشجيع المواهب الفكرية والإعلامية العربية على إنتاج محتويات إعلامية تعزز قيم التسامح والاعتراف بالآخر واستقطاب الشخصيات والمؤسسات المؤثرة في الغرب للتفاعل مع المجتمعات العربية من خلال المؤتمرات والبحوث والدراسات، بهدف إبراز الأبعاد الحضارية للمجتمعات العربية، وإطلاق حملات إعلامية مكثفة تستهدف الفكر المتطرف من أجل فضح جوانب هذا الفكر وتوفير الفرص للشباب لممارسة حقهم في الاتصال.

خطاب معتدل

ونوه المحور إلى ضرورة عدم إفساح المجال إعلامياً للخطاب الديني المتشدد، وعدم المساهمة عن غير قصد في نشره، وفي المقابل إفساح المجال للخطاب الديني المعتدل والمتسامح والوسطي، والعمل على تطوير الخطاب الإعلامي، بحيث يصبح أكثر احتضاناً لقيم التسامح ومكافحة التطرف.

كما اقترح المحور الفكري للدورة عدة مبادرات إعلامية لتحقيق تلك الأهداف المذكورة، منها إطلاق قنوات ومؤسسات صحافية وإلكترونية متخصصة في بناء ثقافة التسامح ومكافحة الفكر الإرهابي.

برامج تأهيل

ودعا إلى إطلاق برامج تأهيل وتدريب إعلامي فكري للإعلاميين، لتمكينهم من التفاعل الناجح مع قضايا الفكر المتطرف، من خلال تبني خطاب إعلامي يدافع عن تلك القيم. كما دعا إلى إطلاق برامج استقطاب للصحافيين والمؤثرين العالميين للحضور إلى المنطقة العربية للاطلاع على واقع التسامح والتعايش المشترك. وطالب بتعديل المناهج الجامعية في الإعلام والاتصال لتتضمن مفردات مهمة في نشر التسامح ومكافحة التطرف عبر وسائل الإعلام. وأشار إلى ضرورة إنشاء مراصد إعلامية لمتابعة التغطيات الإعلامية العربية والعالمية للفكر المتطرف.

يوم الإعلام

وفي ذات السياق، وافق المجلس في قراراته وتوصياته الختامية على أن يكون 21 أبريل من كل عام يوماً للإعلام العربي تقديراً لدور الإعلاميين والإعلام العربي. كما انتخبت الإمارات نائباً للتشكيلة الجديدة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب للعامين المقبلين، ومصر رئيساً. ويضم المكتب التنفيذي في تشكيلته الجديدة، إضافة إلى مصر والإمارات تونس والكويت والمغرب والجزائر والعراق وجيبوتي، وسينعقد في نوفمبر المقبل.

كلمة العابد

وشدّد المدير العام للمجلس الوطني للإعلام، على أنّ «المصالح العربية لا تتحقّق إلا بمزيد من التضامن والتفاهم والعمل العربي المشترك والموقف الموحّد إزاء الأزمات التي تواجه الجميع، والإعداد للمستقبل برؤية تستند إلى تطوير مستمر للخطاب الإعلامي العربي وآلياته ووسائله»، داعياً إلى اتخاذ التدابير والإجراءات التي تضمن القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره.

وأشار العابد في كلمته إلى أنّ «هذا لن يتحقّق من منظور أمني فقط، بل أيضاً من خلال منظور ثقافي ومعرفي لبناء ذهنية عربية تستند إلى التسامح والتعددية والتعايش المشترك ومكافحة التطرّف والفكر الظلامي»، موضحاً أنّ «الإعلام يشكّل أحد أركان هذه المنظومة الثقافية والمعرفية المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف من خلال نشر ثقافة التسامح والاحترام والتعددية والحوار بين الأديان ومحاربة الأفكار المتطرّفة والإرهابية عبر كل الوسائل والآليات المتاحة والمبتكرة».

محاور دورة

ولفت العابد إلى أنّ «جدول أعمال الدورة الحالية للمجلس يتضمّن العديد من الموضوعات المهمة يأتي في مقدمتها المحور الفكري للدورة الذي يركز على نشر ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية، وتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، فضلاً عن متابعة الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، ودور الإعلام في التصدّي لظاهرة الإرهاب والاستراتيجية الإعلامية العربية».

وقال إنّ «التغيرات التي شهدها الوطن العربي أدت لتعاظم الحاجة إلى الاهتمام بمجالات الفكر والثقافة والمعرفة لإحياء روح النهضة، وفي ذات الوقت مواجهة الإرهاب والتطرّف»، موضحاً أنّ هذا الدور «لا يتحقق إلا من خلال توفير هامش من حرية الفكر والإبداع للتعامل مع تحديات الواقع الجديد الذي تعيشه المجتمعات العربية في هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ».

خطورة مرحلة

وأوضح العابد أنّ «خطورة هذه المرحلة الإعلامية تكمن في التأثير الذي يتركه الإعلام في وعي المجتمع وفي معرفته وسلوكياته»، مطالباً بـ«ضرورة تحديث الخطاب الإعلامي العربي بما يتماشى وطبيعة العصر، مع الاحتفاظ بخصوصية المنطقة»، مضيفاً أنّ الأمر «لا يكمن في تجديد الخطاب فحسب، بل في إطلاق مبادرات إعلامية ذات مقومات فكرية وثقافية راسخة».

تحقيق مقاصد

أكّد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أنّ «مهمة الإعلام العربي التفاعل مع البعد الاستراتيجي والصحوة العربية الجديدة، للمساهمة في تحقيق مقاصدها التي من ضمنها إيجاد مظلة أمنية عربية جماعية، وأحد مظاهرها إنشاء قوة عربية مشتركة، ووضع الترتيبات اللازمة للاعتماد على الذات والقدرات العربية في صيانة الأمن القومي العربي، وإعادة التوازن داخل منطقتنا ومن حولها». وشدّد العربي على أهمية المرجعيات العربية لتنظيم الإعلام العربي.

Email