قوارير فارغة من القطاع إلى عسقلان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من انهيار الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة نتيجة الحصار المتواصل، فإن شبابها لم يستسلم لهذه الظروف، وراحوا يبحثون عن بدائل ربما تغير ولو قليلاً من نمط الحياة الذي يعيشونها. ودفعت تلك الأوضاع المتردية الشاب محمد عبيد ومجموعة من أصدقائه إلى ترجمة أفكارهم لخلق نوع من الترفيه والتغلب على الحالة النفسية الصعبة نتيجة الظروف السياسية وانسداد الأفق.

ففي بحر غزة، يوجد قارب صغير تحت أشعة الشمس يطوف بكل هدوء وكأنه يعزف سيمفونية التحدي والثبات. ألف قارورة بلاستيكية فارغة مثبته على أعمدة من الحديد تجوب البحر على شكل قارب صغير.

ويقول عبيد: «ميناء غزة هو المتنفس الوحيد لنا، اتردد عليه كثيرا برفقة أصدقائي، وكثيرا ما نحب صعود البحر ونمارس هوايتنا المفضلة الصيد، محاولة منا للتغير الأجواء المحيطة بنا، ومن هنا جاءت فكرتنا بأن يكون لنا قارب خاص». ويضيف: «ذهبنا لشراء قارب فوجدناه مكلفاً جداً ومكوناته ليس موجودة بسبب الحصار ومنع الاحتلال إدخال المواد الخشبية التي يُصنع منها القارب».

فكرة القارورة

وأوضح: «جاءت فكرة القارورة عندما كنا جالسين على شاطئ الميناء فوجدنا قارورة فارغة على سطح البحر تطفو، وهنا جاءت الفكرة وتم تطويرها حتى أصبحت قيد الدراسة والتنفيذ». وبين أن أصدقاءه هم مجموعة من أصحاب الحرف مهنيين ومتعلمين وكان الجميع يدرس الفكرة من جهته ويطبقها إلى أن تم الانتهاء من العمل، موضحاً أن القارب يحتوي على ألف قارورة فارغة وأعمدة من حديد.

وعن قوة القارب وقدرته على الحمل خشية من غرقه، يقول: «قمنا ببنائه على قواعد علمية محسوبة واستشرنا صيادين ووضعنا القياسات حيث يبلغ طول القارب نحو ثلاثة أمتار وعرضه نحو متر ونصف ويستطيع أن يحمل ما قيمته طن و400 كيلو».

رسالتا القارب

وعن رسالة القارب، أكد أنها رسالة من شقين الأولى للصيادين بالمحافظة على بيئة البحر من التلوث وللمواطنين الفلسطينيين باستخدام أفكارهم الإبداعية وتنفيذها بعيداً عن الأفكار السلبية. أما رسالته الثانية، فيشرح: «أطلقنا على القارب اسم الطريق إلى عسقلان نسبة إلى مدينتنا الأصلية التي هُجّر أباؤنا وأجدادنا منها بفعل همجية وغطرسة الاحتلال الإسرائيلي العام 1948».

Email