عبدالله بن زايد يرأس وفد الدولة في الاجتماعات

توافق عربي على إنشاء قوة مشتركة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 توافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي تنطلق غداً السبت، على إنشاء قوة عربية مشتركة، معلنين عن تأييدهم التام لعملية عاصفة الحزم، التي انطلقت بقيادة السعودية ضد الانقلابيين الحوثيين، فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي تأييد الجامعة ودعمها للعملية، مشيراً إلى أنها تستند لميثاق الجامعة وقراراتها.

وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة المشارك في الاجتماع.

وضم الوفد في الاجتماع معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وأحمد الجرمن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، والدكتور عبد الرحيم يوسف العوضي مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، وفارس المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، ويعقوب الحوسني مدير إدارة الشؤون القانونية بوزارة الخارجية، وجاسم الخلوفي مدير ادارة الشؤون العربية بالوزارة، وعلي الشميلي مسؤول الجامعة العربية بسفارة الدولة بالقاهرة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي في مؤتمر صحافي، إن وزراء الخارجية العرب وافقوا في الاجتماع الوزاري التحضري للقمة العربية، الذي عقد أمس في شرم الشيخ، على إنشاء قوة عسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها دول عربية، واصفا القرار بأنه «تاريخي».

واضاف «انها المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل قوة تعمل باسم الدول العربية»، مشيراً إلى أن المشاركة في القوة اختيارية من الدول العربية.

من جهته، اعلن سامح شكري في المؤتمر، الذي عقد في ختام اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، ان «كل الوزراء ايدوا ذلك»، وأنه سيرفع إلى القمة العربية التي ستعقد غداً وبعد غدٍ لمناقشته وإقراره.

ويتعين تقديم مشروع القرار هذا الى القمة، التي تبدأ غداً في شرم الشيخ، حيث يتوقع ان يتم اقراره.

وسيطرت الأوضاع في اليمن وعملية «عاصفة الحزم» على مناقشات اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب، وهي الاجتماعات التي سبقتها جلسة تشاورية مغلقة لوزراء الخارجية لبحث تداعيات الأزمة اليمنية وسبل التعامل معها.

تأييد ومباركة

وأعرب المجلس الوزاري العربي عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن.

وقال بيان صدر عن الاجتماع الوزاري العربي إنه «انطلاقا من حرص اعضاء المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته وعلى امنه واستقراره، وبعد ان استنفدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل السبل السلمية الرامية لحل الأزمة اليمنية، واستنادا الى اتفاقية الدفاع العربي المشترك من ميثاق جامعة الدول العربية..

وعلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقا من مسؤولياتها فى حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها، فإن المجلس الوزاري العربي لجامعة الدول العربية يعرب عن مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، الممثل لدول مجلس التعاون لدول الخليج وعدد من الدول العربية والإسلامية، بدعوة من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية».

وعبر المجلس عن امله في ان تؤدي هذه الإجراءات العسكرية الى اعادة الأمن والاستقرار الى ربوع اليمن، بقيادة شرعيتها الدستورية، والتصدي لكل محاولات جماعة الحوثي، وبدعم من اطراف خارجية، الرامية الى تهديد امن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي، وتهديد السلم والأمن الدوليين، وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية، واثارة الفتن فيه، وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية.

جلسة افتتاحية

وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، حيث سلم رئاسة القمة إلى مصر، أعقبها كلمة لشكري، ثم كلمة الأمين العام للجامعة د. نبيل العربي. وخلال الاجتماع تم الإعداد لجدول أعمال القمة والملفات العربية المطروحة أمام القادة العرب، وفي مقدمتها صيانة الأمن القومي العربي.

وشدد العربي، أمام الاجتماع الوزاري على أهمية عملية عاصفة الحزم، التي بادرت المملكة العربية السعودية بتنفيذها، مؤكداً على التأييد التام لها.

وقال: «هي عملية عسكرية ضد أهداف مُحدّدة تابعة لجماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن، وذلك استجابةً لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي يمثل الشرعية في اليمن، ولحماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية».

وأضاف أن «هذه العمليات العسكرية جاءت بعد فشل جميع المحاولات الرامية إلى وضع حد لانقلاب جماعة الحوثيين، وبعد تماديهم في اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الشرعية الدستورية والإرادة الوطنية للشعب اليمني، المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومتابعة تنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية»، موضحاً أن «هذه العملية تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن، كما أنها تستند أيضاً إلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك».

وأشار إلى أن «ما يشهده اليمن اليوم يفرض وبإلحاح على جدول أعمال القمة العربية النظر في ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير جماعية لصيانة الأمن القومي العربي، ومواجهة التهديدات الجسيمة، بما في ذلك مكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي باتت تُشكّل آفة العصر والخطر الأكبر المُحدق بأمن المنطقة واستقرار دولها وشعوبها، فضلاً عمّا تُشكّله من تهديد لنظام الأمن القومي العربي برمته».

وفي هذا الإطار، أكد على ما تضمنه القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة الوزاري في السابع من شهر سبتمبر الماضي، بشأن متطلبات المواجهة الشاملة ضد الإرهاب وكيفية التصدي له واجتثاث جذوره، وكذلك الإشارة إلى الدراسة التي أعدتها الأمانة العامة بشأن «دور الإرهاب في تهديد الأمن القومي العربي»، وتم تعميمها على جميع الدول الأعضاء في الجامعة في نوفمبر الماضي.

خطر الأزمة

من جهته، قال شكري ان الأمن القومي العربي كان ومازال يواجه تحديات كبيرة تتعلق باستعادة دور الدولة في منطقتنا، للحيلولة دون توسع الصراعات والنزاعات الطائفية، والتي ضاعفت التحدي الذي يمثله خطر الإرهاب، مشيرا الى ان هذا الأمر يستدعي اعتماد إجراءات وتدابير فاعلة للتصدي لهذه الظاهرة وتجفيف منابعها، مع مراعاة ألا تقتصر مجابهة هذه الآفة المدمرة على البعدين الأمني والعسكري.

وأكد شكري في كلمته على أن ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات بالغة الخطورة لم تكن لتقف عند حدود اليمن إن لم يتم تداركها من خلالِ تحرك سريع وفاعل. وأوضح أن موقف القاهرة من الأزمة هناك يقوم على رفض القفز على الشرعية وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، ولذا فإن دعم القاهرة أكيد لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية، والتي يتعين تمكينها من القيام بمسؤولياتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن.

عملية اضطرارية

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن «عاصفة الحزم» هي عملية اضطرارية محدودة من أجل تثبيت الشرعية في اليمن، ومن أجل إنقاذ اليمن من السقوط في الهاوية، وضد أي أجندة تريد أن تلعب بالمنطقة وتحولها إلى بؤرة توتر وانفلات أمني.

وقال ياسين، في تصريحات على هامش الاجتماعات، إن العملية جاءت لردع الحوثيين بعد انقلابهم على الشرعية، وهي «اضطرار لا يفرح أحدا».

وأشار إلى أن الباب مفتوح الآن للحوار في اليمن والعودة للحوار الوطني والتفاهمات، مؤكدا أن كل القوى السياسية في اليمن ستدرك جميعها الآن أنه يجب العودة إلى طاولة الحوار الذي ندعو اليه.

في المقابل، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في تصريحات للصحافيين، عقب لقائه نظيره العماني يوسف بن علوي، على هامش أعمال الاجتماع انه لا بديل عن الحوار، فالحل السلمي مطلوب ولا بديل عن لم الشمل والحوار بين كافة الفرقاء اليمنيين، وجعلهم صفا واحدا في مواجهة الإرهاب.

قوات سلام

كشفت مصادر دبلوماسية عربية في الرياض لـ«البيان» بوجود توجه عربي سيتم بحثه في القمة العربية لإرسال قوات حفظ سلام عربية بعد إنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن، والسعي لإرغام جميع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة مفاوضات واحدة. ورجحت المصادر أن تتشكل قوات حفظ السلام العربية في اليمن من دول مجلس التعاون الخليجي والسودان ومصر والأردن والمغرب. الرياض ـ البيان

تأكيد الحرص على هوية اليمن العربية

عقد وزراء خارجية دول التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن اجتماعاً خاصاً على هامش الاجتماعات التحضيرية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لمؤتمر القمة العربية بمدينة شرم الشيخ، فيما عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤتمراً، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، معهم، مؤكداً مساندة واشنطن لـ«عاصفة الحزم».

وضم الاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وجمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية وجمهورية السودان.

ونقل وزير الخارجية اليمني رياض ياسين خلال الاجتماع شكر وتقدير الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس لدول التحالف على استجابتها السريعة لدعوته للتدخل العسكري لإنقاذ اليمن من براثن الانقلاب الحوثي على الشرعية الهادف إلى زعزعة استقرار اليمن.

وأكد ياسين أن التحرك العسكري الفوري حظي بترحيب شعبي واسع وكبير في اليمن، وأعاد الثقة في نفوس اليمنيين والعرب في العمل العربي المشترك.

دفاع عن الشرعية

واستعرض الاجتماع الحملة العسكرية القائمة من كل جوانبها، مع تأكيد جميع دول التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن الحرص على استقلال اليمن وسيادته والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وهويته العربية.

كما رحب الاجتماع بردود الفعل الدولية الواسعة الداعمة للتحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إن ياسين أشار خلال الاجتماع إلى أن التحرك العسكري الفوري حظي بترحيب شعبي واسع وكبير في اليمن، وأعاد الثقة إلى نفوس اليمنيين والعرب في العمل العربي المشترك.

وبحسب الناطق، استعرض المشاركون في الاجتماع الحملة العسكرية القائمة من كل جوانبها، مع تأكيد جميع دول التحالف للدفاع عن الشرعية الحرص على استقلال اليمن وسيادته والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وهويته العربية.

كيري والوزراء

في الأثناء، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤتمراً، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن، حسبما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية. وأوضح المسؤول أن كيري أشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين، مشيراً إلى دعم واشنطن «بما في ذلك من خلال تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة على اختيار الأهداف والدعم اللوجستي للضربات» ضد المتمردين.

وكيري موجود في لوزان، حيث يشارك في المفاوضات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حول الملف النووي لطهران.

Email