وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لـ« البيان »:

«عاصفة الحزم» تفعيلٌ لاتفاقية الدفاع المشترك

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 ثمن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، عملية عاصفة الحزم والتدخل العسكري العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة دولة الإمارات، ضد الحوثيين في اليمن، مؤكداً أن تلك العملية «تأتي ترجمةً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك»، في الوقت الذي أكد في حوار خاص مع «البيان» أن تلك العملية موجهة ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وليست ضد الشعب اليمني، فيما استبعد إمكانية التدخل الإيراني لإنقاذ الحوثيين.. وإلى تفاصيل الحوار:

بداية، ما تعليقك على عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية، بمشاركة دول عربية، لضرب الحوثيين؟

ريد أن أوضح أن تلك العملية العسكرية التي أعلنها تحالف مجلس التعاون الخليجي، غير موجهة ضد اليمنيين، وإنما هي ضد المليشيات الحوثية التي تمارس العنف وتشيع الفوضى، وستستمر إلى أن تحقق أهدافها بإذن الله، بعودة الشرعية التي اختارها الشعب اليمني ويعترف بها المجتمع الدولي.

دفاع مشترك

وهل تعتقد أن تلك العملية ترجمة لاتفاقية الدفاع العربي؟

بكل تأكيد أرى أن تلك العملية تدشين عملي لاتفاقية الدفاع العربي المشترك التي كانت معطلة، وأيضا تتناغم مع دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب.

اليمن حالة استثنائية في هذا الوضع الحالي، ولأول مرة إذا تمكن الحوثيون من السيطرة على بقية اليمن ستكون كل الدول العربية في مواجهة إيران، وستكون إيران في المقدمة إذا سمح لها أن تنتصر من خلال الحوثيين والسيطرة على اليمن.

كان إبقاء الوضع على ما هو عليه في اليمن بحيث سيطرة الحوثيين «خطر استراتيجي كبير» ويكاد يقلب المعادلة العربية كثيراً، ويجعل من اليمن بؤرة مستمرة للحرب الأهلية والاقتتال ولتهديد الأمن القومي العربي ولكل دول العالم. وكان هناك دعوة سابقة بتدخل عربي شامل ومن جميع الدول الراغبة في التدخل لإنقاذ مضيق باب المندب واليمن واليمنيين من السيطرة الإيرانية القادمة، وترجمت عاصفة الحزم ذلك.

هل تعتقد أن دولاً عربياً تعارض ذلك التدخل العسكري؟

لا أعتقد ذلك، بل كل الدول العربية متفقة على ضرورة ذلك التدخل العسكري العاجل، ولا توجد دولة عربية لا تتفق معنا.

رفض التدخل

وهل ذلك التدخل ضد الحوثيين المدعومين من إيران ينذر بحرب عربية إيرانية؟

ليس هناك حرب عربية إيرانية. الدول العربية لا تعتدي أو تتدخل في أرض إيران، لذا لا ينبغي أن تتدخل إيران كذلك في أرض عربية، اليمن أرض يمنية بامتياز، ولا أعتقد أن الإيرانيين بإمكانهم أن يأتوا ليدافعوا عن اليمن. الشرعية لا زالت في اليمن، وهناك رئيس شرعي وحكومة شرعية هي التي طالبت بهذا التدخل العسكري لحمايتها من المليشيات المدعومة من إيران.

نحن لم نعلن الحرب على إيران ولم نحارب إيران، نحن نريد توقف هذه المليشيات من السيطرة والانقلاب على الشرعية والسيطرة على الدولة.. لسنا بصدد محاربة إيران، لا نهاجم طهران، ولكنهم هم الذين استولوا على صنعاء ويريدون الاستيلاء على عدن وبقية اليمن.

وما الذي تأملونه من القمة العربية التي تنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية غداً وبعد غدٍ؟

النص على التدخل العسكري مطلوب الآن بشكل عاجل وسريع، ولا تكفي فقط بيانات الشجب والإدانة واللجوء للعقل، لأن من يحاورون على الأرض ليس لديهم أي عقل.

استجابة

هل هناك مشروع قرار عربي أمام القمة لدعم شرعية الرئيس اليمني وإدانة أفعال الحوثيين؟

لرئيس عبد ربه منصور، أرسل رسالة، الثلاثاء الماضي، إلى الأمم المتحدة للسماح لكل الدول الراغبة في التدخل العسكري تحت غطاء البند السابع، بأن تتدخل وعلى الفور خاصة أن الوقت كان لا يعمل لصالح الدول العربية ولا يعمل لصالح كل الخيرين الذين يدعمون استقرار اليمن. الوضع خطير، وهناك مليشيات حوثية تريد أن تنهب اليمن، وتسلم اليمنيين لقمة سائغة لإيران.

مبادرة مجلس التعاون الخليجي، هل يمكن إحياؤها مرة أخرى؟

نحن الآن في وضع إعلان حرب ضد ميليشيات تريد أن تستولي على اليمن بكامله. المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ستنفذ فور استقرار الأوضاع.

وماذا عن الحوار الذي دعت إليه الرياض؟

كنا في الرياض وسنعود مرة أخرى إذا قبل الحوثيون بالتوقف عن كل أعمالهم الهجومية ضد الشرعية في اليمن.

وهل الوضع آمن لحضور الرئيس منصور إلى القمة العربية في ظل التوترات اليمنية؟

هذه مسألة تعتمد على طبيعة الظروف خلال الأيام القليلة القادمة، لكن -إن شاء الله- سوف يتمكن من الحضور.

الدور المصري

وكيف تعولون على الدور المصري في اليمن؟

الدور المصري كبير ومطلوب. مصر أنقذت اليمن خلال ثورة 26 سبتمبر في العام 1962، واليوم مطلوب أن تنقذ اليمن ثانية وينقذ العمق الاستراتيجي.

وكيف ترى السياسة الأميركية في اليمن؟

السياسة الأميركية براغماتية وتفكر دائماً في مصالحها.. وبصراحة الأميركيون يعتقدون أنه من يستطيع السيطرة العسكرية ويجعل مصالحهم تسير بكل سهولة لا يهمهم بعد ذلك ماذا يحصل فيما بعد.

وكيف انهار الجيش اليمني أمام هذا التدخل.. هل كان هناك مؤامرة؟

انهار الجيش اليمني بسبب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أوعز بالمال لكثير من ضباطه كي يسلموا المعسكرات التي فيها الكثير من العتاد والأسلحة إلى الحوثيين..

وأن يعاونوهم، وإذا لم يعاونوهم على الأقل يستسلموا لهم، لذلك كان الطريق سهلاً لهم في التقدم إلى صنعاء واحتلالهم لبقية المدن.. معظم الضباط الموالين لعلي عبدالله صالح، هم الذين سلموا المعسكرات، والحوثيون يحاربون الآن بأسلحة الجيش اليمني.

انقلابات صالح

وهل ترون أيضاً أن علي عبد الله صالح انقلب على المبادرة الخليجية؟

نعم لقد انقلب على الشعب اليمني كله وليس المبادرة الخليجية، وهو يريد الانتقام وروحه الانتقامية هي التي أدت إلى هذا التأزم في اليمن.

وما تقديركم للمساحة التي يسيطر عليها الحوثيون باليمن؟

لا يسيطرون على كل اليمن، ولكن فقط يسيطرون على صنعاء وبعض المؤسسات فيها وذهبوا إلى تعز وسيطروا على المطار وبعض الطرقات فيها. ليس في إمكان الحوثيين السيطرة على كل اليمن.

معظم اليمن لا يزال تحت ظل الشرعية، لكن الحوثيين لديهم تكتيك خاص بأن يسيطروا على المناطق الحساسة، وعندهم إعلام غير منضبط يروج لهم بعمل شعارات جوفاء مثل الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، بينما نرى على أيديهم الموت لليمنيين.

وهل هناك عناصر إيرانية تحارب مع الحوثيين ضد الشعب اليمني؟

نعم هناك طيارون وخبراء من بعض الدول مثل أوكرانيا.. وأيضاً هناك ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وهناك خط جوي مفتوح من طهران يومياً وطائرتان تحملان الكثير من الأسلحة من الحرس الثوري والخبرات الإيرانية.

وخلال تواصلكم مع الأمين العام للجامعة العربية، ما التعهدات التي وعدكم بها؟

أكد الدكتور نبيل العربي، لنا دعمه الكامل لطلبنا بالتدخل العسكري العاجل.

Email