اشتدت العاصفة الثلجية التي حملت اسم «جنى» في الأردن وفلسطين و«ويندي» في لبنان أمس إذ غطت الثلوج مناطق عدة في الأراضي المحتلة والأردن ولبنان، حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير في أحوال جوية سيئة دفعت السلطات إلى إغلاق الطرق والمدارس ودعوة السكان إلى ملازمة بيوتهم، بينما أظهرت صور ثلوجاً متراكمة فوق رمال منطقة تبوك شمال غرب السعودية.

وغطى «البياض» معظم مناطق بلاد الشام مع تعمق المنخفض الجوي والعاصفة «جنى» واستمرار تساقط الثلوج حتى على المناطق التي يزيد ارتفاعها على 300 متر، ما أدى إلى قطع كثير من الطرق الرئيسية في الأردن ولبنان وفلسطين.

ووصلت سماكة الثلوج في مناطق أكثر من 30 سنتيمتراً، كما هو الحال في بعض مرتفعات الأراضي الفلسطينية.

وتعاملت وسائل الدفاع المدني في لبنان وفلسطين مع أكثر من 600 حالة إنقاذ وإجلاء ونقل بسبب انقطاع الطرق جراء الثلوج وتساقط الأمطار.

ففي الأراضي الفلسطينية، ومع وصول الموجة القطبية «جنى» ذروتها الليلة الماضي شهدت مدن الضفة الغربية تساقطاً كثيفاً للثلوج، وصلت سماكته في معظمها إلى 30 سنتيمتراً، فيما يستمر تساقط الثلوج حتى اليوم السبت كما توقع المرصد الجوي الفلسطيني.

وناشدت الشرطة الفلسطينيين عدم الخروج من منازلهم، في الوقت الذي أقام فيه الدفاع المدني الفلسطيني غرفاً خاصة للتعامل مع حالات الطوارئ.

وفي بيان، قال الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني لؤي بني عودة إن «عدد الحالات التي تم التعامل معها منذ مساء الخميس حتى صباح أمس أكثر من 250 حالة، معظمها حوادث سير ومركبات عالقة ونقل مرضى للمستشفيات وإخلاء منازل تسربت إليها المياه.

وحاولت الأجهزة المختصة من دفاع مدني ووزارة الأشغال فتح الطرق الرئيسية لتسهيل عمل طواقم الإنقاذ، بينما أعلنت شرطة الاحتلال إغلاق كافة الطرق الخارجية المؤدية إلى المدن الفلسطينية.

وفي لبنان، تساقطت الثلوج ابتداء من ارتفاع 300 متر، ما أدى إلى انقطاع معظم الطرق الجبلية بسبب كثافة الثلوج، بينما هطلت الأمطار وحبات البرد بكثافة على المناطق الساحلية.

وعملت فرق الإنقاذ والدفاع المدني على إجلاء وإنقاذ أكثر من 400 مدني خلال ساعات الليل، وحذرت القوى الأمنية المواطنين من سلوك الطرق الجبلية بسبب تكون طبقات من الجليد.

وأعلن وزير التربية إغلاق المدارس الخاصة والرسمية والجامعات ودور الحضانة يومي الجمعة والسبت في جميع المناطق اللبنانية.

أما في الأردن، فضربت العاصفة الثلجية «جنى» مناطق واسعة من البلاد، وأدت إلى تراكم الثلوج في مختلف المدن، وتسببت في شلل للحياة العامة، لا سيما في المدن الرئيسة.

وأدت «جنى» إلى إغلاق معظم الطرق الرئيسة، كما أغلقت الطرق الفرعية بالكامل، في حين غطت الثلوج معظم أنحاء العاصمة عمّان، وتسببت بإغلاق المحال التجارية.

ورغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في فتح الطرق والشوارع في العاصمة وغيرها من المدن، إلا أن كثافة الثلوج ما تلبث أن تؤدي إلى إغلاقها مرة أخرى، وأعلنت السلطات الرسمية حالة الطوارئ القصوى للتعامل مع الظروف الجوية الصعبة.

وأعلنت الجهات الرسمية، بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، خطة طوارئ لتقديم المساعدات للاجئين، حيث أقيمت 12 خيمة إيواء مركزية تتسع كل واحدة منها لأكثر من 300 لاجئ، وهي مجهزة بكامل الاحتياجات الغذائية ووسائل التدفئة.

أما في سوريا فتسببت العاصفة جنى في موجة برد قارس، حيث انخفضت درجات الحرارة بشدة، وسط توقعات بتساقط الثلوج على عدة مناطق من البلاد.

وامتدت آثار العاصفة إلى دول الخليج حيث غطى «الثوب الأبيض» تبوك (شمال غرب السعودية) وانتقل السعوديون إلى هذه المنطقة لأخذ صور تذكارية، وشهدت مناطق أخرى من المملكة تساقط أمطار غزيرة وثلوج على عدد من المناطق وسط انخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية.

وفي الكويت، توقفت الملاحة الجوية والبحرية لساعات قبل أن تعود لعملها من جديد، إذ أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني عودة حركة الملاحة الجوية في مطار الكويت الدولي إلى طبيعتها عقب تحسن مستوى الرؤية بعد أن توقف مدة من الزمن بسبب العاصفة الرملية التي تشهدها البلاد، فيما أعلنت مؤسسة الموانئ الكويتية توقف حركة الملاحة البحرية في الموانئ الثلاثة الشويخ والشعيبة والدوحة، وذلك لسوء الأحوال الجوية في البلاد بسبب عاصفة رملية شديدة.