السيسي: وراء الهجمات (أطراف خارجية) تريد كسر إرادة المصريين

طوارئ في سيناء والجيش يدك معاقل الإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أحدث التفجير الإرهابي شمال سيناء والذي أسقط أكثر من 30 شهيداً، تحوّلاً نوعياً في استراتيجية مصر لدحر التطرّف، إذ تمّ إعلان حالة الطوارئ ثلاثة شهور تزامناً مع حداد ثلاثة أيام على أرواح الشهداء، وفيما دشّن الجيش عملية أمنية قتل خلالها ثمانية من عناصر «أنصار بيت المقدس»، كشف الرئيس عبدالفتاح السيسي أنّ الهجوم الانتحاري وراءه «دعم خارجي» بهدف كسر إرادة مصر والمصريين.

وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس عن وجود «دعم خارجي» للهجوم الانتحاري الدامي الذي استهدف الجيش في سيناء. وقال السيسي إثر اجتماع مع كبار قادة الجيش بثه التلفزيون الرسمي، إنّ «العملية هذه وراءها دعم خارجي، هناك دعم خارجي تمّ تقديمه لتنفيذ العملية ضد جيش مصر بهذا الشكل». لكنه لم يذكر تحديداً الجهة التي دعمت الهجوم.

وأوضح السيسي أنّ «الهجوم هدفه كسر إرادة مصر والمصريين، ومعمول لكسر ارادة الجيش باعتباره عمود مصر»، مبيّناً أنّ «الشعب يقف مع جيشه وشرطته، ولكن الخطر الحقيقي أن يتدخل أحد بينهما، ولن يستطيع»، مردفاً: «نتحرك لإعادة الدولة المصرية إلى مكانتها ويزيد، وهذا ليس سهلاً».

إجراءات في الطريق

وطالب السيسي المصريين بالانتباه لما يحاك، قائلاً: «كنا متوقعين ذلك قبل الثالث من يوليو ونعرف أنّ هذا مشوار سنمضي فيه وسنواجهه في المستقبل، لا نريد أن نهتز هؤلاء الشهداء سقطوا لكي تبقى مصر، شهداء سقطوا وسوف يسقط شهداء».

وأشار السيسي إلى أنّ «إجراءات سيتم اتخاذها بخصوص المنطقة الحدودية مع قطاع غزّة»، مردفاً: «المنطقة الحدودية بيننا وبين القطاع لابد أن يتخذ فيها إجراء لانهاء هذه المشكلة من جذورها». وأبان أنّ إجراءات كثيرة ستؤخذ بشأن مشكلة رفح والمنطقة الحدودية خلال الفترة المقبلة.

فرض طوارئ

وقال التلفزيون الرسمي إنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرّر فرض حالة الطوارئ في محافظة شمال سيناء ثلاثة شهور بدءاً من صباح أمس. وأضاف في نبأ عاجل أنّ «السيسي قرّر أيضاً فرض حظر التجول يومياً من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة السابعة صباحاً في شمال سيناء طوال فترة الطوارئ».

تعهّد ثأر

بدوره، تعهّد مجلس الدفاع الوطني بمصر في اجتماعه برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالثأر لدماء «شهداء الوطن». وحضر الاجتماع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار قيادات المؤسسة العسكرية والمخابرات، للوقوف على مستجدات الأوضاع الداخلية والموقف الأمني في البلاد.

وحيّا المجلس بكل التقدير والعرفان أرواح أعز الرجال، شهداء مصر الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم طاهرة ذكية، وامتزجت دماؤهم بتراب الوطن دفاعاً عن عزة ورفعة مصر وأمن شعبها، ناعياً شهداء القوات المسلحة الذين سقطوا ضحية أعمال إرهابية خسيسة استهدفت عدة كمائن ونقاطاً عسكرية في شمال سيناء. وأصدر الرئيس المصري قراراً جمهورياً، بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد ثلاثة أيام على أرواح الشهداء.

استئصال إرهاب

في الأثناء، أكّد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من سيناء هذه البقعة الغالية من أرض مصر. وشدد المجلس في بيان أصدره أمس على أنّ «هذه الأعمال لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصراراً على اقتلاع جذور الإرهاب».

وانعقد المجلس بكامل هيئته في جلسة طارئة في ساعة مبكّرة من صباح أمس برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، إذ بدأ المجلس بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الأبرار، ثمّ استعرض تداعيات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء.

وأشار البيان إلى أنّ المجلس تابع ببالغ الاهتمام مجريات الأحداث وتطوّرات الأوضاع على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة وخاصة في سيناء، كما قام بدراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر. وتمّ تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء واستخلاص الدروس المستفادة والتي من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بصوره كافة في سائر أنحاء الجمهورية.

ضرب إرهاب

وعلى الفور، دشنّ الجيش وفق مصادر أمنية قانون الطورائ بسلسلة من الهجمات على أهداف تابعة لجماعة «أنصار بيت المقدس» في عدة مواقع في قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد بـ «مروحيات الأباتشي» العسكرية، مضيفة أنّ «ثمانية مسلّحين متشدّدين قتلوا في القصف الذي رافقه حملة دهم».

وانتشرت صباح أمس قوات كبيرة من الجيش والشرطة المصرية على جميع مداخل ومخارج محافظة شمال سيناء وعلى المناطق التي تمّ الإعلان عن حظر التجوال فيها منذ الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً. وانتشرت بالفعل قوات كبيرة عبر دوريات أمنية من المصفّحات والمجنزرات على طول الشوارع الرئيسية في شمال سيناء، وعلى كل مخارج سيناء وعند قناة السويس وعلى جميع نقاط الحدود المصرية مع إسرائيل وغزّة.

(الإخوان)..كلمة سر العمليات الإرهابية المتكرّرة في سيناء

شدّد خبراء على كون جماعة الإخوان المسلمين هي كلمة السر وراء تلك العمليات الإرهابية المتكررة. واستشهد الخبراء بما صرّح به عدد من أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي ..

وعناصر تنظيم الإخوان، خلال وبعد فض اعتصامهم برابعة العدوية وميدان نهضة مصر، من بينهم القيادي الإخواني محمد البلتاجي، إذ أكدوا آنذاك أنّ «العمليات الإرهابية في سيناء ستتوقف لدى عودة مرسي»، ما يؤكد ضلوع التنظيم الإخواني بصورة مباشرة في تلك العمليات الإرهابية.

دعم إخواني

ووفق ما ذكر مصدر قريب الصلة من عناصر وقيادات التنظيم الإخواني، فإن التنظيم يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في سيناء، سواءً مادياً، من خلال ما تقدمه الجماعة من تمويل لهم، أو من خلال تزويدهم بالعناصر المقاتلة للمشاركة في تلك العمليات الإرهابية، التي تخدم مصلحة تنظيم الإخوان في المقام الأول، لافتاً إلى أنّ «الجماعة تعتمد على هذه الكيانات الإرهابية، مثل «أجناد مصر» و«أنصار بيت المقدس» وغيرها، لتنفيذ مخططات الإخوان على الحدود المصرية.

استشهادات

في غضون ذلك، أشار حزب «الحركة الوطنية» المصرية في بيان له ، إلى تورّط تنظيم الإخوان المسلمين في تلك العمليات الإرهابية التي تحاك ضد مصر، مستشهداً بتصريحات سابقة أدلى بها القيادي الإخواني محمد البلتاجي، قال فيها إن العمليات الإرهابية في سيناء سوف تتوقّف عند عودة مرسي للحكم..

فضلًا عن العديد من التصريحات الأخرى لآخرين في هذا الإطار، ما يؤكد ضلوع تنظيم الإخوان في تلك العمليات الإجرامية، سواءً بالتنفيذ أو الدعم والتمويل. وفي هذا السياق، أكد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الليبرالي طارق تهامي 24، أنّه «لا يمكن أبداً استثناء مسؤولية الإخوان مما يحدث في سيناء»..

لافتاً إلى أن «الجماعة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تنامي وجود العناصر الإرهابية والجهادية في سيناء، وقد فتحوا لهم الحدود المصرية، التي باتت تعج بالإرهابيين»، وأردف قائلاً: «رغم عدم إمكانية الجزم بمسؤولية الإخوان المباشرة عن حادث الأمس، إلا أن الإخوان هم السبب الرئيسي في الإرهاب المنتشر في سيناء بصفة عامة».

لا مهادنة

نعى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، شهداء الوطن الذين راحوا ضحية حادث شمالي سيناء الإرهابي، مؤكدًا استمرار جهود الدولة في مواجهة الإرهاب ودحره.

ولفت محلب إلى أنّ »الشعب المصري كله، بل وكل الشعوب المحبة للسلام، تصطف في جبهة واحدة لمحاربة الإرهاب بكل صوره«، مشددًا على أنّ »المصريين منذ قيامهم بثورة يونيو المجيدة، بدأوا حربهم ضد الإرهاب، ويدفعون الثمن من دماء أبنائهم وأرواحهم«، مردفًا: »الدولة ستتخذ إجراءات حاسمة في مواجهة هذه الحرب القذرة، فلا مهادنة مع أعداء الأديان وخائني الأوطان«.

Email