البعض يرى الخطوة مهمة وآخرون يعتبرونها مضيعة للوقت

فقدان الأمل يدفع الفلسطينيين نحو مجلس الأمن

مُسنة فلسطينية تصرخ في وجه جنود الاحتلال الذين يمنعونها من زراعة أرضها التي مُنعت من دخولها عُنوة في الضفة إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

التعنت الإسرائيلي وفشل المفاوضات وفقدان الفلسطينيين الأمل في حل سياسي تفاوضي يؤسس لقيام دولة فلسطينية، دفع القيادة الفلسطينية لاتخاذ قرار الذهاب إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن نهاية الشهر الجاري باعتبار أن قراراته يمكن أن تكون ملزمة، ولكن تجربة الفلسطينيين تاريخياً في هذا الصدد تدفع للاعتقاد بأن الخطوة لن تكون إلا رمزية ومعنوية في إطار المواجــــهة مع إسرائيل، بل هنالك من ذهب إلى أنها لن تكون إلا مضيعة للوقت.

حق النقض «الفيتو» الأميركي سيكون حاضراً حال نجح الفلسطينيون بجمع الأصوات اللازمة لتمرير مشروع القرار العربي الذي يحمل مجلس الأمن مسؤولية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحديد فترة زمنية..

وهذا الفيتو الذي تجاوز استخدامه أكثر من 40 مرة لحماية لإسرائيل ومنع الأمم المتحدة من تمرير أي مشروع قرار استنادا للفصل السادس والفصل السابع اللذين يتيحان فرض عقوبات على إسرائيل، ما يجعل كل القرارات والبيانات الصادرة بشأن القضية الفلسطينية هي مجرد توصيات ليست ملزمة، رغم أهميتها بالنسبة للفلسطينيين.

 فمجلس الأمن أصدر العديد من القرارات والبيانات وتبنى مشاريع قرارات كثيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية، ومجمل هذه القرارات والبيانات تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي غير شرعي للأراضي الفلسطينية ودعا الى منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، إلا أنها جميعها غير ملزمة.

إصرار

وبالرغم من أن واشنطن لوحت أكثر من مرة باستخدام «الفيتو» حال طرح المشروع على مجلس الأمن، وحذرت الفلسطينيين مراراً من مغبة الإقدام على هذه الخطوة التي تم رفضها على لسان أكثر من مسؤول رسمي. إلا أن الفلسطينيين مصرون على الإقدام على هذه الخطوة، من باب أن مشروع القرار يعيد التأكيد على كل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات العلاقة..

ووجوب إنفاذ ميثاق جنيف الرابع لعام 1949 المتعلق بحماية المدنيين في وقت الحرب.

وبحسب ما يرى العديد من المراقبين فإن القيادة الفلسطينية على يقين بأن الخطوة ستفشلها واشنطن، ولكنها تريد المحاولة من باب أن توسع إطار الدول المساندة لمشروعها، سيكون في صالحها، كما أن تأجيل التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار مثل هذا القرار سيكون مبرراً

. كما سيكون هو المبرر للقيادة الفلسطينية أن تباشر في استكمال تقديم الانضمام لجميع المؤسسات والمواثيق والبروتوكولات والمعاهدات الدولية وعددها 522 وأن توقف السلطة الفلسطينية كل أشكال التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ..

وأن يدعو رئيس دولة فلسطين المحتلة إسرائيل إلى تحمل جميع مسؤولياتها، من باب أنه لم يعد للفلسطينيين ما يخسرونه. حسب ما أعلن أكثر من مسؤول فلسطيني وآخرهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

مضيعة للوقت

ومن هذا المنطلق، ورغم أن مراقبين يعتقدون أنها خطوة لا بد منها من أجل تحميل مجلس الأمن مسؤولياته، كذلك تسجيل مواقف سياسية، وتحميل الولايات المتحدة الأميركية مسؤوليتها الخاصة بفشل مسار السلام، خاصة في زمن التحولات العربية، ومحاربة «داعش»، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.

إلا أن الكاتب حسن عصفور يرى أن الخطوة ليست إلا مضيعة للوقت طالما أن النتيجة معروفة مسبقاً، وأنها فقط ستمنح واشنطن فرصة للتفكير للبحث عن مخرج، كما أنه فرصة للقيادة الفلسطينية للبحث عن مساومة مع الإدارة الأميركية، كي لا تصل إلى لحظة المواجهة.

فالمطلوب حسب عصفور أن يعيد الفلسطينيون ترتيب أوراقهم من أجل خوض معركة سياسية شاملة مع دولة الاحتلال، تكون بدايتها الذهاب إلى تعزيز مكانة دولة فلسطين، عبر سلسلة خطوات إجرائية، تبدأ بسحب الاعتراف بدولة الكيان، والطلب من الدولة العربية بشكل واضح تعليق الاتفاقات مع دولة الكيان، باعتبارها دولة إرهابية، وفقا لما ارتكبته من جرائم حرب آخرها ضد قطاع غزة، والعمل قانونيا على إدراجها كـدولة مطلوبة للعدالة».

الاتحاد

من الأبعاد المهمة في معركة الفلسطينيين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن تفعيل خيار قانون «الاتحاد من أجل السلام»، الذي بموجبه يمكن لفلسطين والدول العربية المدعومة دوليا تحويل مشروع القرار العربي إلى مجلس الأمن، وهنا قد تعقد جلسة طارئة، وفي حال حصول مشروع القرار على ثلثي الأصوات وفقا لقانون الاتحاد عندها يمكن التغلب على الفيتو الأميركي، ويصبح القرار ملزماً، ويحمل الأمم المتحدة مسؤوليات أكبر.

Email