استيلاء استيطاني جماعي على منازل سلوان

مستوطن يقتل طفلة فلسطينية دهساً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استشهدت طفلة فلسطينية وأصيبت ثانية بجروح حرجة دهساً بسيارة مستوطن إسرائيلي قرب رام الله في الضفة الغربية، واقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى مجدداً واشتبكوا مع محتجين فلسطينيين، في وقت تنشغل القدس المحتلة في التحقيق بواحدة من أكبر عمليات استيلاء الجمعيات الاستيطانية على المنازل في حي سلوان جنوبي الأقصى، حيث تنغمس في تتبع خيوط متشابكة ومعقدة لعملية بيع 25 بيتاً في الحي.

وذكرت مصادر فلسطينية أن مستوطناً دهس بسيارته طفلتين شقيقتين قرب بلدة سنجل شمال مدينة رام الله ما أدى إلى استشهاد إحداهما وإصابة الأخرى بجروح حرجة. وأكد الفلسطينيون أن المستوطن تعمد دهس الطفلتين بعد أن غير مسار سيارته باتجاههما عند بوابة القرية.

وندّدت محافظ رام الله والبيرة في السلطة الفلسطينية ليلى غنام بالجريمة، التي اعتبرت أنها «تأتي في سياق اعتداءات المستوطنين المتكررة على أبناء شعبنا، والتي تتطلب تدخلاً دولياً فورياً».

ولم يصدر تعقيب إسرائيلي على الحادثة، لكن عادة ما تدافع سلطات الاحتلال عن المستوطنين وتوفّر لهم الحماية ولا تلاحقهم قانونياً على جرائمهم بحق الفلسطينيين.

سلب منازل

وفي آخر فصول عمليات التهويد الصهيوني لمدينة القدس المحتلة، كشف أمس عن واحدة من أكبر عمليات الاستيلاء على البيوت من قبل الجمعيات الاستيطانية في حي سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وينغمس المقدسيون في تتبع خيوط متشابكة ومعقدة لعملية بيع 25 بيتاً في سبع عمارات سكنية متفرقة أصبحت تحت سيطرة جمعية «العاد الاستيطانية» بفعل النصب والاحتيال، بمساعدة أياد فلسطينية ضلّلت أصحاب البيوت الفلسطينيين بارتدائها عباءة الدين.

سلسلة بيع طويلة

وتسود الشارع الفلسطيني عامةً والمقدسي منه خاصةً حالة من الذهول لضخامة العملية، وما تكشف من تفاصيلها القليلة لاسيما الوسيط الأول الذي جرد الأهالي من بيوتهم بعد أن وثقوا به، لتصبح عمليات البيع والشراء بعدها اسهل حتى وصلت لملكية «العاد الاستيطانية».

اقتحام «الأقصى»

وفي القدس المحتلة، شدّدت شرطة الاحتلال والحراس الفلسطينيون الحراسة على باحة المسجد الأقصى وسط تصاعد التوترات في المدينة المقدّسة، حيث دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدفاع عن الأقصى «بأي طريقة».

واندلعت اشتباكات عندما حاول متطرّفون اقتحام الحرم القدسي الذي يسمونه «جبل الهيكل» خلال أعياد اليهود ما أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون ذلك جزءاً من مخطط إسرائيلي لتغيير الوضع الراهن.

وتجمع مستوطنون لاقتحام المكان، ورافقتهم شرطة الاحتلال، وهم يتمتمون بصلوات في حين منعتهم من أداء صلوات علنية أو الانحناء على الأرض. وعند مرورهم أمام المسجد الأقصى حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال ومحتجين فلسطينيين الأسبوع الماضي كبّرت مجموعة من النساء. وقال فلسطيني يجلس بالجوار تحت ظلال بعض أشجار السرو «هذا استفزاز... يحاولون إرباكنا وأن يجعلونا نتوتر. هذه المنطقة بأكملها تخص المسلمين».

هدما منزليهما بأيديهما

وفي جديد سياسة التعسّف، أجبرت بلدية الاحتلال مواطنيْن مقدسيين على هدم منزليهما بأيديهما في حي رأس العامود بذريعة البناء من دون ترخيص.

واضطر سمير جمال مسودة وأمين عبدالحق على تنفيذ قرار بلدية الاحتلال القاضي بهدم منزليهما تفادياً لدفع غرامات مالية وتكاليف عملية الهدم التي تنفذها جرافات البلدية. وأوضح نائل عبدالحق ان عمه أمين هدم جزءاً من منزله بيده.

وفي سياق متصل هدم سمير مسودة منزله بيده، بعدما فرضت البلدية مخالفة بناء من دون ترخيص قيمتها 25 ألف شيكل، واضطر لدفعها كاملة.

مواجهات في سلفيت

في الأثناء، وقعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة سلفيت وسيرت دورياتها وسط شارع الداخلية المكتظ ما ادى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالة اختناق من بينهم صحافي.

وتعمّدت قوات الاحتلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية ما أدى إلى وقوع إصابات وحالات اختناق من بينهم الصحافي خالد معالي خلال تغطيته للمواجهات. ورشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، وهتفوا ضد مواصلة الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الـ 36 ساعة الماضية ما يربو على 20 شخصاً. وجرت الاعتقالات في مناطق الخليل وبيت لحم ورام الله وقلقيلية.

تغيير الوضع الراهن

وفي الشهور الأخيرة قاد موشي فيغلين العضو الأشد تطرّفاً في «الكنيست»، وهو من حزب الليكود الذي ينتمي له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مساع لتشجيع اليهود على زيارة المسجد الأقصى والصلاة هناك رغم أن التوراة تحظر ذلك. وهدفه هو إسقاط اتفاقات ترجع إلى حرب 1967 عندما احتلت إسرائيل مدينة القدس القديمة بما في ذلك المسجد الأقصى قبل تسليم مسؤولية إدارة الموقع إلى السلطات الإسلامية.

Email