تقارير «البيان»

شكوك تكتنف عملية اغتيال القواسمي وأبوعيشة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاجأ جيش الاحتلال الفلسطينيين بتنفيذه عملية اغتيال وسط مدينة الخليل طالت الناشطين في حركة حماس مروان القواسمي وعامر أبوعيشة، وهما متّهمان، إسرائيلياً، بخطف وقتل المستوطنين الثلاثة قبل بضعة شهور.

وجاءت هذه الجريمة متزامنة مع توجه الوفد الفلسطيني إلى القاهرة لحضور اللقاء الأول للمفاوضات غير المباشرة قبل يومين فقط من الموعد المحدد لانتهاء فترة الهدنة (شهر)، الأمر الذي أوشك على نسف المفاوضات.

ووصف شهود عيان لـ «البيان» عملية الاغتيال بالجريمة نظراً لاستخدام قوات الاحتلال قذائف في قصف المنزل الذي تواجد فيه القواسمي وأبوعيشة، ما ألحق أضراراً بالغةً فيه، وأدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص القريبين من المكان واستشهاد أحدهم متأثراً بجروحه بعد ساعات من تنفيذ العلمية، فضلاً عن اعتقال عدد من الفلسطينيين الآخرين في المنطقة.

تضليل

من جهته أوضح المحلل السياسي عبدالله البوم لـ «البيان» أن عملية اغتيال إسرائيل لشهيدين بطريقة وحشية وعدم تكلفهم عناء محاولة أسرهم تثير العديد من الشكوك في مقدمتها عدم إعطاء الفرصة للتحقيق في ظل عدم امتلاك سلطات الاحتلال أدلة على ادعائهم مسؤولية الشهيدين عن اختفاء المستوطنين الثلاثة.

مضيفاً «هذه العلمية بمثابة حرق لملف القضية التي تعتريها الشكوك منذ اليوم الأول، وإسرائيل تكون بذلك قد بدأت تضليلها بجريمة وغطت على تضليلها بجريمة أخرى».

وحول قرار الوفد مواصلة المفاوضات بعد إعلانه أنه يدرس الانسحاب منها كشفت مصادر فلسطينية لـ «البيان» من القاهرة أن مشاورات الوفد الفلسطيني توصلت لهذا القرار بعد نقاش مطول خلص الوفد فيه بالإجماع إلى أن الانسحاب في هذا التوقيت يحقق لإسرائيل غايتها وهدفها من تنفيذ العملية للتهرب من المطالب الفلسطينية والاستحقاقات المترتبة عليها.

عملية مفبركة

ويقول مدير نادي الأسير قدورة فارس لـ «البيان» إن الشكل الذي أخرجت فيه إسرائيل الرواية ليس بالضرورة صحيحاً، مضيفاً «قد تكون إسرائيل تمكنت من اعتقالهم والتحقيق معهم في الماضي وفبركت العملية» معتبراً أن قصف البيت بالقذائف مؤشر على ذلك بهدف محو أي دلائل تناقض روايتها.

 وتابع قائلاً «سيناريو أن تكون إسرائيل اعتقلتهم بشكل سري وحقّقت معهم وقتلتهم ووضعتهم في بيت وقصفته بهذه الطريقة محتمل جداً».

وعلى صعيد الانسحاب من المفاوضات أو مواصلتها شدّد على أن الوفد الفلسطيني يجب أن يتجنب القرارات ذات البعد الرمزي لمصلحة قرارات لها مضمون عملي. وأضاف «المفاوضات فيها مصلحة لنا لأنها تأتي من خلال وفد موحد، وإسرائيل هي التي تريد أن تتهرب من المطالب الفلسطينية، لذلك لنا مصلحة في هذه المفاوضات بشرط أن لا تكون مفتوحة بلا سقف».

مستوطنات بلا كهرباء

سقط الخط العلوي الذي يزود مستوطنات جبل الخليل بالكهرباء تلاه سقوط ثلاثة أعمدة كهربائية في عملية تشتبه قوات الاحتلال بتنفيذها أمس على يد مجموعة فلسطينية من سكان المنطقة رداً على اغتيال القياديين مروان القواسمي وعامر أبوعيشة.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن شركة الكهرباء تستعد لمواجهات عمليات استهداف أخرى لشبكة الكهرباء التي تغذي المستوطنات. بيت لحم - معا

Email