سقوط صنعاء بيد الحوثيين وتوقيع اتفاق الحل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى الوضع الأمني المضطرب في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، على مشهدين مختلفين تمثلا بتوقيع اتفاق حل الأزمة من جهة وسقوط مقار الدولة الحساسة كمباني وزارتي الصحة والإعلام والحكومة والبرلمان والبنك المركزي والإذاعة ومعسكرات الجيش بيد الحوثيين من دون مقاومة إثر انسحاب حراساتها.

فيما زاد من تعقيد الأحداث تقديم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه استقالته مشفوعةً بانتقادات إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، تلاها بيانان متناقضان من وزارتي الدفاع، التي دعت منتسبي الوحدات العسكرية إلى «البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية»، والداخلية التي حضت الأجهزة الأمنية على التعاون مع المتمردين.

وانهارت مقاومة الجيش اليمني بصورة درامية، أمس، حيث ذكرت مصادر عسكرية لـ«البيان» أن «المسلحين تمكنوا من السيطرة على مقرات قيادة الفرقة السادسة والفرقة الأولى المدرع وقيادة اللواء الرابع حرس رئاسي والقيادة العليا للقوات المسلحة ودائرة التوجيه المعنوي التي يبث التلفزيون الحكومي منها، حيث سلم أفراد الحراسة المباني من دون مقاومة».

واستولى هؤلاء على كميات كبيرة من الأسلحة بعد سقوط مقر الفرقة الرابعة وسط صنعاء.وبالمثل، سلم أفراد حراسة إذاعة صنعاء ورئاسة الوزراء ووزارتي الصحة والإعلام مواقعهم من دون قتال وغادروا المكان.

كما سيطر الحوثيون على جامعة الإيمان الدينية التي يمتلكها رجل الدين النافذ عبد المجيد الزنداني والبنك المركزي والبرلمان والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، في وقتٍ دارت معارك عنيفة حول مقر وزارة الدفاع.

بنود الاتفاق

ووسط هذه الأجواء، عقد الرئيس عبدربه منصور هادي لقاءً مع مستشاريه وممثلي الأحزاب والقوى السياسية بمن فيهم المتمردون حضره المبعوث الأممي جمال بنعمر لبحث التطورات المتسارعة، أعقبه إعلان رسمي بتوقيع اتفاق حل الأزمة في دار الرئاسة والذي سبق وتأجل مرتين منذ نشوب الاضطرابات في 14 أغسطس الماضي.

إلا أن الحوثيين رفضوا ملحقا ينص على بسط سيطرة الدولة على كافة المناطق وإلزام كافة الجهات بتسليم الأسلحة التي نهبت من الدولة.من جهته رفض التنظيم الناصري التوقيع على الاتفاق بالمجمل.

وعقب التوقيع أعلن الرئيس هادي وقفا شاملا لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد في حين أعلنت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تأييدهم وانضمامهم لما أسموها ثورة الشعب ضد الفساد .

وقال الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الاتفاق ينص على إلغاء ألف ريال من سعر 20 لتر من البترول والبنزين من ثم تتولى لجنة اقتصادية دراسة إلغاء بقية الزيادة .ويتضمن الاتفاق تعيين هادي مستشارين له من الحوثيين والحراك الجنوبي.

استقالة باسندوه

وليزداد المشهد تعقيداً، استبق رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه قرار إقالته من منصبه واجتماع هادي بممثلي القوى السياسية ووزع استقالة اتهم فيها الأخير بالتفرد بالحكم. وذكر باسندوه في استقالته أنه قررها «حتى يتيح الفرصة لإنجاح أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الحوثيين والرئيس وحتى لا يعتبر البقاء في الموقع عائقاً أمام إنجاحه».

وأشار إلى أنه «على الرغم من أن المبادرة الخليجية (اتفاق انتقال السلطة) وآليتها المزمنة نصتا على الشراكة بيني وبين الأخ الرئيس في قيادة الدولة، لكن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة فقط ريثما جرى التفرد بالسلطة، لدرجة أنني والحكومة أصبحنا بعدها لا نعلم أي شيء لا عن الأوضاع الأمنية والعسكرية ولا عن علاقات بلادنا بالدول الأخرى».

لكن وكالة الأنباء الرسمية نقلت عن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية استغرابه لما تناولته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن استقالة باسندوه، مشيرة إلى أن هادي «لم يتسلم أي طلب استقالة، ولذلك مازالت الحكومة قائمة».

الأحمر والزنداني

وكان لافتاً في ظل التطورات المتسارعة استهداف المتمردين قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً ومستشار الرئاسة لشؤون الدفاع اللواء علي محسن الأحمر، والذي تعد الفرقة الأولى مدرع واللواء الرابع حماية رئاسية من القوات الموالية له، ورجل الدين السلفي النافذ عبدالمجيد الزنداني.

وفيما قال أحد السكان في المنطقة إنه أحصى عشر جثث على الأقل لستة مسلحين وأربعة جنود قتلوا في معارك متفرقة، تبين لاحقاً أن اللواء الأحمر تمكن من الفرار من مقر الفرقة الأولى مدرع ليعلنه الحوثيون «مطلوباً للعدالة».

مناشدة الدفاع

وعلى إثر فرار المئات من الجنود من مواقعهم، دعت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في إطار أمانة العاصمة وما حولها إلى «البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها كونها من ممتلكات الشعب».

مناشدة الداخلية

وعلى النقيض، دعا وزير الداخلية عبده حسين الترب في بيان الأجهزة الأمنية الى التعاون وعدم مواجهة الحوثيين.

كما دعا العاملين في الوزارة الى «التعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكاً لكل أبناء الشعب، واعتبار أنصار الله أصدقاء الشرطة».

«الخارجية» تحذر مواطني الدولة من السفر إلى اليمن

Email