الاتهامات تُلاحق «الإخوان» و«بيت المقدس» وسط إدانات عربية ودولية

انفجار قرب «الخارجية» المصرية يقتل ويجرح 9 جنود

ت + ت - الحجم الطبيعي

هزّ انفجار عنيف مُحيط وزارة الخارجية المصرية، الواقع في منطقة كورنيش النيل في قلب العاصمة المصرية القاهرة، ما خلف عدداً من الضحايا وأثار الذعر بين المصريين خاصة أنه يتزامن مع بدء اليوم الأول في العام الدراسي، ما استدعى استنفاراً أمنياً واسعاً، متزامناً مع استنكار شعبي وسياسي عربي ودولي واسع لـ«الهجوم الجبان».

وقع الانفجار، صباح أمس، وهو اليوم الذي انتظمت فيه العملية الدراسية بجميع مدارس مصر، كما أنه ذاته اليوم الذي بدأ فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول زيارة رسمية للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، الأمر الذي دفع مراقبين للتأكيد على أن تلك العملية الإرهابية جاءت من في محاولة لإحراج السيسي أمام المجتمع الدولي.

وقال مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية اللواء عبدالفتاح عثمان إنه «في حوالي الساعة 10.45 انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع 26 يوليو بالقرب من تقاطعه مع شارع الكورنيش دائرة قسم شرطة بولاق أبوالعلا .

وأسفر ذلك عن استشهاد المقدم خالد سعفان من قوة مديرية أمن القاهرة في موقع الحادث واستشهاد المقدم محمد أبو سريع من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة متأثراً بإصابته داخل المستشفى وإصابة ستة مجندين ومدني تصادف مروره في المكان».

وأفادت وزارة الخارجية أن مجنداً آخر سقط في الهجوم.

وقال مصدر أمني إن المعاينة المبدئية تشير إلى أن القنبلة تم زرعها ليلا في شجرة في مكان اعتادت قوات التأمين الوقوف بجواره بصفة دائمة. وأضاف أن خبراء المفرقعات تمكنوا من إبطال مفعول قنبلة أخرى كانت على بعد أمتار من القنبلة التي انفجرت.

وأخلت السلطات خمس مدارس مجاورة لمبنى الخارجية عقب الانفجار.

وعرض التلفزيون المصري لقطات تظهر أوراق جرائد تغطي آثار دماء على ما يبدو وشجرة مقطوعة سقطت فوق سيارة بموقع الانفجار.

وأكد مدير إدارة الحماية المدنية والمفرقعات بالقاهرة اللواء علاء عبدالظاهر، في تصريحات لـ«البيان»، أن الهدف من تلك العمليات الإرهابية هو ترويع المصريين، نافياً أن تؤثر تلك العملية، التي جاءت بالتزامن مع بدء العام الدراسي، على العملية التعليمية.

وأكد أن العملية الإرهابية تتشابه في تفاصيلها مع العمليات السابقة، ما يؤكد أن تلك الجماعات المتورطة في القيام بتلك العمليات هي نفسها التي قامت بالعملية الحالية، في إشارة لتنظيم الإخوان المسلمين وجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.

في الأثناء، شهد «حي ثاني المحلة» وجود قنبلتين مُعدتين للتفجير، نجحت قوات الأمن في التعامل مع واحدة منهما وتفكيكها، بينما انفجرت واحدة دون إصابات، بينما عثرت قوات الأمن على 3 قنابل أخرى في مدينة طنطا، بمحافظة الغربية أيضاً، انفجرت واحدة منها أمام شركة الغزل والنسيج، من دون أن تسفر عن وقوع أي إصابات، كما انفجرت أخرى أمام الجامعة العمالية في المحافظة.

وفي الجيزة، أحبطت أجهزة الأمن محاولة إرهابية لتفجير قنابل عدة بالقرب من محطات كهرباء بالعياط.

إدانات

وأدان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، الحادث الإرهابي، مؤكداً أن تلك العمليات تستهدف «إحباط عزيمة الشعب»، في وقت كان يتابع فيه الموقف لحظة بلحظة مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بينما أدانت قوى سياسية وأحزاب مصرية ذلك الحادث، لافتة إلى أن أصابع الاتهام تشير إلى جماعة الإخوان بالتورط فيه.

وذكرت الخارجية المصرية إن الأحداث الإرهابية «لن تفت في عضد الدولة المصرية وأجهزتها». وأكدت في بيان أن تلك الأحداث لن تثني أجهزة الدولة «عن ممارسة دورها في محاربة الجماعات المتطرفة واستئصال الإرهاب من المجتمع المصري».

كما أدانت السفارة الأميركية في القاهرة بأشد العبارات الانفجار، ووصفته في بيان بـ«الهجوم الجبان» مضيفة أن «الولايات المتحدة تقف بجوار مصر لتحقيق هدفنا المشترك في إلحاق الهزيمة بالإرهاب».

وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر جيمس موران، عن خالص مواساته لأهالي ضحايا الانفجار، في الوقت الذي أكد فيه إدانة الاتحاد للإرهاب بشتى أشكاله، كما أدان مفتي الجمهورية د. شوقي علام، التفجير الإرهابي، مؤكداً أن التفجير أدى إلى إزهاق للأرواح وسفك للدماء وترويع للآمنين، واصفاً الواقفين خلفه بالمفسدين في الأرض. وأضاف أن الإسلام بريء من هؤلاء الإرهابيين.

كما أدان وزير الخارجية البريطاني فيليب هامون الحادث. وأعرب عن تعاطف بلاده مع عائلات وأصدقاء الضحايا. وأضاف أن «المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة المصرية لهزيمة الإرهاب».

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الانفجار بـ«الإرهابي»، معرباً عن تأييده لجهود السلطات المصرية بتعقب وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة بشكل عاجل.

وأكدت مملكة البحرين «دعمها الكامل لمصر، وخاصة فيما تتخذه من إجراءات لمحاربة مرتكبي هذه العمليات الإجرامية البشعة والجبانة، وتؤكد أيضاً على مواقفها الثابتة في ضرورة دحر الإرهاب والإرهابيين بكل حزم وقوة، والتخلص من هذه الآفة».

من جانبه، أمر النائب العام المستشار هشام بركات، بتكليف فريق من أعضاء نيابة بولاق أبو العلا، بالتحقيق في الانفجار، موضحاً في بيان، أنه كلف فريقاً من أعضاء النيابة العامة ببدء إجراءات التحقيق، إضافة إلى تكليف الطب الشرعي بسرعة توقيع الكشف على جثامين الضحايا.

واستنكر الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي، التفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من شارع 26 يوليو، مؤكداً أن هدفه هو ترويع المصريين وإظهار أن البلد ليست آمنة، خاصة وأنه يتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، لافتاً إلى أنه لن يخرج خارج دائرة جماعة الإخوان الإرهابية.

وقال إن وقوع الانفجار بالتزامن مع سفر الرئيس إلى الولايات المتحدة «يهدف لإحراجه، لكن الرئيس لا ولن يوضع في موقف إحراج بذلك؛ حيث إن التفجير يعتبر شهادة له أمام زعماء العالم بأن مصر في حالة حرب مع الإرهاب، ورسالة ضمنية إلى أميركا نفسها لتصحيح مفاهيمها وسياستها تجاه مصر، وعدم الكيل بمكيالين».

عنف

نظم العشرات من طلاب جماعة الإخوان بجامعة القاهرة، أمس، تظاهرة طلابية انطلقت من أمام كلية الآداب باتجاه مبنى القبة الرئيسي للجامعة، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المحبوسين، ورفضا لقرارات الجامعة الخاصة بحظر العمل الحزبي بها.

وردد الطلاب الهتافات المسيئة للقوات المسلحة والشرطة والرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الجامعة د. جابر نصار. وأطلقوا المفرقعات وحطموا أقفال البوابة الرئيسية للجامعة، ونقلوا تظاهرهم إلى الشارع الرئيسي قبل أن تحاصرهم قوات الأمن وتعيدهم للداخل.

مقتل 6 جنود مصريين بسقوط طائرة عسكرية جنوب القاهرة

 

قتل ستة جنود مصريين وأصيب آخر أمس، جراء سقوط طائرة نقل عسكرية خلال تدريب في محافظة الفيوم جنوبي القاهرة.

وأعلن الناطق باسم الجيش المصري العقيد أحمد سمير أن ستة جنود قتلوا وأصيب آخر بسقوط طائرة نقل عسكرية نتيجة عطل فني مفاجئ أثناء قيامها بمهمة تدريبية أمس.

وقال في بيان عبر صفحته في «فيسبوك» إنه «أثناء تنفيذ إحدى المهام التدريبية، حدث عطل فني لطائرة نقل عسكرية ما أدى إلى سقوطها في منطقة كوم أوشيم بمحافظة الفيوم (100 كيلومتر جنوب القاهرة)».

وأوضح أن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي أمر بـتشكيل لجنة للوقوف على أسباب الحادث. ونعت القوات المسلحة، في بيان، ضحايا الحادث.

وأكد مصدر عسكري لفضائية «سي بي سي إكسترا» أن الطائرة من طراز «إم أي 17» وسقطت في الفيوم بعد إقلاعها من مطار بني سويف.

وأفاد أن 6 عسكريين قتلوا في الحادث، إضافة إلى إصابة عسكري آخر.

Email