تحتفل غداً بالذكرى 84 لليوم الوطني في ظل إصلاحات واسعة ودور مركزي

السعودية.. إنجازات سياسية وتنموية مشهودة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل المملكة العربية السعودية غداً الثلاثاء بعيدها الوطني 84 في ظل إنجازات سياسية وتنموية مشهودة، شهدت تصاعداً كبيراً في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ففي 23 سبتمبر 1932، أتم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود جمع شتات معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية ووحد مختلف مناطقها تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وأعلن قيام المملكة العربية السعودية.

ويستعيد أبناء المملكة ذكرى توحيد البلاد وهم يعيشون واقعاً جديداً خطط له خادم الحرمين الشريفين ليكون حافلاً بالمشاريع الإصلاحية، بدءاً بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء، مروراً بالإصلاح الاقتصادي، وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية.

كما يستذكر أبناء المملكة هذه الذكرى باعتزاز وتقدير للملك عبد العزيز الذي عمل على تحقيقها بوحدة أصيلة حققت الأمن والأمان لمواطنيها.

وأسهم ملوك السعودية السابقين في إحداث تحولات تنموية عملاقة أسست لبناء دولة حديثة تلعب دوراً محورياً وأساسياً في السياسة الدولية بعد أن حققت لمواطنيها في الداخل الرفاهية والرقي.

ويأتي الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام وقد حققت المملكة إنجازات كبرى وشهدت تحولات ضخمة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والصحية والزراعية والصناعية والتعليمية والاجتماعية، ما جعل السعودية تتمتع بمكانة كبيرة في المحافل العربية والإسلامية والإقليمية والدولية.

كما أن للرياض إسهامات عالمية بارزة تتناسب مع رسالتها في المحافل العربية والإقليمية والدولية سياسياً واقتصادياً، الأمر الذي جعلها رقماً مهماً في السياسة الدولية لا يمكن تجاوزه خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية.

الحرمان الشريفان

ومنذ العام 2005، حينما تولى الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية، لفتت المملكة انتباه القائمين على متابعة السياسات التنموية العالمية، إذ خطت السعودية خطوات متسارعة في تنفيذ الخطط والمشاريع الإنمائية العملاقة مما حدا بها الوقوف في الصفوف الأمامية إلى جانب الدول المتقدمة.

ففي مشروعات توسعة الحرمين الشريفين، خصص الملك عبد الله بن عبد العزيز مبلغ 25 مليار دولار لإنجاز أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام لزيادة طاقته الاستيعابية إلى ما يقرب من مليون ومئتي ألف مصل.

كما يجري تنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى ما يقارب مليون وستمائة ألف مصل، بالإضافة إلى مشروع سقيا زمزم لتعبئة وتخزين مياه زمزم وتسهيل وصولها للحجاج والمعتمرين بمبلغ مئة مليون دولار.

ويعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات التي تم تنفيذها في مشعر منى حيث بلغت تكلفته أكثر من مليار دولار وتبلغ طاقته الاستيعابية ثلاثمائة ألف حاج في الساعة، فيما يعتبر قطار المشاعر المقدسة الذي يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بتكلفة تقارب المليار دولار من أكبر الإنجازات لراحة الحجاج والمعتمرين.

المجالات التنموية

وفي المجالات التنموية والاقتصادية، تشهد المملكة في عهد خادم الحرمين مشاريع تنموية عملاقة، حيث وافق مجلس الوزراء على خطة التنمية للفترة من 2010 إلى 2014 بميزانية إجمالية تبلغ أكثر من 385 مليار دولار.

واحتلت المملكة المرتبة الثالثة على المستوى العربي و24 عالمياً في مؤشر التنافسية الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2014- 2015 والذي يعد من أهم مؤشرات قياس التنافسية الاقتصادية.

التعليم والرياضة

وفي الجانب التعليمي، تحقق للشعب السعودي في عهد خادم الحرمين العديد من الإنجازات المهمة إذ تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثماني جامعات إلى ما يقارب 30، فضلاً عن افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وجامعة الأميرة نورة أكبر جامعة للبنات في العالم، إلى جانب وضع حجر الأساس لـ16 مدينة جامعية جديدة مكونة من 166 كلية بكلفة 18.5 مليار ريال.

كذلك، لم تألو القيادة السعودية جهداً في دعم قطاع الشباب والرياضة إذ ارتفع عدد الأندية الرياضية إلى 156 نادياً، كما وصلت الاتحادات الرياضية إلى 22 اتحاداً. وتم إنشاء وافتتاح 21 بيتاً للشباب و4 ساحات شعبية و17 مركزاً رياضياً وثقافياً و13 مدينة رياضية متكاملة في مختلف المحافظات السعودية.

دور المرأة

وتوالت القرارات والأوامر لخادم الحرمين الشريفين والتي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية وجعلها شريكاً أساسياً في برامج التنمية، حيث أعاد تشكيل مجلس الشورى وعيّن 30 سيدة في المجلس لأول مرة في تاريخ المملكة بنسبة 20 في المئة من أعضاء المجلس. كما أعطى للمرأة الحق في الترشح والتصويت في انتخابات المجالس البلدية.

وتقلدت العديد من السعوديات مناصب عليا، فكانت الدكتورة نورة الفايز أول امرأة تعيّن في منصب نائب وزير، فضلاً عن تعيين عدد من النساء في منصب وكيل وزارة. واستفادت النسوة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، حيث قفزت أعداد الإناث السعوديات الدارسات في الخارج من أربعة آلاف إلى 27500.

مكافحة الإرهاب

أمنياً، وضعت المملكة منذ وقت مبكر قدراتها الأمنية في مواجهة الإرهاب من أجل خدمة الأمن والسلم العالميين وهو جهد لا يمكن لأحد إنكاره، فكانت وراء إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في نيويورك، حيث مقر الأمم المتحدة.

وتحدث الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمته الأخيرة عن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع في مواجهة الإرهاب وأفكاره وتحركاته، مطالباً بتفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وتبرع بمبلغ 200 مليون دولار لتفعيل مركز الأمم المتحدة.

كما سبق للمملكة أن حذرت أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية من احتمال وقوع هجمات إرهابية مع تفاصيل عن تلك الهجمات والتي عرفت فيما بعد بـ«الطرود المفخخة».

وجاء إعلان الرياض واضحاً في مواجهة كل منابع الإرهاب من تنظيم القاعدة وفروعها المختلفة وجماعة الإخوان إضافة لحزب الله السعودي وجماعة الحوثيين، بوصفها تنظيمات إرهابية، يحظر الانتماء إليها ودعمها أو التعاطف معها أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها سواء داخل البلاد أو خارجها.

وبالتوازي، أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً بتغليظ عقوبة من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة ليعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة أعوام ولا تزيد على عشرين.

حوار وسلم

كذلك، أعلنت السعودية عدداً من المبادرات، حيث دعت خلال افتتاح القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره في الرياض، وأكدت ضرورة «التضامن والتسامح والاعتدال» و«نبذ التفرقة» ومحاربة «الغلو والفتن».

ثم أطلقت الرياض، تأكيداً على دورها المركزي، مبادرة الحوار بين الأديان والثقافات في المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان. وفي أكتوبر 2011، تم توقيع اتفاقية إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار في فيينا، والذي تم افتتاحه رسمياً في نوفمبر 2012.

Email