برعاية الأمم المتحدة ويضمن دوراً قيادياً للسلطة

اتفاق يطلق قطار إعادة الإعمار في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

أعلنت الأمم المتحدة توصّل السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال لاتفاق للسماح ببدء أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة الذي مزقته الحرب مع مراقبة المنظمة الدولية لاستخدام المواد، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية أمس من أنه من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية «ستبقى المنطقة معرضة لمزيد من الفوضى والتفكك».

فيما يستعد الرئيس محمود عباس للتوجه بعد غد الجمعة إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في محاولة لإقناعه بدعم الخطة الفلسطينية الرامية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط روبرت سري أمس، لمجلس الأمن الدولي إن الأمم المتحدة توسطت في الاتفاق «لإتاحة العمل على النطاق اللازم في القطاع بما يشمل القطاع الخاص في غزة واعطاء دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهد اعادة الإعمار مع تقديم تأكيدات أمنية من خلال مراقبة الأمم المتحدة على أن تلك المواد لن تحول عن غرضها المدني الكامل».

وقال إن الأمم المتحدة توسطت في الاتفاق حول دخول واردات مواد البناء الى غزة لضمان عدم استخدامها من قبل مسلحي «حماس» لأغراض أخرى. وأضاف ان الاتفاق حول مراقبة امدادات مواد البناء «يجب ان يتم تنفيذه فورا دون تأخير».

مفاوضات القاهرة

يأتي إعلان سيري فيما توقع مسؤول فلسطيني أمس، استئناف مفاوضات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الأسبوع المقبل.

وقال قيس عبد الكريم عضو الوفد الفلسطيني الموحد لمباحثات التهدئة في القاهرة إنه «لم يتم حتى الآن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات لكن من المتوقع أن يتم ذلك خلال الأسبوع المقبل». وأضاف أن «مهلة الشهر على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار حسب

المتفق عليه تنتهي في الخامس والعشرين من هذا الشهر، ويفترض أن يتم استئناف المفاوضات قبل هذا الموعد». وأشار إلى وجود «تواصل مستمر مع المصريين بشأن تحديد موعد استئناف المفاوضات، وهم أبلغونا بتأكيد الإسرائيليين التزامهم باستئناف هذه المفاوضات».

تهرب إسرائيل

لكن عبد الكريم أعرب عن «التخوف من تهرب إسرائيل من المفاوضات وأن تستفيد في ذلك من الخلافات الفلسطينية الداخلية التي ظهرت أخيرا بين حركتي فتح وحماس من أجل التهرب من تلك المفاوضات».

وقال بهذا الصدد: «يمكن أن تستغل الخلافات الفلسطينية الداخلية من أجل تمكين إسرائيل من موجبات واستحقاقات استئناف المفاوضات وهو ما يجب التنبه له».

وحول جدول أعمال المفاوضات في القاهرة، ذكر عبد الكريم أنه يفترض أن يركز على القضايا المؤجلة من اتفاق وقف إطلاق النار وهي قضايا المطار والميناء والأسرى.

وتابع: «لكن في ضوء عدم تنفيذ إسرائيل لبعض الاستحقاقات التي تم الاتفاق عليها عند إعلان وقف إطلاق النار خاصة ما يتعلق بإدخال مواد البناء الضرورية للإعمار فمن الممكن أن تكون هذه النقطة أبرز النقاط في جدول أعمال المفاوضات والأكثر إلحاحا خاصة أنها تمس بمصالح عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة».

الاحتلال هو السبب

وفي هذه الأثناء، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن «التغييرات الجارية في المنطقة إلى جانب التحالفات الجديدة ستؤدي إلى تغيير في ميزان القوى على الأرض».

وأضاف أنه «ما دام هدفها (التحالفات الجديدة) محاربة الإرهاب، فإن المطلوب أولاً تحالف دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون ذلك فإن المنطقة معرضة لمزيد من الفوضى والتفكك».

واعتبر أن «التغييرات والأخطار القائمة في المنطقة سببها الاحتلال الإسرائيلي واستمراره، ومن دون حل يرضى به الفلسطينيون والعرب فلن يتحقق الأمن والاستقرار لأحد». وشدد أبو ردينة على أنه «لا يجوز استثمار الفوضى وتوظيفها لمصالح إقليمية ودولية، لأن استمرار ذلك سيدخل المنطقة في متاهات جديدة وفوضى خطيرة».

وكان أبو ردينة يعقب على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي قال فيها إن الشرق الأوسط «يشهد تقلبات بسرعة فائقة، إذ تتفكك دول وتعلو تيارات متطرفة، وإسرائيل ما زالت في معركة متواصلة على كيانها».

Email