سلمان بن عبدالعزيز بحث مع رئيس وزراء فرنسا تطورات المنطقة

الأمن السعودي يضبط خلية من 88 إرهابياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت السلطات الأمنية السعودية أمس إلقاء القبض على مجموعة مكونة من 88 شخصاً قامت بتحريض الشباب والتغرير بهم وتعد لعمليات إرهابية في الداخل والخارج وتنفيذ اغتيالات، في حين بحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في باريس مع رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس التطورات في المنطقة.

وقال الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحافي أمس إن «قوات الأمن باشرت خلال الأيام الماضية عمليات أمنية متزامنة في عدد من مناطق المملكة نتج عنها إلقاء القبض على ما مجموعه 88 شخصاً منهم ثلاثة أشخاص من الجنسية اليمنية وشخص مجهول الهوية والبقية سعوديون من بينهم 59 سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة».

وأضاف التركي: «بالنظر إلى الواقع المؤلم الذي تمر به المنطقة والذي أتاح لدعاة الفتنة والفهم السقيم نشر آرائهم المتطرفة والتغرير بأبناء المجتمع وجرهم إلى مواقع الفتن، قامت الجهات الأمنية المختصة وعلى مدى أشهر بمتابعة كل من تحوم حوله الشبهة وخصوصا بين أولئك الذين كان لهم سابق ارتباط بالفكر المتطرف».

وأردف: «من المؤسف ملاحظة جنوح بعض ممن أنهوا محكومياتهم أو أطلق سراحهم بأحكام قضائية للعودة إلى سابق عهدهم وحيث ان أشهراً من الرصد والمتابعة الأمنية وفرت أدلة تستوجب المبادرة بضبط أمثال هؤلاء اكتفاء لشرهم وتعطيلاً لمخططاتهم التي كانوا على وشك البدء بتنفيذها في الداخل والخارج خاصة وأن البعض منهم كان متوارياً عن الأنظار».

وتابع: «لإجهاض تلك المخططات الآثمة فقد باشرت قوات الأمن خلال الأيام الماضية عمليات أمنية متزامنة في عدد من مناطق المملكة نتج عنها إلقاء القبض على ما مجموعه ثمانية وثمانين متورطاً».

تقسيم الخلية

وأوضح التركي أن الذين تم القبض عليهم يتضمنون «عشرة يتبنون الفكر الضال ويمجدون الأعمال الإرهابية وغالبيتهم على تواصل مع عناصر التنظيمات الإرهابية خارج المملكة»، مبيناً أن من تلك المجموعات «تسعة أشخاص تم القبض عليهم في تمير بالإضافة إلى 13 سعودياً ويمنيين شكلوا خلية في منطقة مكة المكرمة وحائل.

وكذلك ثمانية سعوديين وشخص مجهول الهوية شكلوا خلية إرهابية في مدينة الرياض وخمسة متهمين جميعهم سعوديون شكلوا خلية تم ضبطها في منطقة عسير، فيما كان البقية من المقبوض عليهم من شبكة مؤلفة من ست خلايا وعددهم 51 في طور التكوين تم القبض عليهم في عدد من مناطق المملكة وهي مكة المكرمة والرياض والشرقية والقصيم».

وأشار اللواء التركي إلى أن «جميع المقبوض عليهم ممن يعتنقون الفكر الضال ويؤيدونه ويروجونه ويعملون على تجنيد الشباب للانتماء إلى مجموعاتهم وخلاياهم الإرهابية»، مبينا أنه «كان لدى البعض منهم مخططات مبدئية لاغتيال أشخاص مختلفين، أما البعض منهم يعمل على تحديد السبل إلى الخروج من المملكة والانضمام إلى الجماعات الإرهابية خارجها أو تمثيلها داخل المملكة أو تمجيد أعمالها ومحاولة التجنيد لها».

وأوضح أن «التنظيمات الإرهابية استطاعت استدراج المسلمين من جميع أنحاء العالم، وأن من بعض الذين تم القبض عليهم بالمملكة أرسلوا أبناءهم إلى التنظيمات الخارجية».

وأكد أن «المملكة تحارب الإرهاب وتتصدى له وتعمل جاهدة لمنع السعوديين من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة والإرهابية وتجرم التنظيمات الإرهابية والانتماء والتأييد لها».

وأبان اللواء التركي أن «وزارة الداخلية تعمل على رصد المعرّفات والمواقع الإلكترونية التي تعمل على التحريض للإرهاب»، مؤكدا أن الخلية التي تم القبض عليها في تمير «ما زالت التحقيقات جارية فيها وستُظهر التحقيقات تفاصيل أوسع وأكبر وكذلك نشاطات أخرى لم تكن ظاهرة».

ولي العهد

سياسياً، التقى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في باريس المبتعثين العسكريين السعوديين في فرنسا على هامش زيارته المستمرة هناك.

وقال الأمير سلمان في كلمة وجهها للمبتعثين العسكريين: «تنعم المملكة بالأمن والاستقرار، وملكنا دائما يوجهنا لخدمة بلادنا ومواطنينا، ولا شك أن القوات المسلحة والقوات الأخرى من الحرس الوطني والأمن مهمتها الأساسية هي الحفاظ على أمن واستقرار المملكة كما هو الحال الآن».

وأردف: «أنتم ونحن جميعاً في خدمة بلادنا وشعبنا». كما عقد الأمير سلمان اجتماعاً مع رئيس الوزراء ايمانويل فالس بحثا خلاله أوجه التعاون بين البلدين في المجالات كافة وآخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط وموقف البلدين منها.

مواقف سعودية

وكان ولي العهد السعودي بحث والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف بلديهما منها، إضافة إلى علاقات التعاون المشتركة وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن ولي العهد خلال حفل العشاء الذي أقامه له الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه في باريس الليلة قبل الماضية تأكيده أن «المملكة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة خطر ظاهرة الإرهاب على المجتمع الدولي، إضافة إلى اهتمامها بالقضية الفلسطينية ودعوة المجتمع الدولي لتأمين وحماية الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فضلاً عن اهتمامها بالوضع في سوريا ولبنان وترحيبها بالتوافق في العراق».

وأعرب عن «قلق بلاده لتدهور الوضع الأمني في اليمن وما يتم القيام به من أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية».

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي أن المملكة «تمثل شريكاً متميزاً»، مشيراً إلى أن أولويات بلاده «تتمثل في إرساء السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى».

أنبوب نفط

صرح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي بأنه «أثناء قيام دوريات الأمن بمركز الضبط الأمني بمهام عملها بمدخل بلدة العوامية شمال محافظة القطيف تعرضت لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول نتج عنه إصابة رجل أمن بطلق ناري في الفخذ»، مبيناً أن «إطلاق النار الكثيف أسفر عن اشتعال حريق محدود في أنبوب للنفط قريب من الموقع وتم إخماده من قبل الجهات المختصة».

Email