«لا نِصاب ولا رئيس» عنوان جلسة انتخاب الرئيس اللبناني اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لليوم الـ101 على التوالي، أي منذ 25 مايو الفائت وحتى اليوم، لا يزال لبنان من دون رئيس للجمهورية، فيما تتوجّه الأنظار اليوم إلى الجلسة الحادية عشرة التي يعقدها مجلس النواب لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري، أيّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وذلك وسط توقعات تشير الى أن جلسة اليوم لن تختلف عن سابقاتها، في الشكل والمضمون، بسبب فقدان النصاب المتأتّي عن كون الأمور لم تنضج بعد وتحتاج الى وقت ليس بقصير، ما يعني استمرار الفراغ متربّعاً على عرش الرئاسة في قصر بعبدا.

ووسط تنامي المخاوف الأمنية المشرّعة رسمياً بتصريحات رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الذي أكد المعركة مع الارهاب في بداياتها، يستمرّ الوضع اللبناني الداخلي في حلقة دورانه في الفراغ، بحسب مصادر مراقبة.

وذلك، في ظلّ انكفاء المبادرات الدولية وعجز القوى السياسية الداخلية عن إنتاج تسويات خارج نطاق الحسابات الإقليمية المتحكّمة بالأزمات اللبنانية، وفي مقدّمها انتخابات رئاسة الجمهورية، التي دفعت عنوة الى أسفل سلم الاهتمامات بعدما تقدّم الوضع الأمني واجهة المتابعات.

استبعاد حل الأزمة

ونفت مصادر تكتل الإصلاح والتغيير وجود أية معطيات من شأنها أن تبدل الموقف حيال جلسة مجلس النواب المخصصة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية، وتوقعت ان تكون كسابقاتها، مشيرة إلى ان تطورا جديدا لم يسجل في إطار هذا المجال، وان التقارب السعودي - الإيراني يمهد لحل قضايا مرتبطة بالمنطقة، ولكن ليس بالضرورة أن يشمل ذلك ملف الاستحقاق الرئاسي، مؤكدة ان نواب التكتل لن يشاركوا في هذه الجلسة، وكذلك نواب «حزب الله»، على غرار الجلسات العشر السابقة.

في هذه الأجواء، أطلّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أول من أمس، ليؤكّد في كلمة وجّهها الى اللبنانيين أنّ إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيبقى يحتلّ موقع الأولوية، لأنّ «الدولة لا يمكن أن تبقى بلا رأس، وثقة العالم بلبنان ستبقى مهتزّة إذا استمرّ العجز عن إنجاز انتخابات الرئاسة».

واعتبر أن «الوحدة الوطنية تشكّل ضرورة وطنية في سبيل مواجهة الإرهاب».

هدوء حـذر

في غضون ذلك، لا تزال الأحداث التي شهدتها منطقة عرسال الحدوديّة في البقاع الشمالي، بنسختها الثانية يوم الخميس الماضي وبعد توقّف استمرّ أكثر من 3 أسابيع، لجهة الاشتباكات بين الجيش اللبناني والمسلّحين التكفيريّين من «داعش» و«جبهة النصرة» تحتلّ واجهة المتابعة، لا سيما وأن الهدوء المشوب بالحذر الذي تشهده عرسال، حالياً، دفع قائد الجيش العماد جان قهوجي الى إطلاق تنبيه، مفاده أن هذا الجو قد يوحي بتحضير محتمل من المجموعات الإرهابية لعمل عسكري ما، لكنه أكد أن الجيش على أتمّ الجهوزية وسيبقى حامياً لكل لبنان بكافة أبنائه.

وفيما لا يزال الجيش اللبناني محافظاً على جهوزيته لمواجهة أيّ مخطّط إرهابي تكفيري، بحسب تأكيد مصادر أمنية لـ«البيان»، لا يزال ملف المخطوفين العسكريين لدى الإرهابيين مفتوحاً على مصراعيه، رغم إفراج «جبهة النصرة» عن خمسة جدُد منهم، بينهم أربعة عسكريين في الجيش وعنصر من قوى الأمن الداخلي، ولا يزال لديها ولدى «داعش» 30 آخرون أسرى.

وتوعّدت «جبهة النصرة» بتصفية الأسرى العسكريين لديها إذا شارك «حزب الله» في القتال ضدها في القلمون بعدما أعلنت عن انطلاق معركة تحريرها.

عملية معقدة

في الأثناء، رسم رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، صورة قاتمة للوضع، من خلال إعلانه أنّ «مواجهة الموجة الظلاميّة عملية معقّدة وطويلة»، مشدداً على أن «مكافحة الإرهاب الظلامي يجب أن تحتلّ الأولويّة عند أصحاب القرار»، مضيفاً: «المعركة على الإرهاب ما زالت في بداياتها.

 وإننا، في هذا الظرف العصيب، مطالبون بتعزيز مؤسّساتنا السياسية وبالالتفاف حول المؤسّسة العسكرية المسؤولة عن أمننا واستقرارنا».

Email