الرئيس اليمني يأمر برفع الجاهزية القتالية عشية التهديد بدخول العاصمة

الحوثيون يتظاهرون ويفاوضون في صنعاء اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت جماعة الحوثي فشل المفاوضات مع اللجنة الرئاسية، التي التقت في صعدة ليلة أمس، عبد الملك الحوثي لإقناعهم بالمشاركة في حكومة جديدة، غير أنه تم الاتفاق على استئناف المفاوضات اليوم الجمعة، في حين أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي برفع الجاهزية القتالية للجيش عشية تهديد الحوثيين بدخول صنعاء.


وقال محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم مكتب عبد الملك الحوثي في بيان:« التقينا اللجنة الحكومية وطرحنا عليهم مطالبنا وقلنا إن تلك المطالب يجب أن تتفاعل معها الحكومة». وأضاف :« أبدى الوفد تخوفه على العاصمة لكن عبد الملك الحوثي أكد أن كل التحركات ستكون سلمية ومشروعة حتى تحقيق أهدافهم». وتابع عبد السلام:«ستكون التحركات السلمية ضاغطة على قوى النفوذ وموقفنا لا يزال إلى جانب الشعب في قضيته الأولى ولا يمكن أن نقبل المساومة على قضاياه».

ويشترط الحوثيون إقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود وإعادة النظر في تقسيم الأقاليم وتصحيح تشكيلة هيئة الرقابة على تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار.


بالمقابل، قال عضو في اللجنة الرئاسية لـ«البيان» إن «الخلاف تركز حول طلب اللجنة من الحوثيين تشكيل حزب سياسي والدخول في حكومة جديدة، وعدم مناقشة موضوع الزيادة في أسعار المشتقات النفطية، وهو أمر رفضه الحوثيون، ومن ثم فشلت المفاوضات لكن تم الاتفاق على استمرار المفاوضات اليوم الجمعة».


في الأثناء، قال مصدر أمني لـ«البيان» إن قوات الأمن والجيش في حالة استنفار وستتخذ إجراءات وقائية لم يحددها لمنع الحوثيين من دخول صنعاء.


وفي حين أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي برفع الجاهزية القتالية للجيش عشية تهديد الحوثيين بدخول صنعاء، نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة صحة الأخبار التي تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء استقالته من منصبه.


وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أن « هادي أمر برفع الجاهزية القتالية لقوات الجيش عشية الموعد الذي حددته جماعة الحوثي لاقتحام صنعاء إذا لم يقل حكومة محمد سالم باسندوة». وذكرت الوكالة ذلك جاء خلال ترأس هادي اجتماعاً استثنائياً وطارئاً للجنة الأمنية العليا ومجلس الدفاع الوطني في إطار متابعة المستجدات على الساحة الوطنية، وما تتعرض له اليمن من محاولات لإجهاض العملية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.


وقال هادي: «ما تتعرض له العاصمة صنعاء من محاولات ضغط من قبل عناصر ومليشيات جماعة الحوثي وبصورة مخالفة لكل القوانين والأنظمة تهدد السلم والسكينة العامة للمجتمع من خلال تمنطقها بالسلاح بكل أنواعه وأشكاله». ودعا هادي في هذا الصدد إلى «رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية من قبل القوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهة كل الاحتمالات».

وقال إن «الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا التهديد الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة صنعاء فقط على أساس أن العاصمة صنعاء هي كل اليمن ويقطنها نسبة كبير من أبناء اليمن من المهرة وحتى صعدة». وأوضح الرئيس اليمني أنه «لا يحق لجماعة الحوثي أن تكون وصيه على الشعب باستخدام ذرائع واهية وبالية والجميع يدرك ذلك».


تجمعات الحوثيين
في الأثناء دعت سيارات تابعة للحوثيين بمكبرات الصوت، أهالي صنعاء للتظاهر مجدداً للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن الجرعة السعرية أي عن رفع أسعار الوقود. وأكد شهود ومراقبون أن التجمعات الحوثية موجودة خصوصاً عند المدخل الشمالي لصنعاء بالقرب من المطار، وفي الشمال الغربي بالقرب من معسكر لقوات الاحتياط، وفي المدخل الغربي بالقرب من منطقة المساجد ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وفي الجنوب في منطقة حزيز القريبة من قيادة قوات الاحتياط.


واستغرب مصدر سياسي في حديث مع وكالة فرانس برس «تواجد المخيمات الحوثية بالقرب من المطار والمعسكرات، وكان هناك نية للانقضاض على المدينة». وبحسب المصدر، فإن صنعاء «تعيش حالة سباق بين الانفجار والتهدئة» التي يسعى إليها الوفد الرئاسي.


رُعاة المبادرة
إلى ذلك التقى وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والملحقين العسكريين بالسفارات وشكرهم على جهودهم الرامية إلى مساعدة اليمن في مواجهة التحديات واستكمال مهام المرحلة الانتقالية في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.


وحسب وكالة الأنباء الرسمية « قدم وزير الدفاع شرحاً عن سير مواجهة الإرهاب والتخريب والنجاحات المحققة في هذا المجال والدعم المطلوب من الأشقاء والأصدقاء في المعركة ضد الإرهاب».


نفي استقالة
من جهة أخرى نفى مصدر مسؤول بمكتب رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة صحة الأخبار التي تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء استقالته من منصبه.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أمس عن المصدر تأكيده أنه «لا أساس لهذه المزاعم الكاذبة التي أطلقها بعض ضعفاء النفوس من المرجفين، الذين يستهويهم دوماً ترويج الكذب والشائعات خاصة إذا ما ارتبط الأمر برئيس الوزراء».


16
قتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من الجماعات المسلحة الحوثية، خلال مواجهات مع قبائل محسوبة على التجمع اليمني لحزب الإصلاح في الجوف شمال شرقي اليمن.


وقال صحافي في الجوف يدعى مبخوت محمد لوكالة الأنباء الألمانية، إن المواجهات اندلعت مساء أول من أمس واستمرت أمس وبشكل عنيف، مؤكداً سقوط أربعة قتلى وإصابة اثنين آخرين من اللجان الشعبية الموالية للإصلاح.

يعيش سكان العاصمة اليمنية صنعاء على وقع الحصار الذي يفرضه مسلحو الحوثي والحديث عن نية أتباعه القيام باحتجاجات عارمة اليوم الجمعة. وفيما يعيش اليمن أزمات سياسية وأمنية عديدة منذ أعوام، طفت على السطح مصاعب معيشية لسكان العاصمة اليمنية، في ظل تهافت على المواد الغذائية وعودة الطوابير في محطات الوقود.

ويمكن بكل سهولة رؤية سكان صنعاء يتهافتون على الأسواق لشراء ما يمكن شراؤه من تموين لازم من المواد الأساسية والضرورية، خاصة المواد الغذائية والمحروقات، فضلاً عن المواد الطبية، حيث يأتي ذلك بعد قرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية.

ولوحظ ارتفاع منسوب المغادرين العاصمة اليمنية بداية من أول من أمس مع استمرار التصعيد الذي تقوم به جماعة الحوثي. ويخشى كثيرون من انقطاع المياه كما حدث في مواجهات العام 2011 والتي اضطرت السكان إلى أن يقصدوا القرى بحثاً عن المياه. وجاء هذا النزوح في وقت دعت فيه بلدان غربية رعاياها إلى مغادرة اليمن بصورة فورية.


وتصاعد مخاوف السكان من اندلاع حرب أهلية طائفية داخل المدينة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص في ظل تزايد الاحتقان المذهبي والسياسي بين أطراف الصراع في هذا البلد المضطرب منذ يناير 2011.


ووزعت في العديد من احياء صنعاء وشوارعها منشورات تدعو إلى إسقاط حكومة الوفاق الوطني وتدعو سكان العاصمة إلى الاستعداد لما وصفوه «الخيار القادم». وتحمل المنشورات التي وزعت في قصاصات صغيرة دعوات للخروج ضد إقرار ما أسموها «جرعة الموت» وهي المصطلح الذي أطلقه اليمنيون على رفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية.

Email