مجلس حقوق الإنسان يعتبر هجمات إسرائيل جرائم حرب

بينما يستمر سقوط »حمم الموت« من آلة الاحتلال، التي لا تهدأ على رؤوس المدنيين الفلسطينيين في غزّة، التأم شمل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إذ كشفت مفوّضته أنّ إسرائيل ربما ارتكبت »جرائم حرب« في هجومها على القطاع، مع دعوة إلى تحقيق فوري، فيما شدّدت الحكومة الفلسطينية، خلال الاجتماع على انتهاك إسرائيل »معاهدات جنيف«، عبر مصادرة حق الأطفال والنساء والمسنين من الحق في الحياة عبر ضرباتها، فيما أماط وزير الخارجية الأميركي جون كيري اللثام عن التقدّم »بضع خطوات« في جهود وقف إطلاق النار، مؤكّداً الحاجة إلى »مزيد من الوقت«.

وأكّدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس، أنّ »إسرائيل ربما ترتكب »جرائم حرب« بقتل المدنيين، وقصف المنازل في إطار هجومها على غزّة«، داعية إلى إجراء تحقيق بشأن هذه الجرائم.

وأشارت بيلاي خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة إلى تدمير منازل وقتل مدنيين بينهم أطفال، مردفة: »هناك احتمال كبير بأن يكون تم انتهاك القانون الدولي الإنساني بطريقة قد تشكل جرائم حرب، مرّة جديدة تجري بشكل فاضح، مخالفة مبادئ التمييز والحيطة، خلال الهجمات العشوائية، التي تشنها حركة حماس ومجموعات فلسطينية مسلّحة أخرى على مناطق مدنية«.

طلب ممثليْن

وألقت نافي بيلاي كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أثناء اجتماع طارئ في جنيف، بطلب من ممثل مصر الدائم باسم المجموعة العربية، وممثّل باكستان الدائم باسم منظمة التعاون الإسلامي، والمراقب الدائم لدولة فلسطين.

وفي مسوّدة قرار تمت مناقشتها في مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف، طالبت الدول العربية والإسلامية بأن يتم إرسال لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزّة، للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان من جانب إسرائيل. وبادرت الدول بما في ذلك الحكومة الفلسطينية بطلب عقد الجلسة الاستثنائية للمجلس، التي تمّ تخصيصها للوضع في المناطق الفلسطينية. ويندّد القرار بالانتهاكات المعمّمة والمنهجية والفاضحة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية نتيجة العمليات العسكرية المستمرّة منذ 13 يونيو.

لجنة تحقيق

ويطالب القرار بإرسال لجنة تحقيق مستقلة ودولية بشكل عاجل، للتحقيق في هذه الانتهاكات، داعياً المحقّقين إلى إعداد قائمة بالانتهاكات والجرائم المرتكبة وتحديد هويّة المسؤولين، من أجل محاكمتهم، ووضع حد لإفلاتهم من العقاب، وتأمين حماية دولية فورية للفلسطينيين، ووقف فوري للهجمات العسكرية الإسرائيلية.

جرائم احتلال

اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس، إسرائيل بارتكاب »جرائم ضد الإنسانية« في قطاع غزّة، خلال اجتماع استثنائي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، مطالباً بفتح تحقيق دولي في العملية التي يشنها الاحتلال.

وقال المالكي وسط تصفيق العديد من السفراء المشاركين في الاجتماع، إنّ »إسرائيل ترتكب جرائم مشينة وتدمّر أحياء سكنية بالكامل، مشيراً إلى أنّ »ما تقوم به جريمة ضد الإنسانية، وينتهك معاهدات جنيف«، مردفاً: »إسرائيل القوة المحتلّة تستهدف منذ 16 يوماً أطفالاً ونساء ومسنين، وتحرمهم من حقهم في الحياة، من خلال هذه الضربات.

من جهتها، أعلنت 14 مؤسّسة حقوقية ومدنية عربية في إسرائيل في بيان، أنّها »سلّمت المجلس تقريراً حول العملية الإسرائيلية في غزّة«، مندّدة باستهداف إسرائيل أهدافاً مدنية ،منها المستشفيات، وسيارات الإسعاف، والمدارس، والمساجد، ومراكز إيواء المعاقين، وسيارات الصحافيين.

ودعت المؤسسات إلى وقف فوري للحرب على قطاع غزّة، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلّة، للتحقيق في المخالفات الجسيمة للقانون الدولي والشبهات بارتكاب جرائم حرب، والعمل فوراً على رفع الحصار عن قطاع غزّة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والأدوية اللازمة للقطاع.

وطالبت المؤسسات مجلس حقوق الإنسان العمل على وقف التحريض العنصري والاعتداءات الجسدية ضد الفلسطينيين مواطني إسرائيل، ووقف العنف الوحشي، الذي تمارسه قوات الشرطة بحق المتظاهرين، واحترام حريتهم بالتعبير عن رأيهم الرافض للحرب على قطاع غزّة.

تقدّم نسبي

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس خلال لقاءئه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في القدس عن تقدّم »بضع خطوات« في جهود وقف إطلاق النار في غزّة، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّه بحاجة إلى مزيد من الوقت. وقال كيري: »لقد تقدّمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام، ولكن يتعيّن علينا القيام بالمزيد من العمل«.

 

دعوات فرنسية

أكّد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في ختام مجلس للدفاع عقد أمس، في باريس التمسّك بالتوصّل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزّة. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إنّه خلال هذا المجلس أعرب الرئيس عن بالغ قلقه حيال الوضع في الشرق الأوسط، مذكّراً بتمسكه بذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصّل في أقرب وقت إلى وقف إطلاق نار.

 

تطبيق اتفاقية

دعت السعودية إلى تحرّك دولي فاعل لعقد اجتماع للأطراف الموقّعة على اتفاقية جنيف الرابعة، لاتخاذ خطوات تضمن تطبيق الاتفاقية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الوهاب شيخ، إنّ »المجلس يجتمع اليوم وعيون العالم والشعوب المحبة للسلام تنتظر منا قراراً شجاعاً يعيد للإنسانية كرامتها«.

تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز