أنباء عن إمكانية تعديل مبادرة التهدئة لتلبية مطالب المقاومة

تحركات دولية مكثّفة بشأن غزة في القاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحولت العاصمة المصرية القاهرة إلى محطة لعدد من المبعوثين الدوليين الذين وصلوها والذين هم في الطريق إليها، ومحور الاهتمام في هذا الحراك المكوكي المتواصل هو محاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة في قطاع غزة، وسط تقارير عن عدم ممانعة السلطات المصرية إجراء تعديلات على مبادرة التهدئة بما يلبي مطالب المقاومة الفلسطينية.

وقال مسؤولون مصريون أمس إن مصر يمكن أن تجري تعديلات على مبادرة التهدئة التي أطلقتها بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بما يلبي مطالب حركة حماس التي كانت قد رفضت المبادرة. وقال مسؤول مصري كبير لم تحدد هويته: »مصر لا تمانع إضافة بعض شروط حماس بشرط موافقة كل الأطراف المعنية«. كما نقلت عنه وكالة رويترز.

كي مون

ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى مصر لبحث الوضع في قطاع غزة، والتقي وزير الخارجية المصري، فيما ينتظر وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في كلمة مقتضبة في البيت الأبيض إنه أرسله إلى المنطقة من أجل الضغط على الأطراف لوقف الأعمال العدائية على الفور«. وأوضح أوباما أن »أولويتنا وأولوية المجتمع الدولي هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار ينهي المعارك ويحقن دماء المدنيين الأبرياء، أكان في غزة أم في إسرائيل«.

وقبيل ذلك ذكر الناطق باسم الخارجية المصرية أنه في إطار متابعة الاتصالات التي تجريها مصر مع الأطراف العربية والدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وفي إطار المبادرة المصرية التي تحظى بدعم عربي ودولي واسعين، جرت اتصالات هاتفية بين وزير الخارجية سامح شكري وعدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب، بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

لقاء مع سري

وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري الأوضاع المتدهورة في غزة في ظل استمرار العدوان. واستعرض شكري خلال اللقاء المشاورات والجهود والاتصالات التي تجريها مصر للعمل على »الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار تفعيل المبادرة المصرية«.

كما وصل إلى القاهرة أمس ديريك تشوليت مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن القومي، في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام، يلتقى خلالها مع عدد من كبار المسؤولين لبحث التطورات الأخيرة بالمنطقة. وقالت مصادر مطلعة إن تشوليت سيلتقي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين لبحث آخر تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في قطاع غزة.

ووصل إلى القاهرة أمس وو سيكه مبعوث الصين للشرق الأوسط قادماً من الأردن في زيارة لمصر تستغرق يومين، في إطار جولة بالمنطقة يلتقي خلالها مع عدد من كبار المسؤولين لبحث آخر التطورات بالمنطقة.

إدانة كويتية

إلى ذلك، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إدانة جميع الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة. وخلال اجتماع الشيخ صباح الخالد أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والوفد المرافق له، جدّد موقف دولة الكويت الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى حض المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته ووضع حد لهذا العدوان الخطير. وأكد في الوقت نفسه التزام دولة الكويت ودعمها لما جاء في المبادرة المصرية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار حقناً للدماء وحرصاً على أرواح الأبرياء.

رسالة جزائرية

ودعت الجزائر بان كي مون الذي بدأ جولة في الشرق الأوسط إلى »التحرك السريع والجدي والفعال، من أجل الوقف الفوري للعدوان« على غزة. وقال وزير الخارجية الجزائري رمظان لعمامرة في رسالة إلى بان: »في سياق زيارتكم إلى منطقة الشرق الأوسط للمساعدة على إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، نناشدكم ومن خلالكم المجتمع الدولي والضمير العالمي لتحمل مسؤولياتكم إزاء الشعب الفلسطيني الأعزل، والتحرك السريع والجدي والفعال وفق المنظومة الأممية لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان السافر«. ودعا لعمامرة إلى »إنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من المجازر التي ترتكب يومياً في حقه، والتي تعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولي«.

وكان كي مون دعا إسرائيل إلى »ممارسة أقصى درجات ضبط النفس« لتجنب سقوط مدنيين. كما دان الأمين العام خلال زيارة إلى الدوحة في مستهل جولته شرق الأوسطية »العمل الفظيع« الذي قامت به إسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة.

مساواة الضحية والجلاد

في مساواة بين الضحية والجلاد، أكدت الحكومة الألمانية دعمها لما سمته »حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها«، وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية شتيفن زايبرت: »يتعين بذل الجهود لتجنب سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين«، موضحاً أن الأمر ينطبق أيضاً على الفلسطينيين.

وقال زايبرت نقلاً عن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في برلين إن الكثير من الأبرياء لقوا حتفهم في هذا النزاع، وأضاف: »ما يهمنا هو أن يبذل الطرفان الجهود كافة لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين وإنهاء المعارك في أسرع وقت ممكن«.

Email