أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أمس، عن حالة الاستنفار في صفوف عناصرهما في قطاع غزة في ضوء تصاعد التوتر الحاصل مع إسرائيل، وهددت الحركتان بالرد على تصاعد العدوان الإسرائيلي وكررتا تهديداتهما إلى إسرائيل التي شنت طائراتها حربية سلسلة غارات على غزة، في وقت أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن فك تحالفه السياسي مع نتانياهو ولكنه أكد بقاءه في الائتلاف الحكومي وأن رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي زار إسرائيل خلال الأيام الماضية والتقى مسؤولين كباراً في الدوائر الأمنية، في مسعى للتوصل إلى تهدئة.

10 غارات

وقالت مصادر فلسطينية: إن ثلاث غارات استهدفت أراضي زراعية خالية في بلدتي بيت لاهيا وجباليا في شمال القطاع. وأضافت المصادر أن أكثر من 10 غارات استهدفت مطار غزة المدمر شرقي رفح وأخرى على أطراف خان يونس في جنوب القطاع. وذكرت مصادر طبية أن طفلاً (4 أعوام) أصيب بجروح خطيرة جراء شظايا صاروخ في إحدى الغارات الإسرائيلية.

إلى ذلك تحدثت مصادر فلسطينية عن قيام الجيش الإسرائيلي بتوزيع منشورات

تحذر السكان في مناطق شمال غزة من أن الأنفاق التي يجري حفرها قرب منازلهم تعرض حياتهم للخطر. وحثت المنشورات التي ألقتها طائرات إسرائيلية، السكان الفلسطينيين على إبلاغ إسرائيل بوجود الأنفاق عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.

وشارك مئات الفلسطينيين في مسيرات تشييع جثامين 9 مقاومين استشهدوا خلال الـ24 ساعة الماضية من جراء سلسلة الغارات الإسرائيلية وسط هتافات تدعو إلى تصعيد ردود الفعل ضد إسرائيل.

في المقابل قالت الإذاعة الإسرائيلية إن خمس قذائف على الأقل أطلقت من غزة سقطت في النقب الغربي جنوب فلسطين المحتلة دون وقوع إصابات، في حين لحقت أضرار بمزرعة للدواجن. وقال مصدر أمني إسرائيلي إن حركة حماس أعطت الضوء الأخضر لسائر الفصائل العاملة في القطاع بإطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات. واعتبر المصدر أن حماس تواجه حالة من الضائقة الاستراتيجية وهي تبعث برسائل مفادها أنها لا تريد تصعيد الأوضاع.

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مقاومين فلسطينيين أطلقوا صاروخ غراد صوب مدينة بئر السبع على بعد 42 كم من غزة . وذكرت الإذاعة أن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار.

وهدد الجيش الإسرائيلي مجددا أنه إذا استمر إطلاق قذائف صاروخية من غزة فإن قوات الجيش ستوسع نطاق عملياتها ضد القطاع. وأكد الجيش أنه ليس معنياً بالتصعيد وأن الجهود لإعادة التهدئة لاتزال مستمرة.

وعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للحكومة الإسرائيلية اجتماعا أمس لمناقشة الأوضاع وكيفية «الرد» على إطلاق القذائف الصاروخية.

دعوة للاستنفار

وطالبت «حماس» الفصائل الفلسطينية بالاستنفار لردع إسرائيل، مشددة على أن دماء الشهداء «لن تضيع سدى». وقالت الحركة في بيان إن «جميع فصائل المقاومة مطالبة اليوم بالاستنفار التام لردع العدوان حتى يفهم أن شعبنا عصي على الانكسار، لا يعرف الهزيمة ولا التنازل».

وأضاف البيان: «الدم بالدم والذي يشعل النار سيكتوي بنارها ولن تضيع الدماء سدى»، مطالباً السلطة «بتجديد موقفها فهذه لحظة الحقيقة فلا مجال للكلمات الباهتة ولا التبريرات الممجوجة». وتابعت أن «العدو الصهيوني يتحدث عن تهدئة وهو يغوص في دماء شعبنا في غزة والضفة و(مناطق)الـ48، وحماس تقول له بوضوح لن ينطلي علينا خداعك ولن نسمح بتمرير جرائمك».

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت سبعة من مقاتلي كتائب القسام التابعة لحركة حماس واثنين من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي فجر أمس في غزة. وزعم جيش الاحتلال أن طائراته استهدفت «مواقع للإرهاب ومنصات إطلاق صواريخ مخبأة في أنحاء قطاع غزة». وأضاف أن إطلاق الصواريخ من غزة الواقعة تحت سيطرة حماس استمر الاثنين وأصيب جندي إسرائيلي.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: «اغتيال العدو عدداً من كتائب القسام والمقاومة تصعيد خطير والعدو سيدفع الثمن»، فيما اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل بشن حرب حقيقية على الشعب الفلسطيني بغرض تدمير عملية السلام. وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن الحكومة الإسرائيلية «تسير في خطة لتدمير جهود العملية السلمية والتهدئة في غزة لتكريس الاحتلال وضرب السلطة الفلسطينية».

 وأكد أن القيادة الفلسطينية ماضية في التوجه إلى المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية لـ «العمل على لجم اعتداءات المستوطنين والجنود الإرهابية». في الوقت ذاته طالب عريقات بتدخل دولي فوري لمنع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتوفير حماية للشعب الفلسطيني تكفل وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي.

في المشهد السياسي المرتبط بالعدوان، أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس عن فك تحالفه السياسي مع نتانياهو ولكنه أكد بقاءه في الائتلاف الحكومي. وقال ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان «ليس سراً أن هنالك اختلافات أساسية لا تسمح لنا بالعمل المشترك (مع حزب ليكود) بعد الآن». وأضاف: «واقعنا اليومي يتمثل بوجود مئات من الصواريخ بحوزة منظمة إرهابية تستطيع أن تقرر استخدامها في أي لحظة وهذا غير مقبول».

إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي زار إسرائيل خلال الأيام الماضية والتقى مسؤولين كباراً في الدوائر الأمنية. وأضافت أن المباحثات بين الجانبين تناولت التصعيد الأمني الأخير في غزة والعلاقات بين إسرائيل ومصر والأوضاع في سيناء.

إدانة مصرية

ودانت مصر الغارات الإسرائيلية على غزة. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية، في بيان، إن مصر تجدد رفضها الكامل وإدانتها لكل أعمال العنف التي تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين من الجانبين. وحسب المتحدث، تؤكد مصر مطالبتها بضبط النفس والتوقّف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي.