عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يؤكد لـ «البيان»:

اتفاق الإطار إعادة احتلال الأراضي الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي د. أحمد مجدلاني، في حوار مع «البيان»، الضوء على ملامح المشهد الفلسطيني، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية كانت على يقين بأن حكومة بنيامين نتانياهو الإسرائيلية ليست شريكاً حقيقياً للسلام، ومشيراً إلى أن واشنطن وتل أبيب أخطأتا في تقدير الموقف الفلسطيني. ومشدداً على أن «اتفاق الإطار» الذي يطرحه الراعي الأميركي للسلام ما هو إلا إعادة احتلال للأراضي الفلسطينية ولكن بموافقة فلسطينية، معتبراً أن قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو هو أساس المفاوضات.

مأزق التسوية

وفي رده على سؤال «البيان» حول قراءته للمأزق الحقيقي الذي تمر به عملية التسوية، أكد مجدلاني أن القيادة الفلسطينية لم يكن لديها أوهام بأن هذه المفاوضات من الممكن أن تفضي إلى نتيجة، لأن التقييم الفلسطيني للحكومة الاسرائيلية أنها لا يمكن أن تكون شريكاً لصنع السلام، لأن جدول اعمالها مزدحم بالاستيطان والتوسع والتطرف والارهاب بكل أشكاله.

وأضاف مجدلاني ان حكومة الاحتلال استغلت الفترة الزمنية التي تجري فيها المفاوضات بالإعلان عن بناء أكثر من 11000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما أنها صادرت عشرات الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وقتلت حوالي 65 شهيداً فلسطينياً بدم بارد.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن المفاوضات المباشرة توقفت منذ 4 نوفمبر الماضي، ووصلت الامور بعدها إلى طريق مسدود، واستبدلت المفاوضات المباشرة بلقاءات غير مباشرة يرعاها الوسيط الأميركي.

اتفاق الإطار

أما فيما يتعلق بطرح واشنطن «اتفاق إطار» بدلا من تسوية شاملة، فقال مجدلاني لـ «البيان» إن الحديث كان يجري عن أفكار سميت «اتفاق اطار»، ولم تقدم كوثيقة ملموسة ورسمية، وكان لدينا تحفظات شديدة عليها من حيث الشكل والمضمون، لأن الهدف الحقيقي من هذا الاطار جعله مرجعية للعملية السياسية بدلا من القرارات الشرعية الدولية، فضلا عن انه يتحدث عن مرحلة انتقالية جديدة وليس عن مرحلة نهائية.

وأضاف: ومن حيث المضمون، اختلفنا مع اتفاق الاطار في مسألة «يهودية إسرائيل» والقدس والاستيطان واللاجئين والحدود، وشمل هذا الاتفاق توافقاً اميركياً اسرائيلياً على ترتيبات أمنية تعني في نهايتها شيئاً وحيداً هو إعادة الاحتلال ولكن بموافقة فلسطينية هذه المرة، لذلك كانت الامور في الأسابيع الماضية تسير نحو التأزم نظرا للمواقف الاسرائيلية المتعنتة.

انحياز أميركي

وفي تعليقه على الموقف الأميركي من التسوية، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي: «نحن لا نخفي انحياز الموقف الأميركي للإسرائيليين، وأحياناً كنا نشعر أن المطالب الاميركية من القيادة الفلسطينية هي مطالب اسرائيلية منقولة للجانب الاميركي ومترجمة من العبرية إلى الانجليزية».

 وجدد مجدلاني تأكيده ان تراجع الحكومة الاسرائيلية عن تنفيذ الشق الاخير من الاتفاق، وهو اطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين هو ما فجّر الموقف، مضيفاً ان «الموقف الأميركي لم يكن حازماً بالقدر الكافي، وإنما حاول تقديم مزيد من الرشاوى للجانب الاسرائيلي بدلا من إلزامه بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، وبدأت واشنطن تبحث عن تسويات وجزء منها اطلاق صراح الجاسوس الاسرائيلي جونثان بولارد مقابل اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين».

أزمة التمديد

وحول الموقف الفلسطيني من تمديد المفاوضات، أكد مجدلاني ان قضية التمديد مسألة مستقلة لها شروطها وظروفها ومتطلباتها، وتختلف عن الاتفاق السابق الذي يقضي بإطلاق سراح الرابعة يوم الشهر الماضي 29، والذي لم تلتزم به إسرائيل.

وأضاف:« فليتم اطلاق صراح هذه الدفعة وبعدها نتحدث ان كان هناك ضرورة للتمديد، ثم سنحدد شروطه وظروفه وعلى اي قاعدة سيتم، واذا لم يكن هناك وقف تام للاستيطان نحن نعتقد ان لا ضرورة للدخول مجددا في مفاوضات، اما ان نتفاوض على الطاولة والاحتلال يصادر اراضينا ويفرض وقائع على الأرض يصعب تغييرها هذا لم يعد مقبولا، نحن نريد العودة للأوضاع التي كانت عليها فلسطين قبل 28 سبتمبر 2000، وهنا انا اتحدث عن البعد السياسي والأمني والصلاحيات التي اعادت اسرائيل سحبها من السلطة الفلسطينية».

دولة مستقلة

وفيما يخص الدولة الفلسطينية، أكد مجدلاني: «نحن أقمنا سلطة من أجل الوصول إلى الدولة ولم تكن السلطة هدفا بحد ذاتها، وقبل أن نبدأ التفاوض على الاحتلال الاسرائيلي قبل كل شيء أن يعلن عن موافقته على قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو، فنحن لا نتفاوض على شيء هلامي وإنما على شيء ملموس، وعلى اسرائيل أن تعرف أنها تتفاوض مع دولة فلسطين وهي دولة لها وضعية دولية كدولة تحت الاحتلال. المعايير اختلفت بالنسبة لنا الآن، فإذا قبل الإسرائيليون المفاوضات على هذه الأسس نحن نرحب بذلك، واذا كان لديهم خيارات أخرى فنحن لدينا خيارات أخرى».

رفض الابتزاز

ورفض مجدلاني ابتزاز القيادة الفلسطينية والضغط عليها من خلال رهن حرية الاسرى بالموفقة على تمديد المفاوضات، مشيراً إلى ان هناك محاولات حثيثة من قبل الجانب الأميركي لإنقاذ الموقف من الانهيار.

وقال: «نحن لم نغلق الباب امام اي مفاوضات، وموضوع اطلاق سراح قيادات فلسطينية من الأسر هو على رأس أولوياتنا، ولكن حتى هؤلاء القادة من الاسرى وكل الاسرى لن يقايضوا حريتهم بالتنازل عن الحقوق الوطنية والفلسطينية».

واشار مجدلاني إلى أن الإسرائيليين والأميركيين اخطؤوا في تقدير الموقف الفلسطيني وقراءته، واعتقدوا انه من الممكن أن يبرموا بينهم صفقة ويفرضوها على الجانب الفلسطيني. وقال: «بكل وضوح وصراحة أوكد أن القيادة الفلسطينية لم ولن ترفع الراية البيضاء ولن نستسلم للضغوط الأميركية ولا الإسرائيلية».

خيارات جديدة

 

قال د. أحمد مجدلاني لـ «البيان» إذا فشلت المفاوضات ولم يتم تمديدها فإن «لكل مرحلة لها معطياتها وظروفها الخاصة، المقاومة الشعبية الفلسطينية تطورت وليس بالضرورة تكرار نموذج عام 2000. شعبنا يبتدع اشكالاً جديدة من المواجهة مثل القرى في مواجهة الاستيطان، إلى جانب حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية.. ليس بالضرورة المجابهة المسلحة التي يرديها الاحتلال، لأنها الميدان الذي يكسب فيه ويحسن استغلاله».

وأضاف: «سنستمر في نهج ملاحقة اسرائيل على المستوى السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي. أي تصعيد اسرائيلي سوف نواجهه بالانضمام لمزيد من المنظمات بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية». البيان

Email