اختتم المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية العرب، اجتماعاتهم أمس في الكويت في إطار التحضير للقمة العربية في دورتها العادية الـ25 المقررة في دولة الكويت الثلاثاء المقبل، حيث جدد المجتمعون التأكيد على سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وناقشوا مختلف الملفات العربية الحساسة كفلسطين وسوريا ومكافحة الإرهاب والأمن القومي ومخاطر التسلح الإسرائيلي.
وترأس وفد الدولة في الاجتماع الدكتور جاسم محمد الخلوفي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية. وناقش المندوبون الدائمون لدى الجامعة وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية العرب في الكويت أمس، مشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال القمة لرفعها الى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري واجتماع وزراء الخارجية لمجلس الجامعة.
وبحث الاجتماع العديد من القضايا، أبرزها قضية سوريا والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها وملفات عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له.
كما بحث الأوضاع في ليبيا واليمن وتأكيد سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وملف دعم السلام والتنمية في السودان والوضع في الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة اضافة إلى النزاع الجيبوتي- الإرتيري، مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها.
وتضمنت القضايا بحث سبل مكافحة الإرهاب الدولي ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، والتحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتطرق الاجتماع ..
كذلك الى بحث العلاقات العربية- الأفريقية والشراكة الأوروبية - المتوسطية ومشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان الى جانب تقارير وتوصيات بشأن إصلاح وتطوير الجامعة العربية.
كما ناقش الاجتماع بنودا عدة منها متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية السابقة وقرارات القمم العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية وتقرير مرحلي بشأن الإعداد والتحضير للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في تونس العام 2015..
إضافة الى بند حول تطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وكذلك مشروع إنشاء المفوضية المصرفية العربية. كما ناقش الاجتماع أيضا إنشاء منطقة استثمار عربية كبرى وبند مبادرة الأمين العام للجامعة العربية بشأن الطاقة المتجددة وإنشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية في الدول العربية.
مقعد دمشق
وفي سياق متصل، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن مقعد دمشق في القمة العربية المقبلة «سيبقى شاغراً». ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن بن حلي قوله ان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «سيواصل اتصالاته بعد القمة مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حول هذا الموضوع وفقا لأحكام الميثاق وقرارات مجلس جامعة الدول العربية واللوائح الداخلية للمجلس».
وأضاف ان «رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا تمت دعوته لإلقاء كلمة خلال أعمال القمة العربية المقبلة باعتباره ممثلاً شرعياً ومحاوراً أساسياً مع جامعة الدول العربية، كما أقر ذلك مجلس الجامعة على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري».
عاصفة التغيير
وتطرق بن حلي إلى اجتماعات المندوبين الدائمين في الجامعة وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية العرب، قائلاً إنها «تمخضت عن رفع بعض مشاريع القرارات الى اجتماع وزراء الخارجية للنظر فيها واعتمادها، إضافة الى ما سيقرره وزراء المالية في اجتماعهم».
وأوضح ان مشاريع القرارات «تتعلق بالقضايا العربية، ومنها قضية فلسطين بكل جوانبها، وتطورات الوضع في سوريا وآليات تطوير الجامعة، إلى جانب مشاريع قرارات أخرى في المجالات الاقتصادية والاجتماعية من أجل دعم العمل العربي المشترك».
وشدد بن حلي على «أهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي، بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الإرهاب» التي قال إنها «أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعيق حركة النهضة والتنمية فيها».
ورأى بن حلي أن «عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي وحيويته لتصويب رياح التغيير في اتجاه بناء الدولة الحديثة راسخة المقومات والمؤسسات والحقوق والواجبات على أساس المواطنة». وطالب بـ«معالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف التي أصبحت تؤثر سلبا على العلاقات العربية البينية والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات».
موقفان كويتيان
وصف وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في تصريحات الوضع العربي بأنه «صعب»، معربا عن الأمل ان تخرج القمة العربية بـ«نتائج إيجابية تساهم في التغيير الى الأفضل». وقال الشيخ سلمان الحمود ان «ما يمر به العالم العربي من تطورات متسارعة يتطلب منا تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في جميع المجالات لاسيما الاقتصادية والسياسية منها».
وأردف أن «دولة الكويت باستضافتها ورئاستها للقمة قادرة بالتعاون مع أشقائها العرب على تعزيز وحدة الصف وترتيب البيت العربي»، مشدداً على «ضرورة ان تعمل الدول العربية على تعزيز التضامن والتقارب».
بدوره، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله ان القمة «تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سوريا». وشدد الجار الله على «ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي». البيان

