سيطرت قوات المعارضة السورية على مناطق واسعة في ريف القنيطرة المحاذية لخط الهدنة مع إسرائيل، فيما احتدمت المعارك بين المعارضة وقوات النظام في حلب وريف دمشق، حيث تكبد الجيش النظامي خسائر بشرية كبيرة، في وقت قتل عشرات السوريين في قصف وغارات جوية شنتها طائرات النظام على مناطق عدة.

في تفاصيل المشهد الميداني السوري، قالت كتائب المعارضة إنها سيطرت على مناطق واسعة في ريف القنيطرة المحاذية لخط الهدنة مع إسرائيل.

وأضافت الكتائب أن عدة فصائل شنت هجمات على قوات النظام، وخاضت اشتباكات عنيفة أدت إلى السيطرة على 30 منزلاً كانت تتمركز فيها قوات النظام في قرية الناصرية في القنيطرة. وأشارت إلى أنها سيطرت على عدة نقاط عسكرية تابعة للواء 61، وقالت الكتائب إنها تمكنت أيضا من تدمير عدة مدافع والاستيلاء على أخرى، ومن قتل 15 جندياً من قوات النظام وفقا لمسار برس.

معارك حلب

في الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط قرية الشيخ نجار ووسط بلدة تل بلاط في ريف حلب، حيث استهدفت المعارضة آليات ومواقع للقوات النظامية، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوفها.

كما أضاف المرصد، أن الجيش مدعوماً بـ«قوات الدفاع الوطني» فشل في إحراز تقدم على المعارضة في حلب رغم القصف الجوي. وقال المرصد إن طائرات هليكوبتر عسكرية سورية ألقت مزيدا من البراميل المتفجرة على حلب خلال سلسلة من الهجمات أدت إلى مقتل 83 شخصاً في ثلاثة أيام أغلبهم مدنيون من سكان أحياء شرق المدينة ومن بينهم نساء وأطفال.

وقال رجل من أهالي حلب يدعى أنس بينما كان يسد نوافذ منزله بالأسمنت: «طبعا عمدنا لإعمار القرميد أو البلوك بفعل القصف اليومي على حلب بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة. هذا أكثر أمنا للنساء والأطفال بفعل الشظايا اليومية. حتى لو لم يتعرض المبنى أو البناء للقصف بالبراميل المتفجرة أو الطيران الحربي الضغط الكبير نتيجة التفجيرات يأتي من مسافات بعيدة ويؤدي إلى تحطم زجاج النوافذ».

الغوطة الشرقية

أما في ريف العاصمة دمشق، فقال ناشطون إن كتائب المعارضة استهدفت مطار الناصرية العسكري بصواريخ غراد، وقصفت تجمعات للقوات الحكومية وحزب الله اللبناني في منطقة القلمون. كما ذكروا أن 12 عسكرياً من القوات الحكومية قتلوا بجراء المعارك في الغوطة الشرقية التي تعرضت على أثر ذلك لغارات جوية وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدفت خاصة مدن وبلدات تلفيتا ويبرود.

وفي ريف حماة، ذكرت مواقع معارضة سورية أن القصف بالبراميل المتفجرة لا يزال مستمراً منذ أكثر من 15 يوماً على مورك ولحايا، بالتزامن مع حملات دهم واعتقال شنتها القوات الحكومية في حي التوحيد وسط المدينة.

مخيم اليرموك

وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، قال شهود إن الوضع يزداد تدهوراً، رغم القرار الدولي الصادر عن مجس الأمن أخيراً بإيصال مساعدات إنسانية إلى سوريا. يذكر أن عدد الوفيات نتيجة الجوع في اليرموك، تجاوز 110 أشخاص، في وقت لم تنجح جهود المنظمات الدولية سوى في إدخال كمية قليلة من المساعدات الى المخيم المحاصر منذ أشهر.

إجلاء المدنيين

في حمص، تمت تسوية أوضاع 60 مدنياً أوقفوا لدى خروجهم من مدينة حمص القديمة «لدراسة أوضاعهم» وخرجوا الى «أماكن يرغبون بها»، حسبما أفاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة «فرانس برس». وكان هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما، من بين 1400 مدني تم إجلاؤهم منذ السابع من الشهر الجاري من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة.

وأوضح برازي لـ«فرانس برس»: «تمت تسوية جديدة لأوضاع 60 شخصا من حمص القديمة وخرجوا» أول من أمس من أماكن احتجازهم. لكن مصادر المعارضة تقول إن هناك المئات ما زالوا محتجزين لدى سلطات نظام بشار الأسد.

 

إحباط تهريب ذخائر من سوريا إلى الأردن

قال الجيش الاردني في بيان أمس ان قوات حرس الحدود احبطت تهريب «كمية كبيرة» من الذخائر من سوريا الى المملكة واعتقلت خمسة مهربين.

وقال مصدر مسؤول بالقيادة العامة للقوات المسلحة في بيان ان قوات حرس الحدود أحبطت ليلة أول من أمس «تهريب كمية كبيرة من الذخائر ومواد اخرى اثناء محاولة تهريبها من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية».

واضاف في البيان، الذي نشر على الموقع الالكتروني للقوات المسلحة، انه «تم إلقاء القبض على خمسة أشخاص اضافة للسيارة المستخدمة بهذه العملية». ولم يحدد المصدر جنسية الاشخاص الذين تم اعتقالهم او يعطي مزيدا من التفاصيل عن العملية.

وقال الجيش الاردني في 22 يناير الماضي ان قوات حرس الحدود احبطت تهريب «كميات كبيرة جدا» من الأسلحة والمتفجرات من سوريا الى المملكة.

واحبطت في يونيو وأغسطس الماضيين محاولتان لتهريب كميات كبيرة من الاسلحة والمخدرات وضبط عدد من المهربين. واعلن حرس الحدود الاردني في ديسمبر الماضي تصاعد عمليات التهريب وتسلل الافراد بين الاردن وسوريا في الآونة الاخيرة بنسبة تصل الى 300 في المئة، مشيرا الى احباط محاولات تهريب 900 قطعة سلاح مختلفة.

وتنظر محكمة امن الدولة في عدة قضايا يتهم فيها سوريون واردنيون بمحاولة تهريب السلاح عبر الحدود بين سوريا والمملكة بالاتجاهين.

وادى النزاع الدائر في الجارة الشمالية سوريا الى اقبال الاردنيين الذين يخشون انتقال العنف إلى بلدهم، على شراء الاسلحة التي ارتفعت اسعارها الى عشرة أضعاف ما كانت عليه في بلد فيه نحو مليون قطعة سلاح غير مرخصة. وبحسب احصاءات وزارة الداخلية فان عدد قطع السلاح المرخصة بالمملكة زاد عن 120 الفا، فيما قدرت ادارة المعلومات الجنائية العام الماضي عدد الاسلحة الموجودة بالمملكة، التي يقارب عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، بنحو مليون قطعة.

 

إفراج

افرج الأمن السوري عن الكاتب والصحافي المعارض والسجين السابق أكرم البني بعد يومين من توقيفه في دمشق، بحسب ما ذكر شقيقه المحامي أنور البني لوكالة «فرانس برس». وقال الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ورئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، أنور البني، إن «جهاز أمن الدولة أفرج عن أكرم البني» أمس. وأشار الى أنه «تم استجوابه عن عدد من المقالات التي كتبها في صحف عربية». ا.ف.ب