بعد ماراثون طويل ملفوف بالغموض، أعلنت الرئاسة الجزائرية أمس أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أودع وزارة الداخلية طلب ترشحه وسحب وثائق جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أبريل المقبل.

وهو ما نقله التلفزيون الجزائري الرسمي فيما أعلن مصدر مقرب من الرئاسة مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن: رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال سيدير حملة بوتفليقة الانتخابية على أن يشغل وزير الطاقة يوسف يوسفي منصب رئيس الوزراء ما ينبئ بتغيير حكومي جديد.

وجاء في شريط التلفزيون ان مصالح رئاسة الجمهورية أكدت أن بوتفليقة أودع لدى وزارة الداخلية «رسالة نية الترشح» وسحب وثائق جمع التوقيعات مؤكداً أن الرئيس الجزائري سيقدم طلب الترشح لوزارة الداخلية اليوم الأحد.

ونقل التلفزيون عن رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال قوله، إن الرئيس بوتفليقة سيترشح لفترة رئاسية رابعة في الانتخابات المقبلة.

وقال سلال من مدينة وهران «450 كيلومتراً غرب الجزائر» على هامش افتتاح «الندوة الأفريقية للاقتصاد الأخضر»، «أعلن لكم عن ترشح رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة لرئاسيات 17 أبريل المقبل»، مؤكداً ان بوتفليقة سيقدم اليوم الأحد أوراق ترشحه إلى وزارة الداخلية..

وينتهي موعد تقديم الترشيحات في الرابع من مارس المقبل على أن يفصل فيها المجلس الدستوري في مهلة أقصاها عشرة أيام بعد هذا التاريخ.

ويمكن ان يفوض بوتفليقة شخصا آخر لتقديم أوراق الترشح نيابة عنه، باعتبار انه لم يشف تماما من الجلطة الدماغية التي أصيب بها في 27 أبريل 2013 واضطرته لتلقي العلاج في باريس 80 يوما.

وأضاف التلفزيون أن «ترشح بوتفليقة جاء استجابة لإلحاح المواطنين والمواطنات من كل أرجاء الوطن».

ويحكم بوتفليقة الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ77 في 2 مارس المقبل، الجزائر منذ العام 1999 وأعيد انتخابه مرتين في 2004 و2009.

وكان الدستور الجزائري ينص على تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط، لكن بوتفليقة عدل الدستور في 2008 ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة في 2009.

 وكان حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) ومعه حليفه في البرلمان والحكومة التجمع الوطني الديمقراطي وأحزاب أخرى عدة أعلنت دعمها لاستمرار الرئيس في الحكم «ضمانا للاستقرار ولإتمام المشاريع الاقتصادية».

ويواجه بوتفليقة، معارضة شديدة من قبل أحزاب سياسية وشخصيات وطنية دعته إلى عدم الترشح للانتخابات

 

اعتقال مناهضين

 

اعتقلت الشرطة الجزائرية ناشطين كانوا يعتزمون تنظيم تجمع لمعارضة ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة أمس، امام مقر جامعة الجزائر في بوزريعة

وأفادت مصادر إعلامية أن المعتقلين تم اقتيادهم الى مركز الشرطة قبل موعد إقامة التجمع.

وكانت مجموعة من الشباب من مختلف الحساسيات السياسية دعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى التظاهر لمعارضة استمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم والدعوة إلى احترام الدستور على حد قولهم. الجزائر ـ