تحول العراق لبرك من الدماء إثر انفجار عشرة سيارات مفخخة استهدفت مناطق متفرقة من بغداد ومحافظة بابل، ليرتفع إلى 14 عدد السيارات المفخّخة التي انفجرت في العراق في أقل من 24 ساعة، وسط صمت حكومي وعجز رسمي عن وقف التدهور الأمني الذي تعيشه البلاد منذ 10 شهور.. فيما تكبّدت قوات الجيش خسائر جمة في الفلوجة بمقتل 13 عسكرياً، بينما قرر مجلس الوزراء، تبني خطة رئيس الحكومة نوري المالكي لفرض الأمن والاستقرار في الأنبار، بالتزامن مع تمديد العفو عن المغرر بهم.
وبعد ليلة دامية في بغداد قتل فيها 25 شخصاً في انفجار أربع سيارات مفخّخة، شهد نهار العراق أمس سيلاً من التفجيرات، حيث انفجرت 10 سيارات مفخّخة في بغداد والحلة قتل فيها 56 شخصاً على الأقل.
سيل من التفجيرات
وفي تفاصيل هذه الهجمات، التي ولم تتبن اي جهة هذه الهجمات التي عادة ما يبادر في وقت لاحق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى تبنيها، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية ان عشرة اشخاص قتلوا واصيب 12 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة البياع (جنوبي العاصمة). وانفجرت في وقت متزامن سيارة ثالثة في حي الإعلام القريب من البياع ما ادى الى مقتل خمسة أشخاص واصابة ثمانية، وفقاً للمصدر ذاته، وسيارة رابعة في منطقة الشرطة الرابعة (جنوب) قتل فيها ستة وأصيب خمسة.
وانفجرت السيارة المفخخة الخامسة في منطقة حي العامل (جنوب) قتل فيها ثمانية أشخاص على الأقل واصيب خمسة.
وبعد وقت قصير من هذه التفجيرات، قتل تسعة اشخاص على الأقل واصيب 54 في انفجار سيارات مفخّخة في وسط مدينة الحلة (95 كيلومتراً جنوبي بغداد) وقضاء المسيب في محافظة بابل.
وبحسب ما أفادت مصادر في الشرطة ومصادر طبية، انفجرت ثلاث سيارات في ثلاثة شوارع في مركز الحلة ما ادى الى مقتل 15 شخصاً واصابة 22.
كما انفجرت سيارة رابعة في قضاء المسيب (على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب بغداد) ما ادى الى مقتل نقيب في الشرطة واصابة 23 شخصاً، وانفجرت سيارة خامسة في الإسكندرية (60 كيلومتراً جنوبي بغداد) قتل فيها ثلاثة اشخاص واصيب تسعة.
وكانت بغداد شهدت ليلة دامية مساء الاثنين، حيث قُتل 25 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في انفجار اربع سيارات مفخخة في عدة مناطق، بينها حي اور في شمال العاصمة، حيث قُتل سبعة اشخاص، ومنطقة الكرادة (وسط)، حيث قتل سبعة اشخاص أيضاً.
خسائر في الفلوجة
في هذا الوقت، لا يزال مسلحون مناهضون للحكومة يسيطرون منذ فجر الخميس الماضي على اجزاء من ناحية سليمان بيك (150 كيلومتراً شمال بغداد) الاستراتيجية الواقعة على الطريق الذي يربط بغداد بشمال البلاد.
وجاءت سيطرة المسلحين على ناحية سليمان بيك في وقت لا تزال فيه مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وبعض مناطق الرمادي (100 كيلومتراغرب بغداد) تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضاً وذلك منذ بداية العام، حيث قتل جندي في اشتباكات مع المسلحي، فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس عن مقتل 45 من عناصر تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) خلال الساعات الـ 48 الماضية غربي البلاد.
خطة أمن واستقرار
في غضون ذلك، قرر مجلس الوزراء تبني خطة رئيس الحكومة نوري المالكي لفرض الأمن والاستقرار في الأنبار وتعويض الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين، فيما أكد أنه تم تمديد العفو عن المغرر بهم.
