في الوقت الذي يستعد مقاتلو المعارضة المتواجدون في جنوب سوريا للقيام بهجوم واسع النطاق على العاصمة دمشق بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الأردن، توفي سبعة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة أطفال بسبب الجوع بين يومي الاثنين والثلاثاء في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية اللذين تحاصرهما القوات النظامية منذ اشهر، تزامناً مع دعوة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» النظام السوري إلى العمل من اجل «الإفراج سريعاً» عن 56 طفلا ما زالوا في مركز للاستجواب لدى السلطات في حمص.

وبدأ الجيش النظامي بإعادة الانتشار وتكثيف قصف معاقل مقاتلي المعارضة لمواجهة مثل هذا الهجوم، بحسب المعارضة المسلحة. وذكرت مصادر من النظام السوري واخرى من المعارضة لوكالة فرانس برس أن آلاف المقاتلين المعارضين الذين تدربوا في الأردن لأكثر من سنة على يد الولايات المتحدة ودول غربية سيشاركون في هذه العملية على دمشق.

معركة دمشق

وقال الضابط عبد الله الكرازي، الذي انشق عن صفوف القوات النظامية ويقود حاليا غرفة عمليات في محافظة درعا (جنوب) التي يسيطر المقاتلون على جزء منها إن « درعا هي المدخل إلى دمشق، معركة دمشق تبدأ من هنا».

وأضاف «في الوقت الراهن، لدينا ضمانات من الدول الداعمة لتوريد الأسلحة» مشيرا إلى انه «إن وفت بوعودها سنصل إلى قلب العاصمة بعون الله». ولفت الضابط إلى أن «الهدف الرئيسي هو كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والغربية» المنطقتين الزراعيتين المتاخمتين للعاصمة. وقال سياسي سوري لوكالة فرانس برس، من جهة ثانية، إن «المعركة الكبيرة ستجري قبل انعقاد الجولة المقبلة للتفاوض» التي رجح أن تقام في منتصف مارس.

الموت جوعاً

في الأثناء نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر طبية أن «رجلين احدهما مسن وطفلة توفوا أول من امس بعد تدهور حالتهم الصحية بسبب نقص الغذاء والمستلزمات الطبية في مخيم اليرموك» للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة. وفي الغوطة الشرقية، أشار المرصد كذلك إلى وفاة طفلة وامرأة ورجل اول من امس كما توفي فتى امس بسبب نقص الغذاء.

وقامت السلطات السورية بإدخال المساعدات الغذائية إلى هذه المنطقة مرات عدة «لكن لا يجب ذر الرماد في العيون» حسبما اشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن. واعتبر

عبد الرحمن ذلك «جريمة حرب» مشيرا إلى أن «هناك أجساماً بإمكانها المقاومة والاحتمال اكثر من غيرها» فيما يودي نقص الغذاء ونقص الرعاية بحياة الناس.

56 طفلاً

إلى ذلك قالت الناطقة باسم الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» ماريكسي مركادو في مؤتمر صحافي «هناك اليوم 56 طفلا في مركز الأندلس (في مدرسة قديمة في حمص)، بينهم 34 صبياً تتراوح اعمارهم بين 15 و18 عاماً، و10 صبيان يقل عمرهم عن 15 عاما و12 فتاة تقل اعمارهن عن 18 عاماً».

وأوضحت أن «الغالبية العظمى للأطفال ممن تقل اعمارهم عن 15 سنة والفتيات، موجودون في المركز مع عائلاتهم لأنه ما زال وضع والديهم أو اشقائهم قيد الدرس» من قبل السلطات. لكن بين هؤلاء الأطفال الـ56، اثنان بدون رفقة أهلهما وهما طفلة في السابعة يتواجد ذووها في حمص وفتى أهله في لبنان لكن له اقارب في حمص. وقالت مركادو إن «اليونيسف تدعو إلى الإفراج السريع عن جميع الأطفال».

وفيما اعلنت دمشق امس بدء تنفيذ هدنة بين قوات المعارضة وقوات النظام في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا في ريف دمشق وبدء توزيع الحصص الغذائية على سكانها، تجدد القصف المدفعي امس على العديد من البلدات والقرى السورية، مما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى، في حين تواصلت الاشتباكات والمعارك بين الثوار من جهة وقوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى.

في حين قالت وسائل إعلام حكومية إن القوات السورية استعادت امس السيطرة على قرية معان التي تقطنها الأقلية العلوية من مقاتلين إسلاميين في محافظة حماة بوسط البلاد.

إلى ذلك اعتقلت السلطات السورية ابنة المحامي الحقوقي البارز المعتقل خليل معتوق، وناشطة في مجال حقوق الإنسان، حسبما ذكر رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني امس.

 

فتيات بريطانيات

ذكرت صحيفة «ديلي ستار» امس أن فتيات بريطانيات يتدفقن على سوريا للزواج من جهاديين يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد، بعد غسيل أدمغتهن.

وقالت الصحيفة إن الفتيات البريطانيات المعروفات باسم (مشجعات الجهاد) يتزوجن المتطرفين في سوريا بعد التعرف عليهم على شبكة الإنترنت، واتبعن خطى المئات من الرجال البريطانيين الذين يقاتلون الآن مع الجماعات الجهادية الساعية لإسقاط نظام الرئيس الأسد. لندن - يو.بي.آي