توالت تطورات العملية الأمنية في محافظة الأنبار العراقية والتي أسفرت خلال الساعات الـ 24 الماضية عن مقتل العشرات من تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). فيما كثّف الجيش قصفه لمدينة الفلوجة استعدادا لهجوم بري لاستعادة السيطرة عليها، بينما يستخدم المسلحون في الرمادي حقولا من العبوات الناسفة أو «حقول الموت» لمنع تقدم الجيش.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل 57 من تنظيمي القاعدة وداعش في المعارك الدائرة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن «قوات من الجيش والشرطة المحلية بالتعاون من أبناء العشائر قتلت 57 من عناصر تنظيمي داعش والقاعدة في منطقتي الملعب والحميرة في مدينة الرمادي يوم الاثنين»، لكن البيان لم يورد أي تفاصيل إضافية حول المعارك التي قتل فيها هؤلاء ولم يشر إلى خسائر القوات الحكومية.
مقتل أمير في بعقوبة
في موازاة ذلك، صرح ضابط عراقي ان القوات العراقية تمكنت من قتل أمير «داعش» في مناطق شمال شرق بعقوبة أبو طلحة الشيشاني.
وقال النقيب احمد صلاح من شرطة بعقوبة في تصريح صحافي إن «عشرات المسلحين، بقيادة ابي طلحة الشيشاني، هاجموا عددا من نقاط التفتيش في الشريط الزراعي الشرقي لناحية ابي صيدا في مناطق ابي كرمة وشيخي، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أمير تنظيم داعش في مناطق شمال شرق بعقوبة ابي طلحة الشيشاني ومقتل جنديين وجرح آخر وعنصر من الصحوة». وأضاف إن «المسلحين سحبوا جثة الشيشاني الى البساتين ونقلوها الى جهة مجهولة وان القوات الامنية تشن حملة تمشيط واسعة لمناطق الاشتباكات لمطاردة عناصر داعش».
كذلك، أفادت مصادر امنية عراقية بان ثلاثة من اتباع زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابوبكر البغدادي قتلوا في عملية امنية شمالي الحلة.
قصف على الفلوجة
وكثّف الجيش العراقي قصفه لمدينة الفلوجة في محافظة الأنبار استعدادا لهجوم بري لاستعادة السيطرة على المدينة التي يسيطر عليها منذ شهر مسلحون مرتبطون بالقاعدة.
ويأتي قصف المدينة بعد أن انتهت مهلة رئيس الحكومة نوري المالكي التي حددها لعشائر الفلوجة لطرد المسلحين.
وقال مسؤول أمني كبير إنّ الأوامر «صدرت ببدء قصف المدينة بالمدفعية والطائرات لاكتشاف القدرات المحتملة للمسلحين داخل الفلوجة ومحاولة العثور على فجوة للنفاذ إلى المدينة».
وأفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن القوات المسلحة العراقية عززت انتشارها استعدادا لاقتحام المدينة. وأوضح أن لواء مدرعا توغل مساء الأحد في منطقة عامرية الفلوجة التي تبعد ١٥ دقيقة عن الفلوجة من جهة الجنوب.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية الفريق محمد العسكري إن القادة العسكريين يناقشون في مقر عمليات الأنبار في الرمادي خططا بديلة لدخول الفلوجة، بعضها يرتكز على استحداث ممرات جديدة إلى مركز المدينة، لتجنب التحصينات التي يواصل المسلحون إقامتها في منافذ المدينة منذ أسابيع.
حقول الموت
وفي الرمادي، وبعد الإعلان عدة مرات عن تمكن قوات الجيش من «تطهير» المدينة، وخصوصا المناطق الإستراتيجية فيها، يؤكد مراقبون وشهود عيان أن القوات العسكرية لا تزال تخوض معارك ضارية في مناطق الملعب وشارع عشرين والإسكان والضباط، فيما تؤكد مصادر عسكرية ميدانية أن «حقولا من العبوات الناسفة» تعيق التقدم نحو عمق هذه المناطق، فضلا عن القناصين المنتشرين في بعض المباني العالية.
ونقلت صحيفة العالم الالكترونية عن مصدر عسكري ميداني قوله إن «طيران الجيش شن عددا من الغارات، على أهداف تقع في عمق مناطق جنوب الرمادي، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين متمركزين فيها».
وأضاف المصدر إن «حقولا من العبوات الناسفة، زرعها المسلحون في المناطق العقدية، تعيق تقدم الجيش».
دعوة للحوار
وفي خضم تلك المعارك، دعا ائتلاف متحدون البرلماني العراقي القادة السياسيين في البلاد الى معالجة أزمة الأنبار «المتفجرة» على وجه السرعة، معلناً عدم العودة إلى اجتماعات البرلمان قبل تحقيق ذلك.
وقال الناطق باسم الائتلاف النائب ظافر العاني، في بيان، «نحمِّل كل القيادات السياسية الوطنية مسؤولية ما يتعرض له وطننا وشعبنا من أذى مباشر، وهم يرون كل هذا التعنت ولا يتحركون على نحو يتناسب وحجم الفاجعة الحالية او المتوقعة.. فإننا ندعوهم لتفادي مخاطر كارثية محتملة من خلال تحرك جماعي مسؤول وعقد اجتماع عاجل لمختلف قيادات البلد لمعالجة الوضع الأمني المتدهور في الأنبار».
