تسلّمت الحكومة التونسية الجديدة برئاسة مهدي جمعة مهامها أمس بعد أدائها اليمين الدستورية أمام الرئيس المنصف المرزوقي وحصولها على ثقة المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) بأغلبية 149 صوتا، ومعارضة 20 نائبا، وامتناع 24 اخرين عن التصويت.
وقال رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، عقب جلسة عامة استمرت حتى ساعة متأخرة بعد منتصف الليلة قبل الماضية صوّت خلالها 193 نائبا من مجموع الـ 216 الاعضاء في المجلس، ان «حصول حكومة مهدي جمعة الجديدة على ثقة نواب المجلس بعد المصادقة على الدستور يعد رسالة عظيمة وجهها المجلس الى الشعب التونسي والى كل العالم بهذا التوافق والديمقراطية الجديدة».
نقاشات حادة
وسبق عملية التصويت نقاش حاد في المجلس التأسيسي بين مؤيدين لهذه الحكومة الجديدة ومعارضين لها، اتهموها بضم وزراء كانوا ينتمون الى النظام السابق كوزير العدل ووزير الدفاع، فيما اتهم بعض النواب وزيرة السياحة بأنها قامت بزيارة لإسرائيل.
وقال زعيم حركة وفاء النائب عبد الرؤوف العيادي إن «حكومة مهدي جمعة تضم وجوها من نظام بن علي على غرار وزير العدل وحقوق الانسان والعدالة الانتقالية حافظ بن صالح، ووزير الشؤون الاجتماعية محمد عمار الينباعي، الى جانب وزير التربية فتحي الجراية».
بدوره، تعهد رئيس الحكومة المكلف، في رده على هذه الاتهامات في المجلس، بإعادة النظر في قائمة تركيبة حكومته وتعديلها لاحقا ان ثبت وجود اخلال بالمعايير الثلاثة التي تم على أساسها اختيارهم مشيرا الى أن هذه المعايير تتمثل في الكفاءة والحيادية ونظافة اليد. وأكد ان اعضاء حكومته ليسوا طلاب مناصب، وأنهم تعهدوا بعدم الترشح للانتخابات القادمة، قائلا: «نحن نحتاج الى الخروج من مرحلة المؤقت حتى ندخل في مخططات عمل على المدى الطويل».
موعد الانتخابات
أوضح رئيس الحكومة المكلف مهدي جمعة أمام نواب المجلس التأسيسي أن «تحديد موعد الانتخابات المقبلة ليس من صلاحيات حكومته، بل من صلاحيات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات»، مؤكدا في المقابل أنه سيعمل على احترام ما جاء في الاحكام الانتقالية، وتوفير كافة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات حرة نزيهة وشفافة تقطع الطريق أمام أية محاولة للتشكيك في تنظيمها أو في نتائجها.
مواجهة إحباط
من جانبه، تمنى المرزوقي النجاح لحكومة مهدي جمعة، وهو وزير الصناعة في الحكومة المستقيلة، وخاطب أعضاءها بالقول إن صعوبات ستعترض طريقهم، وأن عليهم أن يبذلوا ما في وسعهم ولا ييأسوا.
وقال المرزوقي «هناك خبر سيئ يتمثل في وجود عديد المصاعب والعقبات»، ودعا الوزراء إلى عدم الشعور بالاحباط إذا طالبت بعض الأطراف بعد حين باستقالتهم.
تسلم مهام
وبعد أداء اليمين، أقيم احتفال في القصر تسلمت أثناءه الحكومة الجديدة رسميا مهامها من الحكومة المستقيلة التي كان يرأسها القيادي في حركة النهضة علي العريض. وقبيل مراسم أداء اليمين في قصر قرطاج الرئاسي، اجتمع العريّض وجمعة في مقر الحكومة بالعاصمة التونسية تمهيدا لتسلم الحكومة الجديدة مهامها.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن الاجتماع بحث مسائل، من بينها توفير الإمكانيات اللازمة للهيئة المستقلة للانتخابات التي تم انتخابها مؤخرا، والتي ستشرف على الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وقال العريض «أطالب رئيس الحكومة المكلف بان لا يظلم أي مواطن تونسي، مهما كان مخالفا لك في التجربة، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية».
