احتفل ملايين المصريين أمس بذكرى ثورة 25 يناير حيث خرجوا إلى الميادين المصرية رغم محاولات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تنغيص فرحتهم بعنف وتخريب طال أماكن عدة حيث سقط عشرات القتلى والجرحى خلال تصدي الأمن والأهالي لعنفهم وتخريبهم.
وانطلقت في مصر، أمس، تظاهرات مؤيدة للفريق أول عبدالفتاح السيسي، الرجل القوي في البلاد المرجح ترشحه لانتخابات الرئاسة، في الذكرى الثالثة لثورة 2011 التي أطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقتل تسعة وعشرين شخصا في اشتباكات تخللت التظاهرات المعارضة وأصيب 47 آخرون، بحسب وزارة الصحة المصرية، بينما تحدثت قناة الجزيرة عن سقوط 50 قتيلاً.
على الصعيد السياسي، أعلن الناطق باسم رئاسة الجمهورية، في بيان، أن الرئيس المؤقت عدلي منصور «سيلقي كلمة مهمة للأمة» اليوم الأحد.من المتوقع أن تدور حول تحديد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية واستكمال خريطة الطريق. وقال مسؤولون حكوميون إن الانتخابات الرئاسية ستسبق على الأرجح التشريعية.
وتجمع الآلاف في ميدان التحرير حاملين صور السيسي وأعلام مصر، وكانت فرقة موسيقية تابعة للشرطة تعزف أناشيد وطنية في أجواء احتفالية بينما كانت الحشود تلوح بالأعلام المصرية كما شكل بعضهم حلقات للرقص.
وقام رئيس الوزراء د. حازم الببلاوي بتفقد ميدان التحرير، حسبما صرح الناطق باسم مجلس الوزراء هاني صلاح في مداخلة مع إحدى القنوات الفضائية الخاصة.
إجراءات أمنية
واتخذت إجراءات أمنية مشددة عند مداخل الميدان، الذي كان مهد الثورة المصرية على مبارك، إذ أغلقت بمصفحات الجيش وبأسلاك شائكة وكان رجال الشرطة والجيش يفتشون مرتين الأشخاص الراغبين في الدخول.
وانتشرت تشكيلات من قوات الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة على مداخل الميادين وبمحيط القصور الرئاسية، ومقار الحكومة والوزارات المهمة، والبنك المركزي، ومبنى التلفزيون، فيما حلّقت مروحيات بأجواء القاهرة ومحافظات عدة.
كما انتشرت مجموعات من الشرطة النسائية لتفتيش الفتيات والسيدات والتدقيق بهوياتهن قبل دخولهن الميادين للاحتفال. وواصل خبراء المفرقعات عملية التمشيط باستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات والكلاب البوليسية.
امتنان للجيش
وعلى طريقتهم الخاصة احتفى المصريون بالمؤسسة العسكرية ودورها في دعم ثورة الشعب المصري، خلال ثورة 25 يناير، وكذلك ثورة 30 يونيو، وذلك عبر رفع لافتات امتنان لدور الجيش إبان الثورتين، كانت الفاصل المُشترك في فعاليات المصريين الاحتفالية بالذكرى الثالثة لثورة يناير في القاهرة ومختلف المحافظات.
ورفع المصريون صور السيسي، في الميادين، بينما شهد ميدان التحرير، أمس، لقطات فُكاهية من قبل المصريين، حاولوا من خلالها التعبير عن دعمهم للسيسي ودعوته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، منها قيام مواطن بارتداء عباءة بيضاء، كتب عليها من الأمام والخلف عبارات في حب الفريق السيسي والجيش المصري، منها: «السيسي رئيسي بأمر الشعب».
بينما ردد المشاركون هتافات دعم للجيش والفريق السيسي، فضلاً عن هتافات مناهضة للإخوان المسلمين، في الوقت الذي واصل فيه المصريون حسهم الفكاهي كذلك، بقيام عددٍ من المشاركين في الاحتفالية بميدان التحرير بتشكيل تجمع دائري يتوسطه شاعرٌ كبير السن، مُرددًا كلمات كتبها عن الفريق السيسي، بينما يهتف المشاركون للجيش عقب انتهاء كل قصيدة.
كما قام المصريون كذلك، في سبيل التعبير عن موقفهم من الفريق السيسي بصنع تمثال يرمز للفريق، ووضعه في قلب الميدان، تهافت عليه المشاركون، وسط هتافات التأييد للقوات المسلحة، في وقت ارتدى آخرون أقنعة ورقية على وجوههم بصورة الفريق السيسي
. واستغل الباعة الجائلون المنتشرون في محيط ميادين الثورة هذه الحفاوة الخاصة بالفريق السيسي، وراحوا يعرضون صوره وشارات وأعلام بلافتات تأييد، أقبل عليها عدد كبير من المشاركين.
تخريب «الإخوان»
على الجانب الآخر، تمكنت قوات الأمن بالقاهرة والمحافظات المصرية المختلفة، من تفريق عدد من المسيرات المناهضة للقوات المسلحة ومؤسسات الدولة، والرافضة لثورة 30 يونيو وخريطة الطريق، بقيادة تنظيم الإخوان المسلمين، وحركات ثورية أخرى هي «الاشتراكيين الثوريين» وحركة «شباب 6 إبريل».
وتمكنت قوات الأمن المُنتشرة في محيط الميادين الرئيسية وأمام المؤسسات والمنشآت الحيوية، من إلقاء القبض على عددٍ من المتظاهرين من جماعة الإخوان، في وقت لاحق الأمن المتظاهرين بالشوارع الجانبية في عدد من الميادين لمحاصرتهم في عدد من المناطق، عقب أن دارت اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الأمن، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
يأتي ذلك في وقت أثارت عناصر تنظيم الإخوان أيضا الشغب في عددٍ من المناطق، عبر إطلاق طلقات «الخرطوش» على المواطنين، وحرق إطارات السيارات، والدخول في اشتباكات مع الأهالي المناهضين للجماعة ومُخططاتها.
وقام عناصر الإخوان في منطقة المطرية بالقاهرة بحرق إطارات السيارات والاشتباك مع الأهالي، كما قاموا بإطلاق أعيرة نارية على الأمن في منطقة حلوان، التي شهدت اشتباكات ومعارك كر وفر بين قوات الأمن وعناصر الجماعة الإرهابية، بينما تمكن متظاهرو الإخوان في منطقتي الهرم وفيصل من قطع الطريق أمام حركة المرور، وإلقاء الحجارة على المارة والأهالي الداعمين للقوات المسلحة، ما دفع قوات الأمن لملاحقتهم وإجراء عملية تمشيط للشوارع الجانبية للقبض عليهم.
وفي منطقة الحلمية بالقاهرة أيضا أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مشاغبي الإخوان، وكذلك في البراجيل وإمبابة.
هتاف
تعالت صيحات المتظاهرين بميدان التحرير بالهتافات المناهضة لتنظيم «الإخوان» الإرهابي. وردد المتظاهرون الهتافات المناهضة للإخوان منها: «الشعب يريد إعدام الإخوان، الشعب يريد إعدام المعزول، مرسى يا استبن ..
رجعناك السجن، يسقط يسقط الإرهاب»، كما رددوا الهتافات المؤيدة للفريق السيسي منها: «السيسي عمهم وحابس دمهم، يا جيشنا.. يا معيشنا، يا أبو دبورة ونسر وكاب...إحنا معاك ضد الإرهاب».


