تواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات لملاحقة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وآخرين مناهضين للحكومة في محافظة الأنبار (غرب العراق)، فيما حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع عدد المهجرين. وقدّرت محافظة الأنبار عدد النازحين عن مدينة الفلوجة بـ 70 في المئة من أهلها، في وقت كان هذا الملف المتفجّر محور محادثات رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وفي التفاصيل الميدانية التي يحوطها الكثير من التضارب والغموض، تتواصل العملية التي بدأها الجيش العراقي منذ الأحد ضد تنظيم «داعش» في مدينة الرمادي، التي خرجت بعض أحيائها في وسط وجنوب المدينة عن سيطرة الحكومة.
وأكد ضابط برتبة رائد في شرطة الرمادي استمرار تنفيذ العمليات لطرد مسلحي داعش من مناطق في وسط وجنوب مدينة الرمادي. ولفت إلى إصابة 12 من عناصر الشرطة وأبناء العشائر برصاص قناصين من تنظيم داعش خلال الساعات الماضية، استهدف احياء الملعب والضباط، في وسط الرمادي.
وذكر ضابط الشرطة بأن القوات العراقية والصحوات وابناء العشائر يواصلون السيطرة في مدينة الرمادي فيما تواصل قوات من الجيش الانتشار على اطراف مدينة الرمادي.
ولاتزال مدينة الفلوجة (60 كيلومتراً غربي العاصمة بغداد) ثاني اهم مدن محافظة الانبار خارج سيطرة القوات العراقية منذ نحو ثلاثة اسابيع، وفقا لمصادر امنية ومحلية. واكد مراسل وكالة «فرانس برس» استمرار انتشار مسلحين من تنظيم داعش في الفلوجة فيما يتواجد ابناء العشائر على الاطراف الخارجية للمدينة.
نزوح وتفريغ
وفي ما يتعلّق بالوضع الأمني الإنساني في مدن الأنبار، قال المستشار القانوني لمحافظ الأنبار عبدالحميد إبراهيم إن 70 في المئة من أهالي مدينة الفلوجة (أي نحو 22 ألف أسرة) تركت منازلها ونزحت إلى مناطق ومحافظات مجاورة، عازياً السبب إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المدينة.
وأضاف إبراهيم أن «المساعدات الإنسانية التي تصل المدينة غير كافية لسد احتياجات الأهالي».
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية توقعت زيارة عدد الأسر النازحة خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن التخصيصات المالية لديها غير كافية لتوفير المساعدات لهم، وأنها ستطالب مجلس الوزراء بتخصيص 10 مليارات دينار لمساعدة نازحي الأنبار.
وكشفت إدارة محافظة الأنبار عن نزوح 1000 أسرة من جزيرة الخالدية (شرقي الرمادي) بسبب قصف مروحيات الجيش والدبابات خلال الاشتباكات، وأكدت أن الأسر زحفت نحو أقضية: هيت وراوة وعانه ومناطق أخرى، فيما أشارت إلى أن هناك أسراً محاصرة داخل منازلها تطالب بسيارات إسعاف لنقلها.
تحذير أممي
في هذذه الظروف، حذرت الامم المتحدة عبر ممثلها في العراق نيكولاي ملادينوف من تفاقم ازمة المهجرين ومن ارتفاع اعدادهم في محافظة الأنبار.
وكشف بيان للمنظمة الدولية عن تسجيل اكثر من 22 ألفاً و150 عائلة مهجرة، فيما نزحت عائلات اخرى الى محافظات: أربيل وكربلاء وبابل والنجف وبغداد.
النجيفي وكيري: ضرورة التمييز
وكان هذا الملف محور محادثات سياسية استثنائية بين رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن، حيث أكدا على ضرورة التمييز بين القاعدة والمطالب المشروعة لأهل الأنبار.
وبحسب مصادر عراقية مطلعة ناقض الجانبان تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، لاسيما الأزمة في الأنبار، مشيراً إلى «أنهما اتفقا على أهمية إعطاء الفرصة للحلول السياسية والركون إلى الحوار لتجاوز الأزمة».
وتابع الائتلاف أن «النجيفي وكيري أكدا على مشروعية الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب لحين القضاء عليه، مع الأخذ بنظر الاعتبار ضرورة التمييز بين القاعدة والمطالب المشروعة لأهل الأنبار».
مؤشرات على ضعف الحملة العسكرية
مخاوف جديدة تثيرها حرب الأنبار، وهي، كما اعتاد العراقيون، معالجة الأزمة بأزمة اكبر، لتتراكم الأزمات واحدة فوق أخرى.
ليست هذه إشارة إلى إن حكومة المالكي ستفشل في حرب الأنبار، بقدر ما هي أمر واقع قد يوصل إلى منع السياسيين العراقيين من خوض أي حديث في السياسة.
وقبل الخوض في إمكانية نجاح أو فشل الحكومة في حرب الأنبار، لابد من إلقاء نظرة سريعة على المكان، قبل الذهاب إلى تفاصيل أخرى، حيث تبلغ مساحة محافظة الأنبار 138579 كيلومترا مربعاً، وتشكل ما نسبته 32 في المئة من مجموع مساحة العراق البالغة 438446 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 75 في المئة من مساحة سوريا.
ورغم أن ساحة المعركة الآن هي الأنبار، إلا أن العمليات العسكرية تمتد، بحسب المصادر الحكومية، لتشمل المناطق المشتركة وإلى عمق أراضي محافظتي كربلاء وصلاح الدين ومنطقة حوض الثرثار وجبال حمرين في ديالى، وصولا إلى نينوى وبغداد وحتى محافظة بابل.
ضرب في الخاصرة
وميدانيا، يرى الخبراء العسكريون، أن القوات الأمنية العراقية، لم تستطع فرض سيطرتها على مدينة واحدة صغيرة في مناطق شمال وغرب بغداد، وبعض مناطق الوسط، وان كان لها وجود صوري يتزعزع في أية لحظة، ولعل خير مثال على ذلك أقضية أبي غريب والتاجي والكاظمية، التي شهدت هجمات منظمة على السجون، وإطلاق سراح المئات ممن فيها.
صحراء مترامية الأطراف
أما عن منطقة الأنبار، ومن فيها وما فيها، فان صحراءها ومتاهاتها يمكن أن تبتلع جيشاً كاملاً، لاسيما إذا كان جيشا يفتقر إلى القيادة والعقيدة العسكرية والتسليح الجيد.
وكان الجيـش العراقي السابق، كما هو حال الجيش السوري الآن، امتلك خبرته وتسليحه عبر عشرات السنين، ومع ذلك لم يستطع الجيش العراقي بسط نفوذه على الصحراء المترامية الأطراف.
اغتيال إعلامي
اغتال مسلحون مجهولون مدير إعلام الوقف السني في محافظة ديالى.
وقال مصدر أمني محلي إن «مسلحين مجهولين فتحوا النار من أسلحة خفيفة على مدير إعلام الــوقف السني في محافظة ديالى إسماعيل بريص أمام منزله في ناحية الوجيهية ما أدى إلى مقتله بالحال». بغداد يو.بي.آي
5+4
قتل خمسة أشخاص أغلبهم في الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد) وحولها، في أعمال عنف متفرقة.
كماذكرت مصادر الشرطة العراقية أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة آخرون في حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كيلومتراً شمال شرقي بغداد).

