أعلن مدير مكتب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في القاهرة قاسم الخطيب، أمس، عن موافقة «مشروطة» للجيش الحر بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، في وقتٍ أعادت دمشق التأكيد على أن رئيس النظام بشار الأسد «سيقود المرحلة الانتقالية رئيساً»، بينما يحشد الائتلاف الوطني أوروبياً قبيل المؤتمر.
وصرح الخطيب أن اجتماعاً عقد أمس في اسطنبول ضم كلاً من رئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا ورئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، «حيث تم الاتفاق على الذهاب إلى جنيف». وقال إنه «تم خلال الاجتماع الحصول على موافقة هيئة الأركان بالذهاب إلى المؤتمر الدولي ضمن الآلية والشروط التي أعلن عنها، والتي تتمثل في فتح ممرات آمنة، وعفو النظام عن المعتقلين السياسيين، وبالأخص جميع النساء المعتقلات». كما أعلن عن التحضير لمؤتمر تشاوري للمعارضة يرجح أن يقام بالقاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، «وفقاً لاقتراح قدمه رئيس الائتلاف».
نفي إدريس
وبدوره، نفى اللواء إدريس ما نسبته إليه صحيفة «ذي اندبندانت» بأن «الدولة الإسلامية في العراق والشام صارت تشكل تهديداً خطيراً بالنسبة إلى مستقبل سوريا، ويجب مواجهتها قبل أن تصبح أكثر قوة». وأضاف أنه ورفاقه «سيتخلون عن الشرط المسبق المطالب بتنحي الرئيس الأسد عن السلطة قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2 في 22 يناير المقبل، وسيقبلون بدلاً من ذلك بأن يترك السلطة في نهاية عملية التفاوض حين ينضم الجيش السوري الحر إلى ما بقي من قوات النظام لشن هجوم ضد الجماعات المتطرفة». وأشار إدريس تعقيباً على ما نسبته الصحيفة إليه بأن «جيش النظام خائن ولا يمكن التعاون معه بأي حال».
مصير الأسد
وبالتوازي، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الأسد «سيبقى رئيساً، وسيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر جنيف 2». وأردف: «القرار للرئيس الأسد، وهو قائد المرحلة الانتقالية إذا وصلنا إليها، وسيبقى رئيساً لسوريا». وأضاف الزعبي في حديثه التلفزيوني: «نحن ذاهبون إلى جنيف لمحاورة السوريين، فهناك معارضات تتبع لأجهزة استخبارات مختلفة ولكل واحدة أجندتها، وهؤلاء لا يمثلون الشعب السوري».
وأشار الزعبي إلى أن «دولاً غربية تجري اتصالات مع الحكومة السورية والأجهزة المختصة للتنسيق في مسائل مكافحة الإرهاب نتيجة إحساس تلك الدول بمخاطر ما يحدث في سوريا، لأن جزءاً كبيراً من الإرهابيين الموجودين على الأرض السورية جاؤوا من تلك الدول».
جولة الائتلاف
إلى ذلك، استهل أمين عام الائتلاف الوطني المعارض بدر جاموس، أمس، جولة أوروبية بزيارة هولندا لإجراء محادثات مع المسؤولين الأوروبيين وشرح موقف الائتلاف من «جنيف 2». وقال مصدر مسؤول في الائتلاف إن جاموس «سينقل للمسؤولين الذين يلتقيهم مختلف المستجدات السياسية والميدانية السورية، كما أنه سيطلع أعضاء الائتلاف على نتائج زياراته هذه في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي سيعقد في 15 الشهر الجاري في اسطنبول».
كذلك، يعتزم الجربا تلبية دعوة رسمية من دولة الكويت لإجراء محادثات مع المسؤولين تتعلق بالوضع السوري والمستجدات الداخلية والخارجية في هذا الشأن غداً الجمعة.
وقال مصدر مقرب من الجربا إن برنامج زيارته يتضمن «إجراء محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح تتعلق بمختلف جوانب الوضع السوري». وتعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الائتلاف السوري لدولة الكويت.
نفي قطري
وفي جديد المواقف السياسية، أكدت قطر أنها «لا تجري أي اتصالات»، مباشرة أو غير مباشرة، مع النظام السوري. وقال مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، إنه «من نافل القول أن قطر لا تجري اتصالات مباشرة ولا غير مباشرة مع النظام السوري». وشدد المسؤول في الخارجية على ان «التواصل الوحيد» لقطر «هو مع الممثل الشرعي لهذا الشعب المتمثل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
الدراجات هرباً من الحواجز الأمنية في دمشق
انتعشت تجارة عدنان جمعة في بيع الدراجات الهوائية التي بات عدد كبير من الشبان والشابات يستخدمها في تنقلاتهم داخل مدينة دمشق بسبب زحمة السير الناتجة عن الحواجز الامنية الكثيفة عند مفترقات الطرق وفي الساحات العامة.
ويقول هذا البائع الذي بدا مسرورا بالارباح غير المتوقعة ان «نسبة المبيعات ازدادت بصورة كبيرة»، بينما يعاني العديد من تجار السلع الاخرى كسادا في بضائعهم بسبب ارتفاع الاسعار والتضخم.
ويضم متجر جمعة عددا كبيرا من الدراجات بمختلف الالوان والقياسات تلبي اذواق كل الفئات العمرية، يقوم بعرض اغلبها امام واجهة المتجر لجذب انظار المارة، فيما خصص قسما من المتجر لورشة اصلاح الدراجات واطاراتها.
ويشير جمعة المنهمك باصلاح دراجة على الرصيف امام متجره في شارع خالد بن الوليد الى «ظهور زبائن جدد مثل الفتيات وبينهن محاضرات في الجامعات يستعملن الدراجات في تنقلاتهن»، وهو امر لم يكن مألوفا من قبل.
ومنذ اشهر طويلة، تحولت قيادة السيارات في شوارع دمشق خلال النهار الى كابوس حقيقي، بسبب انتشار الحواجز الامنية التي تقوم بتفتيش السيارات والتاكد من هوية راكبيها. كما عمدت السلطات الى اغلاق بعض الطرق الرئيسية والفرعية ما يتسبب بازدحام خانق في السير قد يحجز ركاب السيارات لفترات انتظار مضنية على الطرق قبل ان يصلوا الى اعمالهم او الى الوجهة التي يقصدونها.
كما ينظر البعض الى الدراجة على انها وسيلة لتوفير المحروقات التي تشهد ازمة كبيرة بسبب توقف المصافي وحقول النفط عن الانتاج والعقوبات الدولية المفروضة على الحكومة السورية. وبين الذين اختاروا الدراجة وسيلة تنقل خطيب جامع لالا باشا في دمشق الشيخ محمد علي الملا الذي كتب عبر صفحته على فيسبوك: «لم يبق وسيلة للتنقل بسهولة في شوارع دمشق إلا الدراجة».
