بدأ سكان العاصمة الليبية طرابلس أمس عصيانا مدنيا دعا إليه المجلس المحلي للمدينة احتجاجا على مقتل 43 متظاهرا وجرح 461 آخريـن برـصاص مسلحين من مدينة مصراته بمنطقة غرغور الجمعة الماضي، في وقت ثبت الانفلات الأمني أقدامــه بخطــف مسلحين نائب رئيس الاستخبــارات.
وقال مصدران أمنيان إن نائب رئيس الاستخبارات الليبية مصطفى نوح خطف من مطار طرابلس بعد عودته قادما من تركيا. وذكر أحد المصدرين أن نوح وهو أيضا رئيس وحدة التجسس بالمخابرات خطف في سيارة أثناء مغادرته المطار، ولم يكن معه حراس آنذاك، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وخلت شوارع العاصمة الليبية ووسطها من المارة أمس، فيما شوهدت أعداد قليلة من السيارات تتحرك. وأقفلت المدارس والمصارف ومعظم المؤسسات الحكومية والمحال التجارية باستثناء تلك التي تقدم خدمات يومية للسكان مثل الصيدليات والمخابز.
عجز
وقال ناطق باسم وزارة التعليم: «للأسف أغلقت عدة مدارس »، من دون أن يدلي بتفاصيل عن نسبة المضربين.
واعتبرت ممثلة منظمة «هيومن رايتس ووتش» في ليبيا حنان صالح أن «أحداث الأيام الأخيرة تظهر اتساع الممارسات غير المسؤولة للميليشيات وعجز الحكومة عن السيطــرة عليها».
وعلى الرغم من توصل مسؤولين محليين من منطقة تاجوراء ومدينة مصراته في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس إلى اتفاق بوقف الاقتتال الدائر بين ثوارهما شرق طرابلس، إلا أن معظم شوارع العاصمة ظلت مغلقة وخاصة مداخلها الرئيسية من الشرق إلى الغرب.
دعوة وهدوء
في الأثناء، دعا كبار مسؤولي طرابلس إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع وإغلاق المحال التجارية والمدارس والجامعات للضغط على الحكومة لطرد رجال الميليشيات الذين تلقى عليهم بالمسؤولية عن اشتباكات أودت بحياة 43 شخصا الجمعة الماضي.
من جهة أخرى، ساد الهدوء الضاحية الشرقية من العاصمة التي كانت شهدت مواجهات أول من أمس حين منعت مجموعات مسلحة من طرابلس عناصر مجموعة مسلحة من مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) من دخول العاصمة.
وقال نائب رئيس المجلـس المحلي في تاجوراء أن اجتماعـات عقـدت بين المجالس المحلية من المنطقة الغربية والوسطى وبرعاية المؤتمر الوطني العام لمتابعة مجريات الأحداث والتوصل إلى حلول لجميع الأطراف.
3
أعلنت هيئة دعم وتشجيع الصحافة الليبية أمس عن احتجاب الصحف الصادرة عنها لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح ضحايا مظاهرة طرابلس الذين سقطوا أثناء تعبيرهم سلميا عن موقفهم من التشكيلات والمظاهر المسلحة الموجودة بالعاصمة. واعتبرت الهيئة في بيان أن ما تعرضت له طرابلس التي كانت دائما موطنا لتجسيد الوحدة الوطنية ويقطنها مواطنون من مختلف مدن وقرى الوطن من أحداث مؤسفة يعتبر إخلالا بأمنها الذي يطال كافة أرجاء الوطن.
