حددت روسيا والولايات المتحدة والمبعوث الأممي العربي بشأن سوريا الأخضر الابراهيمي صيغة للدعوة لمؤتمر جنيف 2 في وقت تأكد انه لن يعقد في الشهر الجاري، في حين أعلنت دمشق أن ذهابها إلى جنيف 2 لا يعني تسليمها للسلطة، في وقت طالب ائتلاف المعارضة ببوادر حسن نية من النظام إذا كان يرغب في الجلوس على طاولة المفاوضات مع المعارضة، بالتزامن مع تأكيد أميركي على ضرورة عدم مشاركة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية وانتقاد روسي لتشدد المعارضة.
وقال مصدر مقرب من المشاورات الجارية للإعداد لمؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية، لوكالة الانباء الالمانية إن روسيا والولايات المتحدة والمبعوث الأممي العربي بشأن سوريا الأخضر الابراهيمي اتفقوا أمس على صيغة للدعوة للمؤتمر.
ولكن المصدر أضاف أنه «لم يتم تحديد موعد لانعقاد المؤتمر». وقال إنه يبدو من غير المرجح حاليا عقد المؤتمر يوم 23 نوفمبر الجاري، وهو الموعد الذي كانت الجامعة العربية قد اقترحته. وفي إطار متصل، ذكرت وكالة أنباء «ايتار تاس» الروسية أن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون يعتزم إرسال الدعوة للحكومة السورية والمعارضة السورية وجميع الدول التي تأثرت بالأزمة السورية.
لقاءات مكثفة
والتقى الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للسلام في سوريا أمس مع مسؤولين أميركيين وروس لمناقشة اجراء محادثات سلام طال ارجاؤها بشأن سوريا وذلك رغم الخلافات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الاسد وحضور ايران حليفته.
وقبل ذلك بساعات كررت دمشق تأكيدها على بقاء الاسد في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عملية التحول السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر جنيف 2 المقترح. واجتمع الابراهيمي مع ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الاميركي وروبرت فورد السفير الاميركي لدى سوريا وميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي بالمقر الاوروبي للأمم المتحدة في جنيف.
انضمام ثلاث دول
وبعد انتهاء المحادثات المغلقة بينهم انضم اليهم مسؤولون من ثلاث دول اخرى من الاعضاء الدائمين بمجلس الامن وهي بريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة الى دول مجاورة لسوريا هي العراق والاردن ولبنان وتركيا بالإضافة الى الجامعة العربية.
وقال مصدر بالأمم المتحدة انه حتى اذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإن الهدف هو «ان تصبح كل الاطراف والجماعات مستعدة للموعد على الاقل»، ولا يعني هذا ان الامر بات مؤكدا بالنظر الى تزايد الخلافات الدولية بشأن سوريا والاستياء بين معارضي الاسد. ولا يبدو ان الرئيس السوري نفسه مستعد للتوصل الى تسوية.
في الاثناء قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في وارسو أمس «شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا» مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الاسد. واضاف «لا اعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الاسد».
روسيا وإيران
من جانبها قالت روسيا انه يجب دعوة ايران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الائتلاف لن يشارك اذا حضرت ايران. كما رفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب الجربا وضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الاسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر جنيف 2.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي «يجب بكل تأكيد دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع ... وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل ايضا ايران»، لكنه اشار الى ان ايران وغيرها من اللاعبين الدوليين يحتاجون فقط الى التمثيل في مستهل المؤتمر الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا.
حسن نية
إلى ذلك طالب رئيس اللجنة القانونية في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية هيثم المالح، النظام السوري، ببوادر حسن نية، إذا كان يرغب في الجلوس على طاولة المفاوضات مع المعارضة، حال عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا.
وحدد المالح في تصريح صحافي، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، تلك البوادر، والتي تشمل، فك الحصار عن المدن السورية ومرتكزات جنيف 2 من وقف آلة العنف والقتل من الأسلحة الثقيلة والطيران، وإطلاق سراح المعتقلين، وتكوين ممرات إنسانية آمنة.
وشدد قائلًا: «على النظام السوري أن يلتزم بذلك أولًا لأنه لا يمكن الدخول في مفاوضات مع نظام مُجرم وهو مستمر في القتل». من جانبه اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي صالح مسلم أن قضية مشاركة النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد في المرحلة الانتقالية بسورية أو مؤتمر جنيف 2 ليست هي القضية التي يكترث لها.
قذيفة هاون على سفارة الفاتيكان في دمشق
سقطت قذيفة هاون أمس على سفارة الفاتيكان في دمشق، اقتصرت أضرارها الى الماديات. وذكرت (إذاعة الفاتيكان) أن قذيفة هاون سقطت فجر أمس على سفارة الفاتيكان الكائنة بحي المالكي في دمشق، متسببة بأضرار مادية فقط.
وقال السفير البابوي في سوريا، المونسينيور ماريو زيناري، في اتصال هاتفي مع الإذاعة، إن «هذا النوع من الأمور يحدث للأسف في كل يوم»، متابعاً أنه «خلال الأسابيع الأخيرة، سقط عدد من الصواريخ وقذائف الهاون بشكل وفير في حي دمشق القديم حيث أحياء المسيحيين»، مضيفاً القول: «أذكر بأنها ليست المرة الأولى التي تسقط فيها صواريخ قرب السفارة».
أما عن الجهة التي تقف وراء عمليات القصف هذه، وعما إذا كانت تستهدف السفارة والمسيحيين، قال زيناري إنه «منذ شهر، سقطت قذيفة قبالة الكاتدرائية الملكية»، واشار إلى أن «قذيفتين أخريين سقطتا في مناسبتين مختلفتين قرب الكاتدرائية المارونية في دمشق، وعلى كنيسة الفرانسيسكان»، مضيفاً «يمكنني تأكيد هذه الوقائع، ليس إلا». روما، الفاتيكان يو.بي.آي
