شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ضمن الوفد الوزاري العربي في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، والذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أمس، حيث أكد رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري أن المجتمعين «اتفقوا على ان التوصل الى اتفاق الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين مهم لتعزيز الامن والاستقرار الاقليمي في جميع أنحاء الشرق الاوسط».

في حين نال الملف السوري حيزاً كبيراً في المناقشات، مع حديث كيري عن عدم استبعاد واشنطن العودة إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بشأن سوريا، وتشديده على وجود «إجماع» أن رئيس النظام السوري بشار الأسد «تجاوز خطاً أحمر» باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وناقش المجتمعون مستجدات المفاوضات الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وتقييم تطور المفاوضات وبحث أفضل سبل تقديم الدعم اللازم لإنجاحها.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الاثنين في لندن، في تصريحات من باريس عقب الاجتماع، ان الاسرائيليين والفلسطينيين «مصممون» على مواصلة مفاوضات السلام المباشرة التي بدأت منتصف يوليو.

وقال كيري: «على الرغم من القرارات الصعبة التي يجب ان تتخذ ورغم الضغوط الحالية على الجانبين، الا ان الفلسطينيين والإسرائيليين ما زالوا ثابتين على التزامهم بمواصلة المحادثات».

وفي ما يتعلق بالمحادثات التي جرت في باريس، قال كيري: «لقد اتفقنا جميعا على ان التوصل الى اتفاق الوضع النهائي مهم لتعزيز الامن والاستقرار الاقليمي في جميع انحاء الشرق الاوسط». وشكر كيري محاوريه العرب على «التزامهم بعملية السلام في الشرق الاوسط وقضايا أخرى»، معلناً ان الاجتماع المقبل سيكون أواخر اكتوبر المقبل. ولم يتسرب الكثير عن تلك المحادثات.

موقف قطري

بدوره، بيّن وزير الخارجية القطري خالد العطية أنّ «استمرار المستوطنين اليهود في البناء عقبة أمام التوصّل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني».

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي بعد اجتماع مع ممثلي مبادرة السلام العربية، أنّ «هناك عدداً من العقبات أمام هذه العملية»، مشيرا إلى أنه يتحدث عن المستوطنات.

وقبل عقد أول اجتماعات ثنائية في القدس في 14 أغسطس، أعلنت إسرائيل خططاً لبناء أكثر من ألفي وحدة سكنية في المستوطنات الاسرائيلية في خطوة أثارت غضب المفاوضين الفلسطينيين.

الملف السوري

وفي الملف السوري، أكد وزير الخارجية الاميركي وجود إجماع خلال اللقاء على ان رئيس النظام بشار الأسد «تجاوز خطاً أحمر» باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال كيري ان السعودية، التي حضر وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل الاجتماع، وقعت على الدعوة التي اطلقتها الجمعة الماضية 12 من دول مجموعة العشرين لتوجيه «رد قوي» على استخدام الاسلحة الكيماوية، موضحا ان «دولاً عربية اخرى ستعلن موقفها في هذا الشأن خلال الـ24 ساعة المقبلة».

وأضاف: «بما أننا ناقشنا هذا الامر، فقد أجمعنا على ان لجوء الأسد المشين للاسلحة الكيماوية التي قتلت مئات الابرياء وبينهم اطفال يعد تجاوزا لخط احمر دولي».

وتابع كيري: «ناقشنا الإجراءات التي يمكن ان يتخذها المجتمع الدولي لمنع الاسد من تجاوز الخط الأحمر مجددا»، موضحا ان النظام السوري «استخدم اسلحة كيميائية 11 مرة على الأقل». وحضر الاجتماع كذلك، الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية البحرين وقطر ومصر والاردن والكويت والمغرب وممثل السلطة الفلسطينية.

وأكد كيري ان «انتهاء الحرب الاهلية في سوريا يتطلب حلاً سياسياً فلا يوجد حل عسكري»، مشددا على ان «ما تسعى اليه الولايات المتحدة مع شركاء آخرين في المجتمع الدولي هو ضمان احترام القوانين في مجال الاسلحة الكيماوية. نحن لا نريد ان نكون طرفاً في النزاع».

ولم يستبعد رئيس الدبلوماسية الأميركية إمكانية عودة واشنطن إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأن سوريا بمجرد انتهاء مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة من تقريرهم، لكنه أوضح أن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ قرارا بهذا الخصوص.

اعتقالات وحرائق

 

اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي فلسطينيين اثنين، بعد مداهمة منزليهما في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اعتقال من أسماهم «مطلوبين»، في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، مشيراً إلى أنّ «المعتقلين الاثنين نقلا إلى الجهات الأمنية المختصّة للتحقيق معهما».

من جانب آخر، اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي دير الخضر مار جورجيوس جنوب بيت لحم.

وقال مصدر أمني فلسطيني، إنّ «قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز، والصوت، صوب أراضي الدير الواقع بالبلدة القديمة في الخضر، ما أدى إلى احتراق عدد من أشجار الزيتون التي يتجاوز عمر بعضها ألف عام، قبل أن يحطم الجنود بوابة الدير الرئيسية ويحذروا المسؤول عنه من مغبة إعادة تركيبها»

عريقات: استمرار المحادثات متعذّر في ظل الاستيطان

أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس أنّه «لا يمكن أن تتواصل مفاوضات السلام مع استمرار إسرائيل في النشاطات الاستيطانية».

وأشار عريقات في وثيقة رسمية أعدتها دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ووزعتها على الصحافيين إلى أنّ «الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال الإعلانات الاستيطانية منع الفلسطينيين من الوصول إلى مائدة المفاوضات وستستمر في محاولتها.

وقد تنجح في ذلك إذ لا يمكن الاستمرار في المفاوضات في ظل الاستيطان»، مضيفاً: «أوضحنا هذه المواقف للإدارة الأميركية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب وباقي دول العالم».

وشدّد عريقات على أنّ «الحجة الإسرائيلية بأن ما يسمى الكتل الاستيطانية ستكون جزءا من إسرائيل في أي حل نهائي، يعتبر عذرا أقبح من ذنب لأّن هذا يعني الإملاءات وليس المفاوضات».

منح المستوطنات

في السياق، أعربت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي عن قلقها إزاء تقارير تدعو الاتحاد الأوروبي إلى التراجع عن المبادئ التوجيهية التي تحظر المنح والمكافآت المالية للكيانات الإسرائيلية داخل المستوطنات.

وقالت عشراوي إن «المبادئ التوجيهية ترجمة طبيعية لسياسة الاتحاد الأوروبي الواضحة حول المؤسسة الإسرائيلية الاستيطانية غير الشرعية، وتأتي نتيجة للتنفيذ الكامل والفعال لقوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة».

مشيرة إلى أنّ «التوجيهات الأوروبية "شكلت خطوة إيجابية وهامة في قرار استئناف المفاوضات، وعززت حدود 1967 ولعبت دورا بناء في إعادة التأكيد على حل الدولتين، ومتطلبات السلام».

وأكدت عشراوي أن «التقارير حول الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي نيابة عن إسرائيل مقلقة للغاية، وتلقي شكوكا خطيرة بشأن دور وساطة الولايات المتحدة».