في موقف يُظهر إحباط المفاوض الفلسطيني، وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه المحادثات مع إسرائيل، التي استؤنفت بعد ثلاثة أعوام من التوقف برعاية أميركية، بـ«العقيمة»، قائلاً إنها «لن تكون مثمرة بدون ضغط كبير من واشنطن»، فيما أكد وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون أن المفاوضات لا تتناول إطلاق المستوطنات، وسط تجديد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تمسكه بـ«يهودية الدولة».

وقال عبدربه، لإذاعة صوت فلسطين أمس: إن المفاوضات التي بدأت في أواخر يوليو لم تحقق تقدماً.

وأضاف: «لا اتوقع ان يحدث مثل هذا التقدم على الاطلاق ما لم تكن هناك قوة ضغط هائلة اميركية على غرار ما نراه الآن من دور وجهد اميركي من اجل معالجة الموضوع السوري وغيره من المواضيع.. اما البقاء في الإطار الحالي فهذا هو دوران في الفراغ لا يقود ولا يؤدي الى اي نتائج».

وتابع المسؤول الفلسطيني: «المطلوب واضح ولا نحتاج الى تكراره.. هذه مفاوضات عقيمة ولا تقود الى أية نتائج».

وقال عبدربه: «رغم اننا اتخذنا قرارا بالمشاركة بها (المفاوضات) نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل بهذه المفاوضات ان تتقدم ضعيف للغاية بل.. هو امل معدوم في هذه اللحظة».

وعود أميركية

واضاف ان «انقاذ هذه العملية السياسة لا يكون فقط بتكثيف اللقاءات والاجتماعات وتقديم وعود بمزيد من اللقاءات الأميركية مع الأطراف».

واوضح عبد ربه انه «حتى الآن لم يتحقق اي تقدم.. قلت هذا الكلام بشكل واضح». واضاف ان «الموقف الإسرائيلي هو الموقف الاسرائيلي الذي نعرفه على الأرض، وما تقوم به قوات الاحتلال من اجل ان تواصل سياسة الاستيطان وتخريب كل فرصة ممكنة لتحقيق سلام عادل ومتوازن ولتطبيق حل الدولتين».

وتابع قائلا: «الواقع ان السياسة الاسرائيلية الفعلية هي السياسة التي تصدر بين آن واخر عن بعض قادة وزعماء الاحتلال وهذه الحكومة والذين يقولون بكل صراحة انهم لا يريدون مثل هذا الحل». وتأتي تصريحات عبد ربه لتكشف للمرة الأولى عدم احراز اي تقدم في اللقاءات.

وأردف عبد ربه: «هذه المفاوضات بدأت أو لم تبدأ عقدت جلسة أو لم تعقد النتيجة واحدة لا يوجد اي تقدم او اي انفراج فعلي»، مضيفاً أن «اسرائيل لم تلتزم بوقف الاستيطان، نحن نرى استمرار قيامها بعمليات الاستيطان يدمر أي فرصة امام هذه العملية السياسية».

ولم تتسرب معلومات تذكر عن محور المحادثات الأولية، لكن عبدربه قال: ان الاستمرار في بناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية على أراضٍ يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها قوض المفاوضات.

وأعلنت اسرائيل عن مناقصات لاقامة نحو 3100 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية الشهر الماضي، وتجاهلت غضب الفلسطينيين، موضحة ان هذه المنازل ستقام في المستوطنات الكبيرة التي تتوقع الاحتفاظ بها في اطار أي اتفاق نهائي.

يهودية الدولة

وفي رسالة بمناسبة السنة اليهودية الجديدة قال نتانياهو انه يريد «سلاماً حقيقياً ومستمراً.. وليس اتفاقاً نحتفل به لمدة دقيقتين ثم ينهار».

وأضاف نتانياهو: «يجب إرساؤه على اساس الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وعلى أساس أمننا. هذا هو ما نحتاج اليه في نهاية الأمر».ومن المقرر ان يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس مع كيري كل على حدة في اوروبا خلال ايام لبحث المفاوضات.

استمرار الاستيطان

من جانبه، قال وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون: إن المفاوضات السياسية الجارية حاليا مع الفلسطينيين لا تتناول قضية إخلاء مستوطنات، معتبرا ان الضفة جبهة تحمي إسرائيل.

وجاء تصريح يعالون خلال اجتماع عقده مع رؤساء مجلس المستوطنات بمناسبة قرب حلول عيد رأس السنة العبرية الجديدة.

تحفظ إسرائيلي

امتنع مسؤول اسرائيلي في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن التعليق على تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه ، قائلا: ان الجانبين اتفقا على ان أميركا هي فقط التي يمكنها الإدلاء بتصريحات بشأن المحادثات. وقال المسؤول «نحن نلتزم بذلك الاتفاق». وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت الاحد الماضي ان الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني يجتمعان باستمرار منذ استئناف المحادثات المباشرة في 29 يوليو، مضيفة أن مبعوثاً أميركياً شارك في أحد هذه الاجتماعات. أ.ف.ب