رغم أن الثورة المصرية في 25 يناير 2011 وموجتها التصحيحية في 30 يونيو الماضي قد كان من ضمن مبادئها فكرة «مدنية الدولة»، إلا أن بعض القوى السياسية والثورية كذلك، قد أبدت مواقف «مرنة» حول إشكالية ترشح شخص ذي خلفية عسكرية للرئاسة، وبالتالي ظل اسم وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، على رأس «الأسهم الرابحة» في بورصة الترشيحات.
ترحيب
وخرج مؤسس حملة تمرد محمود بدر أخيرا ليبدي من جانب حركته موقفا «مُرحبا» بفكرة ترشح السيسي، حال ما إن ظلت الأجواء الأمنية على ما هي عليه الآن، في الوقت الذي سار المرشح الرئاسي السابق رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي على نفس النهج من المرونة في التعامل مع القضية، مرحبا بطرح اسم «السيسي» حال وجود اتفاق وطني عليه.. في ظل كون اسم السيسي يتردد كذلك في الأوساط الشعبية كثيرا، وخاصةً في ظل مواقفه التي انتصر فيها للإرادة الشعبية أولًا بإسقاط حكم الإخوان، وثانيا بتحرير مصر من التبعية الأجنبية عبر تحديه للإرادة الغربية وتدخلاتها في مصر.
انتخابات مبكرة
وجاء ذلك الجدل في الوقت الذي يتجدد فيه الحديث عن الانتخابات الرئاسية «مُبكرا»، رغم أن خارطة الطريق كانت قد قدّمت الانتخابات البرلمانية أولًا عقب الاتفاق على الدستور، وبعد ذلك إجراء الانتخابات الرئاسية محلقة أخيرا، إلا أن ذلك الجدل جاء ـ وفق ما يؤكده مُحللون ـ استعجالًا من قبل المصريين لفرز الشخصيات الموجودة على الساحة الآن؛ من أجل التوافق حول مرشح وطني، بحيث لا يتم تفتيت الأصوات بين أكثر من مرشح كما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة التي خاض فيها مرشحون من تيارات واحدة الانتخابات معا.
شعبية خارقة
في غضون ذلك، قال وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية طارق الخولي، إنه «من حق السيسي المُشاركة في الانتخابات ما إن قرر ذلك، مؤكدا على أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي حقق شعبية جارفة في مصر عقب انحيازه للإرادة الشعبية».
من جهته قال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد (أقدم وأعرق الأحزاب المصرية) طارق تهامي، إن «الوقت مازال مُبكرا نحو الحديث عن ماهية الرئيس المصري الجديد، وأن الجدل الذي يدور حول ترشح السيسي للرئاسة ليس في محله وخاصة أنه قد أعلن منذ فترة عدم اعتزامه الترشح وتمسكه بالبقاء في العسكرية المصرية كشرف له».
